تستضيف مملكة البحرين اليوم (الأحد) تحت رعاية رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الاجتماع الإقليمي التحضيري عن التنمية الحضرية المستدامة الذي يعقد تمهيدا للاجتماع الوزاري السنوي الذي سيتم في اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة «ايكوسوك» بنيويورك خلال شهر يونيو/ حزيران الجاري.

وسيفتتح الاجتماع نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نيابة عن رئيس الوزراء، وتعد هذه المرة الأولى التي يعقد فيها الاجتماع الإقليمي التحضيري في دولة بمنطقة الخليج، ويأتي انعقاده في البحرين تقديرا لإسهامات البحرين في مجالات التنمية الحضرية والإسكان، ومبادرات رئيس الوزراء لخدمة هدف التنمية الحضرية المستدامة.

وسيشارك في الاجتماع عدد من المسئولين والخبراء العرب والدوليين، وفي مقدمتهم رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي ليو ميروريس، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية، ورئيس البنك الإسلامي للتنمية عمر أحمد علي، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة لتنسيق السياسات والشئون الداخلية توماس ستيلزر، والسكرتير التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «يونيسكوا» بدر عمر المدفع، بالإضافة إلى المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية آنا تيبيجوكا. كما يشارك في الاجتماع الدول الأعضاء في المجلس الاقتصادي والاجتماعي وعددهم 54 دولة، إضافة إلى الدول الأعضاء في لجنة الاسكوا وعدد من الخبراء وممثلين عن المنظمات الأهلية و المجتمع المدني.

وسيبحث الاجتماع الإقليمي التحضيري لاجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي سيرأس جلسته الافتتاحية وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة العديد من الموضوعات، من بينها توفير التنمية الإسكانية ودور المصارف والمؤسسات المالية في جهود التنمية وخاصة المصارف الإسلامية التي تقوم بدور أساسي في هذا الاتجاه لاسيما بعد قيام البنك الإسلامي للتنمية بتخصيص 10 مليارات دولار لدعم أهداف الألفية للأمم المتحدة في القضاء على الفقر في العالم بحلول عام 2015.

يذكر أن هذا الاجتماع يأتي مكملا للاجتماع الدوري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي عقد في جنيف في 3 يوليو/ تموز 2007 وجرى خلاله تسليم رئيس الوزراء جائزة الشرف للإنجاز المتميز في مجال التنمية الحضرية والإسكان للعام 2006. ومن المقرر أن ترفع توصيات اجتماع المجلس الذي سيعقد في البحرين على الاجتماع الوزاري الدوري الاستعراضي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة في اجتماعه بنيويورك نهاية شهر يونيو.

وستقدم وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي عرضا لأفضل الممارسات والتجارب والمشاركات الناجحة، والمبادرات الجديدة والمقترحات، لتطوير التنمية الحضرية المستدامة. ومن المقرر أن يلقى رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة ليو ميروريس، ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بيانين ختاميين في الجلسة النهائية للاجتماع التحضيري، كما سيعقدان مؤتمرا صحافيا مشتركا لتسليط الضوء على أهم نتائج الاجتماع.

ويحذر التقرير الذي سيناقشه الاجتماع التحضيري من الوضع الحالي لمدن العالم، إذ قدر مجموع من يسكنون الأكواخ في المدن بنحو مليار من البشر في الدول النامية فقط، وأكد التقرير أن هذا العدد سيرتفع إلى ملياري نسمة إذا لم يتم اتخاذ موقف حازم تجاه هذه المعضلة، فيما أشار إلى أن ملياري نسمة آخرين سيسكنون المدن في السنوات الخمس والعشرين القادمة، ما يتطلب توفير 35 مليون منزل جديد في المتوسط، فضلا عن البني التحتية والخدمات.

ويؤكد التقرير أن نحو 78 في المئة من السكان في الدول الأقل نموا بالعالم يعيشون في أكواخ بائسة، ومن دون الخدمات الضرورية، ومن بينها المياه الصحية الصالحة للشرب، ومجاري الصرف الصحي، ما يجعل غالبية هذه المدن بؤرا تحمل في باطنها كوارث موقوتة، فضلا عن تأثيراتها على ما حولها، وعلى الهجرات المتواصلة من الريف إلى المدن.

ويشدد التقرير على أن التنمية الحضرية المستدامة تشكل الإستراتيجية الرئيسية والأسلوب الأمثل لمعالجة هذا الوضع، ومواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في الوقت الحاضر وفي المستقبل، كما يدعو التقرير إلى تنفيذ سياسات محددة، واستراتيجيات لتطوير وتحديث مناطق السكن البائس، واتخاذ خطوات للربط ما بين التنمية الحضرية المستدامة، والخطط الوطنية للتنمية.

يذكر أن المنطقة كانت شهدت العديد من المبادرات والخطوات الحثيثة لمواجهة تحديات التضخم المتسارع والزحف البشري العشوائي نحو المدن منذ إعلان الرباط عن التنمية المستدامة الخاصة بالاستيطان البشري في العام 1995، وحتى وثيقة البحرين بشأن المبادئ الأساسية والإجراءات الخاصة بتنفيذ أجندة الاستيطان الحضري في المنطقة العربية العام 2000.

وقد عقد مؤتمر إقليمي بالقاهرة في العام الماضي 2007 للتوفيق ما بين المناطق الريفية والحضرية، وتوصل هذا المؤتمر إلى ضرورة معالجة ظاهرة التضخم السكاني في المدن عن طريق التنمية المستدامة، والتركيز على الأدوار الإستراتيجية للمدن في التنمية الاقتصادية، ومواجهة التأثيرات العكسية للزحف غير الموجه وغير المنضبط نحو المدن، وأن يتم كل ذلك بالتنمية الحضرية المستدامة.