منذ عدة سنوات وجدنا هنالك ارتباط عجيب بين شهر رمضان وبين المسلسلات الكوميدية؛ وهو اقتران صنعته المسلسلات نفسها، إذ رويدا رويدا تحول الضحك في الوطن العربي إلى «ظاهرة فنية»، ورمضانية بامتياز أيضا؛ بعد أن كان مجرد «ظاهرة إنسانية» همشت فنيا وغيبت عموما عن المنطقة العربية وجماهيرها إلا في حدود ضيقة لم تتح لنا الاستفادة من إمكاناتها الفنية. حتما لذلك التحول مسببات وظروف منها أن حاجات الجمهور الذي أصبح يعيش رحلة بحث عن الفرح والضحك أينما وجد وحل، جعلت عجلة الإنتاج تسير في طريقه تلبية «حاجاته»، لنجد كل ما له علاقة بالضحك والإضحاك اليوم على شاشات الفضائيات العربية، وبشكل كثيف في شهر رمضان الذي أصبح منتفخا بالمسلسلات الدرامية والكوميدية على السواء.
كما هو الحال في كل عام خلال شهر رمضان، تعودنا أن يكون هناك مسلسل كوميدي يكون «حلوى» الإفطار في هذا الشهر المبارك، بحيث يوفر لنا من الترفية الكثير، كما أنه يضفي علينا جوا من المرح في وقت يغلب أن تلتف فيه الأسر والأصدقاء مع بعضهم بشكل يومي.
محليا شاهدنا الكثير من الأعمال الكوميدية، ولكننا اليوم في «ألوان الوسط» قرننا أن نستعرض وإياكم تجربة كوميدية بحرينية فريدة من نوعها من المقرر أن تعرض خلال شهر رمضان المبارك.
هذه التجربة هي المسلسل التراثي الكوميدي «سوالف طفاش» والذي بدأ تصويره مطلع الأسبوع الماضي في مركز أستوديو حوار. العمل من تأليف علي الصايغ وإخراج أحمد الكوهجي، ومخرج منفذ يوسف الكوهجي، وهو من بطولة: علي الغرير، سعد البوعينين، أحمد عيسى، أمينة القفاص، أحمد الصايغ، أمير دسمال، جاسم الضامن، عبدالله وليد، خليل الرميسي، نورة موسى، غادة الفيحاني، والوجه الجديد سارة البلوشي بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الفنانين الشباب.
حول هذه التجربة كان لنا عدد من اللقاءات مع نخبة من الفنانين المشاركين في «سوالف طفاش»، فكانت كالتالي:
أمير دسمال: تجربتنا فريدة ووليدة
الفنان أمير دسمال (مدير انتاج سوالف طفاش) أحد المشاركين الأساسيين في العمل قال: المسلسل عبارة عن ثلاثين حلقة متصلة منفصلة، إذ ستحمل كل حلقة عنوانا أو موضوعا مختلفا لعدد من القضايا الاجتماعية التي ستطرح في قالب كوميدي تراثي.
وأضاف دسمال: نحن نقدم في «سوالف طفاش» تجربة بحرينية فريدة ووليد، إذ انه ولأول مرة في البحرين يتم تصوير مسلسل من 30 حلقة في «أستوديو» جهز ليكون قرية تراثية مصغرة، وأعتقد أنها ستكون تجربة جميلة. وأشار دسمال إلى أنه جد متفائل بهذا العمل وبنجاحه على رغم بأنه أول عمل للكاتب علي الصايغ للتلفزيون، وذلك لعدة أسباب من بينها: أن العمل يقدم بطابع تراثي وهو طابع محبوب لدى الشارع البحريني، كذلك لكون العمل شبابي بحريني بامتياز، إذ يحتوي على خامات شبابية كثيرة من بينهم الوجه الجديد الفنانة سارة البلوشي.
علي الغرير... طفاش
الفنان المتميز علي الغرير يجسد في هذا العمل شخصية طفاش الشاب العادي من «الفريج» (الحي القديم) يعيش مع أمه ويحب إحدى بنات فريجه... وكل يوم يتعرض لموقف مختلف والتي ستدور حولها حلقات المسلسل الثلاثين.
يصف الغرير «سوالف طفاش»، فيقول: العمل سيأخذ الجميع في جولة للزمن الجميل القديم... بكل صراحة نص العمل جميل وهو مكتوب بطريقة خفيفة بحيث أنه يصلح أن يكون كطبق حلوى بعد وجبة الإفطار في شهر رمضان.
وحول رأيه في مستوى الأعمال الكوميدية البحرينية، قال الغرير: بأمانة صعبة أنا أتحدث في هذا الموضوع، ولكنني أستطيع أن أقول لك بأننا نجد صعوبة، لكون ليس لدينا في البحرين أشخاص متخصصين في كتابة الكوميديا، إذ من الصعب عليك أن تلزم الفنان بأداء دور كوميدي والدور الذي تعطيه إياه يكون بعيد عن الكوميديا، وهنا سيظهر الممثل بشكل يظهر مدى تكلفه ومبالغته لإضحاك الناس، وهذا الشيء غير مقبول».
وبعيد عن «سوالف طفاش» حدثنا الغرير عن جديدة في الساحة الفنية، فقال: أنا أعمل حاليا في مسلسل «ظل الياسمين» مع المخرج أحمد يعقوب المقلة والكاتبة وداد الكواري، وأجسد في هذا العمل شخصية «حسن»، وهو دور جديد بالنسبة لي، إذ أنه دور مركب يمر بحالات كثيرة... طبعا لا أريد أن أعطيكم المزيد عن الدور وإنما أتمنى أننا تتابعوه ويمتعكم هو وطفاش.
عودة جاسم الصايغ (هلال)
«سوالف طفاش» يحمل للجمهور البحريني مفاجئة تمنها منذ أعوام، إلا أنه سيحظى بها هذا العام، وهي العودة الأولى للفنان جاسم الصايغ الذي اشتهر بشخصية «هلال» في مسلسل «أم هلال» مع الفنانة سلوى بخيت بعد طول غياب.
«ألوان الوسط» كانت سباقة في لقاء الصايغ وسؤاله عن العودة، فكانت إجابته كالتالي: عن العودة... السبب الأول لتوقفي عن التمثيل كان مرضي، ولكنني وبعد شفائي كنت راغبا في العودة، ولكنني كنت أبحث عن مسلسل يحترم «الضوابط الشرعية في ديننا... وعليه عدت في مسلسل «سوالف طفاش» لأنه مسلسل بعيد عن الشبهات ويحترم الضوابط الشرعية، فهو عمل تراثي يتناول البحرين في فترة الأربعينيات والخمسينيات... والعنصر النسائي سيكون متحجبا وساتر نفسه».
وأضاف الصايغ: أهم شرط لعودتي هو أن يكون المسلسل محترما للضوابط الشرعية... فأعمالنا الخليجية وحتى البحرينية أصبحت لا تراعي ذلك، وإن لم نراعه نحن كمسلمين فما الفرق بيننا وبين المسلسلات المدبلجة المكسيكية و غيرها؟!».
وعن دوره في مسلسل «سوالف طفاش» قال الصايغ: أجسد في هذا العمل شخصية العطار «عبدالشافي»، وهو شخصية ليست بأساسية، ولكن هناك بعض الأحداث التي تدور حوله.
وأشار الصايغ إلى أن شخصية «عبدالشافي» لن يكون صداها مثل شخصية «هلال»، إذ أنه لعب في مسلسل «أم هلال» دور بطولة، أما في «سوالف طفاش» فهو يمثل كضيف شرف ليس له ظهور كبير... وأنا اخترت العودة بهذه الطريقة لكثرة سؤال الناس عني وعن عودتي، لذلك قررت أن أطل عليهم بعد هذه الغيبة الطويلة.
أحمد الكوهجي... متفائل
مخرج العمل أحمد الكوهجي أعرب لـ»ألوان الوسط» عن تفاؤله بهذا العمل كونه أول عمل كوميدي من إنتاج مركز حوار، كذلك لكون طاقم العمل من فئة الشباب وطاقاتهم وحيويتهم وتحمسهم لهذا العمل تجعله متفائل بنجاحه.
العدد 2094 - الجمعة 30 مايو 2008م الموافق 24 جمادى الأولى 1429هـ