العدد 2096 - الأحد 01 يونيو 2008م الموافق 26 جمادى الأولى 1429هـ

معلومات هيكل

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في ندوة نظمت بنادي القضاة في القاهرة مؤخرا، توقع الكاتب المعروف محمّد حسنين هيكل أنْ تكون مصر مقبلة على مرحلة صعبة بعد قرار مجلس الشعب بمد العمل بقانون الطوارئ لمدّة عامين جديدينِ.

هيكل، وبلهجة عامية ساخرة قال: «حتشوفوا اللي عمركم ما شفتوه قبل كده»! وهو ما قوبل بتصفيق حاد من الجمهور الذي ضمّ قضاة وكتّابا وصحافيين.

هيكل، موسوعة سياسية تاريخية كبرى، ومهما قيل في طروحاته ومنهجه، فإنّ له أسلوبا أدبيا بديعا، ومحاولة لتقديم قراءة «ناصرية» للتاريخ. ومعروفٌ قربه من عبدالناصر، وعلاقته بالسادات كانت استمرارا لعلاقته بجمال، حتى تفجّرت في أعقاب حرب أكتوبر. والمهم أنّ الرجل لم يشذ عن منهجه الناصري، ولم يُغادر قناعاته القومية.

في تحليله عن الأحداث الأخيرة التي أريد لها أنْ تدفع المنطقة إلى شفا فتنة طائفية، قال: إنّ «لبنان أفلت من أزمة خطيرة كان يُمكن أنْ تعصف بهذا البلد»، وفي الوقت الذي أشار إلى ما ارتكبه السوريون من أخطاء في لبنان، فإنّه أشار أيضا إلى أنّ بعض الدول العربية كانت «تلعب في لبنان بهدف إحراج سورية».

طبعا لا يمكن للولايات المتحدة أنْ تتهم هيكل بأنه تابعٌ لمحور الشر، أو تتهمه بعض القوى القومجية أو الدينية التي لا تملك منطقا تحليليا سليما، بأنه «مجوسي» أو «طائفي»، فالرجل هو أشهر كاتب قومي على امتداد الوطن العربي، وظلّ من أشد الدعاة المخلصين للمشروع القومي الذي عاصر أوج نهوضه خلال الخمسينيات والستينيات. من هنا استخف ببعض جيوب الإعلام العربي الذي دأب على تحريف بوصلة عداء الأمّة من «إسرائيل» باتجاه إيران، فتساءل: «كيف نخاف من قنبلة نووية ستصنعها إيران خلال ما بين ثماني وعشر سنوات، ولا نخاف من مئة وخمسين قنبلة موجودة على حدودنا في (إسرائيل)»؟

هيكل تحدّث أيضا، وبكلّ ما يمتلك من وضوح رؤية وعمقٍ تاريخي، عن قائد المقاومة السيد حسن نصر الله فقال: «إننا نظلم هذا الرجل عندما نقول إنه عميل إيران في لبنان رغم أنه تصرّف كلبناني، ودخل حربا مشرّفة غيّرت مفاهيم المقاومة مع (إسرائيل) التي تعلمت على أيديهم درْسا في منطق المقاومة». ولكن أمتنا العربية هي الأمّة الوحيدة في التاريخ التي تتفنن في تحطيم أبطال مقاومتها، وتستجدي النماذج من الشرق والغرب، وهي مستعدة لتعلّق صور أبطال الهند والأرجنتين والتبت على صدور شبابها، بينما تشوّه أبطالها القوميين وتعمل على تذويبهم في محرقة الطوائف والقبائل والخيام.

الأخطر في حديث هيكل، قوله: إنّ ثلاثة أجهزة مخابرات عربية متواطئة في عملية اغتيال مسئول العمليات في حزب الله (عماد مغنية)، ولكنّه لم يحدّدها بطبيعة الحال.

الجمهور العربي الذي أدمن قراءة كتب هيكل، اعتاد الحصول على معلومات جديدة في كلّ كتاب، فرغم تجاوزه الثمانين، ظلّ هيكل صحافيا حريصا على جمْع المعلومات وفرزها وتصنيفها حتى يخرج بأدق التحليلات. وفي قصة مغنية، القارئ أمام احتمالين: إمّا أنه يجهل الأجهزة الثلاثة، وهو احتمالٌ ضعيف جدا، وإمّا أنه التزم التعمية والغموض إيثارا للستر... ودرءا للفضيحة والعار!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2096 - الأحد 01 يونيو 2008م الموافق 26 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً