يقول المثل العربي: «من كَثُرَ مزاحه استخفَّ به الناس»!... هذا حقيقة وواقع... في واحد من «الفريج» (الحيّ) دائما ما يحب أن يضحك الناس مهما كان الثمن (هذا مو مسلسل مدبلج... بس بيني وبينكم هو يسوي روحه كوميديان ولكن من يجلسون معاه يضحكون على حالهم لأنهم يجلسون معاه لأن نكاته بايخه). نبهه أحد الأشخاص الذين ملوا نكاته وحركاته، بأنهم بدأوا يتضايقون من حديثه. فحاول في اليوم التالي أن يغير أسلوبه في طرح النكات، فأخذ يتحدث عن حياته الخاصة بأسلوب مثير للسخرية... فما كان من أحد الجالسين إلا أن رفع جهازه المحمول وأخذ بتصوير حديث الرجل «الهزلي» الذي كان يتحدث فيه عن أهل بيته وسط ضحكات الناس الذين كانوا يسخرون منه فيضحكون.
بعد أيام قليلة فقط انتشر الفيديو في أرجاء البحرين (طبعا الديره صغيره وإحنا ما نحب نتناقل البلوتوثات «والعكس صحيح»)... طبعا الناس حفظت صورة ذلك الرجل، لذلك فإنهم وعندما يرونه في مكان يلتم الناس عليه ليضحكوا، وليطلبوا منه مزيدا من النكات الساخرة عن عائلته (مثلا قول لنا زوجتك «الغبية» شنو سوت في ثياب الشغل اليوم؟ أو ولدك «المصرقع» شنو سوى في أستاذه في المدرسة؟ ... إلخ) كل هذا كان يسعده فهو ممن يحبون أن يكونوا محط أنظار الجميع، ولكن ذلك الشخص تناسى عائلته التي كان يستخف بها أمام الناس.
طبعا ولصغر الديره «البلوتوث» وصل إلى العائلة... وصار إلي صار، الهوشة قامت والزعلان زعلان والحردان حردان... ماذا حصلت في مقابل مزاحك وسخريتك بأهلك بين الناس؟... حصدت ضحكاتهم، ولكنك خسرت الكثير الكثير، فليتعظ من يتخذ المزاح سبيله للتقرب من الناس.
العدد 2095 - السبت 31 مايو 2008م الموافق 25 جمادى الأولى 1429هـ