أكدت رئيسة قسم ترشيد استهلاك الكهرباء في هيئة الكهرباء والماء رنا سلوم في تصريح لـ «الوسط» أن «النمو السنوي في الطلب على الطاقة تضاعف تقريبا في السنتين الأخيرتين من نحو 6 إلى 12 في المئة. وذكرت أن الهيئة بصدد إطلاق الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الكهرباء في منتصف الشهر الجاري.
وأضافت سلوم أن «برامج إدارة الترشيد المتعلقة بالكهرباء خلال فترة الصيف ستكون متعددة، وسيتم التركيز على البرامج التي تساهم في تقليل الطلب على الكهرباء، لأن هذه الفترة تزيد فيها الحاجة إلى الكهرباء، لذلك فإنه سيتم تكثيف البرامج التي تصب في هذا الجانب».
وهنا الحوار الذي أجرته «الوسط» مع سلوم:
* ما هي طبيعة الحملة الوطنية المكثفة التي ستقومون بها خلال صيف العام الجاري؟
- سنركز في هذه الحملة على أربعة برامج رئيسية، هي: حث وتشجيع الجمهور على تطبيق برنامج العزل الحراري في مبانيهم، وكذلك استخدام المصابيح الموفرة للطاقة، بالإضافة إلى تشجيع المنشآت وكبار مشتركي الكهرباء على العمل بالاقتراحات التي تم التوصل إليها خلال تدقيق الطاقة في منشآتهم، فضلا عن تشجيع الجمهور على استخدام أجهزة التكييف ذات الكفاءة العالية.
كما سيقام معرض مصاحب لهذه الحملة يضم الشركات المختصة بالعزل الحراري في المباني، والأجهزة الكهربائية وأجهزة التكييف ذات الكفاءة العالية في الفترة بين 16 و18 من الشهر الجاري بمركز البحرين الدولي للمعارض. وسيكون هذا المعرض بالتعاون مع جمعية المهندسين البحرينية والدعوة مفتوحة للجميع إلى المشاركة والاستفادة من المعرض. كما ستكون هناك حملة إعلامية مصاحبة لجميع الفعاليات.
برنامج العزل الحراري في المباني
* بالنسبة إلى البرنامج الأول من الحملة، هل لكِ أن تعطينا فكرة عن العزل الحراري؟
- العزل الحراري في المباني يعتبر أحد أهم الإجراءات التي تساعد على خفض استهلاك الكهرباء في المباني. وقد صدر قرار إلزامي العام 1999 لتطبيق العزل الحراري على جميع المباني الحكومية والتجارية والصناعية، التي تزيد على أربعة طوابق كمرحلة أولى. كما بدأ العمل الآن للتحضير للمرحلة الثانية بالتعاون مع وزارة شئون البلديات والزراعة والجهات المعنية. وتشمل هذه المرحلة جميع المباني بالمملكة، وذلك بناء على قرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي لتطبيق اشتراطات العزل الحراري على جميع المباني في جميع دول المجلس.
وفي هذا الصدد، ستقام مسابقة للمكاتب الاستشارية الهندسية لأفضل تصميم يراعي العزل الحراري وأنظمة الترشيد الأخرى (وهو ما يعرف بالمباني الخضراء).
* وما هي فوائد استخدام العزل الحراري؟
- استخدام العزل الحراري له فوائد كثيرة فهو يساهم في حال تطبيقه في تقليل الطاقة الكهربائية المستهلكة بما يقرب من 40 في المئة، كما يقلل من سعة أجهزة التكييف المستخدمة في المبنى، بالإضافة إلى حماية مواد المبنى من تقلبات درجة الحرارة، وبالتالي إطالة عمرها ويعزل الأصوات والضوضاء الخارجية، كذلك فإن استخدام العزل الحراري في المباني يساعد في التخفيف من تلوث البيئة حيث إن استخدام المواد العازلة يؤدي إلى خفض الطلب على الطاقة الكهربائية، وبالتالي سيساهم في خفض نسبة الغازات المنبعثة من محطات توليد الكهرباء إلى الجو. ولدينا وحدة متخصصة تشرف على طلبات العزل الحراري في المباني وهي على استعداد لمد أي شخص بمعلومات عن المواد العازلة التي تناسب المبنى.
المكيفات تستهلك 60 % من الطاقة
* يرتفع في الصيف استخدام المكيفات وأجهزة التبريد بنسبة عالية، فما تأثير المكيفات ذات الكفاءة العالية على خفض الاستهلاك في البحرين؟
- تستهلك أجهزة التكييف نحو 60 في المئة من الطاقة المستهلكة في المملكة، وبالتالي فإن استخدام المكيفات ذات الكفاءة العالية سيساهم بشكل كبير في خفض استهلاك الكهرباء. والعكس صحيح أي أن استخدام المكيفات ذات الكفاءة المتدنية يسبب زيادة نسبة استهلاكها وذلك بدوره يؤدي إلى زيادة كلفتها التشغيلية. هذا وقد سبق أن أعدت الهيئة بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة مواصفات ومعايير كفاءة لأجهزة التكييف والثلاجات والتي ستساهم عند تطبيقها في رفع كفاءة أجهزة التكييف في السوق المحلية.
* ما هي طبيعة برنامج تدقيق الطاقة؟
- تدقيق الطاقة عبارة عن دراسة شاملة لاستهلاك الكهرباء في المبنى يعطى في نهايتها تقرير فني مفصل يتضمن المقترحات والإجراءات الكفيلة بخفض استهلاك الكهرباء والاستخدام الأمثل للطاقة. ويقوم فريق متخصص من موظفي الهيئة بالقيام بعملية تدقيق الطاقة في مباني المشتركين من القطاعين الصناعي والتجاري (مصانع، مراكز تجارية... إلخ). ومن ضمن الحملة الوطنية لهذا الصيف سيكون هناك برنامج كما ذكرت سابقا، وهو عبارة عن مسابقة لتشجيع المؤسسات الخاصة على تطبيق المقترحات التي أعطيت لهم أثناء تدقيق الطاقة في مبانيهم والكفيلة بخفض استهلاك الكهرباء لديهم.
تجاوب المشتركين ليس بالمستوى المطلوب
* هل لمستم تجاوبا من هؤلاء المشتركين؟
- إن التجاوب في الحقيقة لم يكن بالشكل الذي كنا نطمح إليه، مع العلم أننا نقوم بهذه الخدمة مجانا في حين أن هناك شركات لتدقيق الطاقة في بعض الدول وتقوم بالعملية لقاء مبالغ كبيرة. لذلك فإننا نطمح من خلال هذه الحملة إلى تشجيع المشتركين على تطبيق إجراءات الخفض والتي ستعود بالنفع في المقام الأول على هؤلاء المشتركين.
* يشتكي المواطنون والمقيمون من ارتفاع فاتورة الكهرباء بشكل كبير خلال فترة الصيف مقارنة بما يدفعونه في الأشهر المعتدلة من العام، لدرجة اتهم البعض منهم الهيئة بالاحتيال، فما تعليقك على ذلك؟
- نعم ترتفع فاتورة الكهرباء خلال فترة الصيف، وذلك يعود إلى الاستخدام المكثف لأجهزة التكييف خلال فترات النهار والليل، وكما نعلم فإن جهاز التكييف يستهلك طاقة كهربائية كبيرة أثناء عمله، كما أنه كلما زادت فترة عمل الجهاز زادت الطاقة المستهلكة وزاد حساب فاتورة الكهرباء. ولتقليل فاتورة الكهرباء فإنه يتوجب أولا خفض استهلاك أجهزة التكييف بشكل أساسي، وذلك باتباع بعض الإرشادات التي منها عدم خفض درجة حرارة المكيف كثيرا وسد الفتحات حوله وتقليل الإنارة في الأماكن المكيفة وإسدال الستائر وكذلك تنظيف المرشح (الفلتر) كلما اتسخ، كما تقل الفاتورة كثيرا نتيجة إطفاء أجهزة التكييف التي يمكن الاستغناء عنها. لذلك فالنصيحة هي تقليل الاستهلاك قدر الإمكان لتقليل الفاتورة وكذلك عدم الاستهانة بالفترة التي نستغني عن أي جهاز كهربائي في المنزل حتى لو كان مصباحا.
لا يمكن التنبؤ بالانقطاعات
* هل هناك قطع مبرمج للكهرباء خلال أوقات الذروة؟ ولماذا تحدث الانقطاعات خلال تلك الفترة بالأخص؟
- احتمال انقطاع الكهرباء يتزايد مع تزايد الطلب على التيار، وهو ما يحدث فعلا وقت عودة الموظفين من أعمالهم وزيادة استخدامهم الأجهزة الكهربائية وخصوصا أجهزة التكييف. أما بخصوص تأجيل الانقطاعات، فالتأجيل يحدث للبرامج التي يتم التخطيط لها بشكل مسبق. أما الانقطاعات فلا يتم التخطيط لحدوثها وتحاول هيئة الكهرباء والماء جاهدة تفادي وقوعها وإنما هي تحدث نتيجة لعدة أمور لا يمكن التنبؤ بها بشكل دقيق أهمها الخلل المفاجئ في وحدات الإنتاج أو أجزاء مهمة من شبكة الكهرباء.
* هل هناك كلمة أخيرة تودون قولها؟
- أود أن أحث جميع المواطنين والمقيمين والمؤسسات الخاصة على التعاون والمساهمة مع هيئة الكهرباء والماء في هذه الحملة الوطنية من خلال ترشيد استهلاكهم من الكهرباء، وتقليل مصادر الهدر واتباع بعض الإرشادات الكفيلة بالخفض وخصوصا بالنسبة إلى أجهزة التكييف التي تستهلك نحو 60 في المئة من الطاقة الكهربائية المنتجة، ويمكن خفض استهلاك المكيفات من خلال استخدام المكيفات ذات الكفاءة العالية وضبط منظم الحرارة (الثرموستات) على درجة معتدلة (24 - 25 درجة مئوية) وتنظيف مرشح الهواء مرة كل أسبوعين تقريبا، كذلك يجب إجراء الصيانة الدورية للمكيف وعدم تركه يعمل في الغرف غير المشغولة.
العدد 2095 - السبت 31 مايو 2008م الموافق 25 جمادى الأولى 1429هـ