تشير احصائيات وزارة الصحة الى زيادة نسب المدخنين في البحرين من 27 في المئة قبل خمس سنوات الى 28.6 في المئة ورصدت الوزارة موازنة بلغت 200 الف دينار ضمن ميزانيتها لعامي 2009-2010 لتعزيز الصحة ومواجهة العوامل المؤدية الى الاصابة بالامراض ومن بينها التدخين.
من جهته، قال وزير الصحة فيصل الحمر إن أحدث الدراسات التي قامت بها الوزارة تشير إلى أن 14.6 في المئة من الفئة العمرية 20 إلى 64 عاما مدخنون. وأضاف أن «الدراسة بينت أن أعلى نسبة لتدخين السجائر هي في الفئة العمرية 20 إلى 29 عاما وتبلغ 20 في المئة»، وأعلن عن تدشين حملة وزارة الصحة لمكافحة التدخين، مؤكدا أهمية تفعيل شعار اليوم العالمي لمكافحة التدخين لهذا العام وهو «شباب بلا تبغ».
جاء ذلك خلال احتفال وزارة الصحة صباح أمس باليوم العالمي لمكافحة التدخين الموافق 31 مايو/ أيار من كل عام في صالة معهد الشيخ خليفة للتكنولوجيا بحضور قسم التثقيف الصحي واللجنة الوطنية لمكافحة التدخين وجمعية مكافحة التدخين وعدد من المسئولين والمهتمين والمقلعين عن التدخين.
وأوضح وزير الصحة أن «نسبة مدخني الشيشة أو النارجيلة تبلغ حاليا 8.4 في المئة في الفئة العمرية 20 إلى 64 عاما، إذ بلغت 10.8 في المئة بين الذكور و6.2 بين الإناث، كما أن أعلى نسبة لتدخين الشيشة أيضا كانت بين فئة الشباب وبلغت 12.4 في المئة، وفي الوقت الذي يجب أن يكون الشباب الأكثر طاقة وإنتاجا ويبذلون جهدهم في ممارسة الرياضة والعمل يضيعون صحتهم ومالهم في التدخين، ما يستدعي تركيز الجهود وتكاتفها لتطبيق شعار منظمة الصحة العالمية لهذا العام وهو (شباب بلا تبغ)».
وواصل الحمر «عملنا جاهدين مع شركائنا من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص على مساعدة المدخنين على الإقلاع وحماية المجتمع ككل من التدخين السلبي بأشكاله وصوره كافة، ولم نكن غافلين عن المشكلة، ومن خلال اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين وضعنا أربع استراتيجيات تشمل متابعة واقتراح القوانين والتشريعات والتوعية بأضرار التبغ ومشتقاته ومساعدة مستخدمي التبغ على الإقلاع ودعم البحوث والتقييم».
واستطرد بأن «اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين تمكنت من تحقيق عدد من الإنجازات خلال العام الماضي، إذ تم حظر التدخين في المجمعات التجارية وتم رفع مقترح بشروط الدعاية والإعلان عن التبغ ومشتقاته، والتعاون مع وزارة شئون البلديات والزراعة والمجالس البلدية لتحديد اشتراطات المقاهي والمطاعم التي تقدم الشيشة ومع السلطة التشريعية على تعديل القانون رقم (10) للعام 1994، وتنفيذ الكثير من البرامج التثقيفية، فقد عقدت 51 حلقة توعية وقُدمت 37 محاضرة و12 ورشة عمل واستقبلت 455 اتصالا مباشرا، كما تم تدريب 245 عاملا صحيا و23 إعلاميا و14 من شيوخ الدين والإعلاميين وتقديم خدمات المساعدة على الإقلاع عن التدخين».
وأوضح الحمر أن «مسئولية حماية الشباب مسئولية مشتركة لا يقع عاتقها على وزارة الصحة وحدها بل تشترك فيها جميع الأطراف من الأفراد والمجتمع والمؤسسات الحكومية والمجالس البلدية والسلطة التشريعية وغيرها، ويجب أن تبدأ مكافحة التبغ في هذه الفئة العمرية المنتجة منذ الصغر من خلال توعية الطفل وإكسابه المهارات التي تؤهله لرفض التدخين عندما يكون على عتبة المراهقة التي يبدأ عندها معظم الشباب باستخدام منتجات التبغ المختلفة، وبين الطرق الأكثر فاعلية لحماية الشباب من مخاطر التبغ المختلفة وأضراره والمنع الكلي للإعلان أو الترويج لمنتجاته المختلفة وعدم السماح لشركات التبغ بالقيام بدور الراعي الرسمي لأي من الأحداث أو الأنشطة الرياضية أو الاجتماعية وهو ما سعينا له مع السلطة التشريعية في القانون الجديد لمكافحة التدخين».
وقال وزير الصحة «نحن بصدد الاستمرار في مواصلة العمل على تعزيز الصحة في البحرين واضعين نصب أعيننا قول الرسول الكريم (ص): كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».
من جهتها، تحدثت رئيسة قسم التثقيف الصحي بوزارة الصحة ورئيسة لجنة الاحتفال باليوم العالمي للإقلاع عن التدخين أمل الجودر عن فعاليات احتفالات وزارة الصحة باليوم العالمي لمكافحة التدخين تحت شعار منظمة الصحة العالمية لهذا العام «شباب بلا تبغ»، وذكرت أن «الفعاليات ستشتمل على فقرات في مختلف وسائل الإعلام وإقامة المعارض والأنشطة الرياضية والثقافية».
وأضافت أن «الشباب عماد أي بلد وهم أغلى ثروات الوطن والنهوض بهم يتطلب تنمية مستدامة، كما أن العلاقة بين تعزيز صحتهم وتعليمهم وقدرتهم على العمل والإنتاج علاقة تبادلية وكل محور يتأثر بالصحة ويؤثر عليها».
ونوهت الجودر إلى «مصانع التدخين تنفق الملايين لبث إعلانات جذابة مبنية على بحوث ودراسات لنفسية المراهقين والشباب بهدف تسويق التدخين بينهم، ومن المستحيل أن ننافسهم في ذلك، ولكن يجب تسخير كل الموارد المتاحة لدينا لتزويد الأطفال والمراهقين بالمهارات الحياتية لمقاومة الحملات الدعائية والإعلامية المروجة للتدخين من جهة ومقاومة ضغوطات أقرانهم من جهة أخرى بالإضافة إلى رفع تقديرهم لذواتهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم ليستطيعوا قول: لا، في الوقت والمكان المناسبين من دون خوف أو خجل أو تردد، ويجب أن تساهم المناهج الدراسية ووسائل الإعلام والجمعيات الأهلية والأسرة كلها نحو هدف واحد ألا وهو إيجاد الطفل والمراهق والشاب المؤهل لتبني ما ينفعه وترك ما يضره».
وعطفت على برامج حملة مكافحة التدخين قائلة «أعدت اللجنة المنظمة مقترحا لفعاليات كثيرة بهدف تسليط الضوء على شعار (شباب بلا تبغ) ولمشاركة دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين لرفع توعية الجمهور بمخاطر التدخين ودفعهم نحو الامتناع عنه، وقدمت اللجنة مقترحا لصيغة مشاركات اللجنة في البرامج المختلفة التي تبثها قناة البحرين الفضائية وإذاعتها، وتنظيم ورش عمل ومحاضرات حول «طرق الإقلاع عن التدخين» و «تأثير التدخين على فسيولوجية ووظائف الجسم» و «لماذا يدخن الشباب» ومناقشة دور الشركات في مكافحة التدخين وغيرها».
وأضافت أن «لجنة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين تضم كلا من نائب رئيس التثقيف الصحي كاظم الحلواجي والطبيب حسين الحداد ورباب رضا من المؤسسة العامة للشباب والرياضة وبدرية العامر من هيئة الإذاعة والتلفزيون ورضية موسى من وزارة التربية والتعليم ومن قسم التثقيف الصحي كلا من عبدالله سلطان وآسيا عبدالحسين وفاطمة المنصوري وهدى الشيخ وعديلة الصياد وجعفر المؤمن وسعاد الشواي».
على صعيد متصل، أفاد نائب رئيس التثقيف الصحي ومقرر اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين وعضو لجنة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين كاظم الحلواجي، أنه تم تمديد العمل في عيادة الإقلاع عن التدخين بمركز الحورة الصحي إلى أربع مرات أسبوعيا بحيث يعمل فيها استشاريا طب عائلة واختصاصيا تثقيف صحي وممرضة، ولفت إلى أن عدد مراجعي العيادة منذ افتتاحها قبل عامين إلى الآن بلغ ما يقرب من 440 مراجعا، كما تم تزويد العيادة بجهاز حاسب آلي وجهاز قياس وظيفة الرئة.
واستطرد الحلواجي أن «اللجنتين قامتا بإرسال آلاف الرسائل النصية القصيرة عبر التلفاز والإذاعة والصحف وبالتعاون مع المحافظات الخمس التي قامت في عامي 2006 و2007 بعرض يافطات تثقيفية كبيرة الحجم ولمدة شهر في معظم شوارع البحرين، بالإضافة إلى مراجعة منهج «أسر - 101» وتطويره بما يتناسب والوضع الحالي لموضوع التبغ، ويستهدف المقرر 829 طالبا من المرحلتين الإعدادية والثانوية لتوعيتهم بمضار التدخين ومضاعفاته والحث على الإقلاع عنه، وتم تدريب 137 مشرفا اجتماعيا من الجنسين في المراحل الثلاث في المدارس الحكومية، وإطلاعهم على مهارات التعامل مع المدخنين من الطلبة من خلال تنظيم أربع ورش عمل تثقيفية».
وتابع «شاركنا في الكثير من اللقاءات والبرامج التلفزيونية منها 26 لقاء في برنامج (ركن الأسرة) بإذاعة البحرين وستة لقاءات تلفزيونية تناولنا فيها مختلف المحاور المتعلقة بالتدخين وضرورة الإقلاع عنه وتأثيرات التدخين السلبي وإحصاءات التدخين وأحدث الدراسات المتعلقة بالتدخين».
العدد 2095 - السبت 31 مايو 2008م الموافق 25 جمادى الأولى 1429هـ