العدد 2094 - الجمعة 30 مايو 2008م الموافق 24 جمادى الأولى 1429هـ

الباز: نجاح البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء مرهون بدعم الدولة

قال استشاري أمراض وزراعة الكلى بمجمع السلمانية الطبي أمجد الباز إن نجاح البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء في البحرين يرتبط بدعم الدولة فإذا تولت الدولة قضية المتبرعين بأن تشجعهم ماديا ومعنويا ودعم البرنامج إعلاميا لأن الزراعة تمثل الحل النهائي لمريض الفشل الكلوي خصوصا إن الغسيل مرهق للمريض الذي يحتاج إلى ثلاث جلسات غسيل أسبوعيا وأربع ساعات لكل جلسة إضافة إلى اتباع نمط غذائي معين.

وأضاف في لقاء نشرته دورية «بشاير» المتخصصة في علم وزراعة الأعضاء «إذا أراد مريض الفشل الكلوي السفر يجب أن يضمن وجود مركز الغسيل في الدولة التي سيسافر إليها وإلا سيتعرض لمشكلات كثيرة، والعكس تماما بالنسبة للمريض الذي تمت له عملية زراعة كلى فهو يستطيع أن يمارس حياته الطبيعية فيأكل ويشرب كما يريد ويسافر من دون هواجس شرط أن يأخذ معه أدويته».

التبرع بالكلى بإشراف الدولة

وأوضح الباز»هناك ملاحظة أن الكثير من المرضى لديهم متبرعون من ذويهم لكنهم لا يثقون في الأطباء والمراكز الوطنية ما يجعلهم يسافرون إلى الخارج لإجراء عملية زراعة الكلى، وللأسف يلعب الإعلام دورا مؤثرا في هز ثقة الناس بالمستشفيات والكوادر الطبية حين يبرز السلبيات، ومن ناحية ثانية لا بد من تقنين التبرع بأن يكون بإشراف الدولة ودعمها لتحل مشكلة مريض تحت مسئوليتها ليتماثل للشفاء ويعول أسرته فيكون منتجا بدلا من أن يكون عالة على المجتمع، إضافة إلى أنها ستساعد فردا آخر وهو المتبرع بأن تمنحه مشروعا يكون تحت رعايتها وإشرافها بضع سنين».

واستطرد «وإن كانت قضية دفع المال للمتبرع فيها خلاف شرعي إلا أنه من وجهة نظري كطبيب فإن المتبرع بكليته لفرد مريض يمثل إنقاذا لحياته لأن النتيجة الحتمية لمرضى الفشل الكلوي إن لم يجد متبرعا هي الموت، وما طرحته من رأي يمثل حلا من دون اللجوء لشبهة التجارة والبيع والشراء إضافة إلى جهل المريض بالمتبرع وإمكانية فشل العملية أو إصابة المريض بأمراض أخرى».

دراسة: التبرع بالكلى عملية آمنة

وبشأن التبرع بالكلى، ذكر استشاري أمراض وزراعة الكلى «أجريت دراسة طويلة المدى نشرت في إحدى الدوريات العلمية المهمة للمتبرعين بالكلى بعنوان «التبرع بالكلى عملية آمنة» شملت 400 متبرع لمدة 30 عاما منذ بدء عمليات زراعة الكلى في مصر في العام 1976 وجاءت نتائجها في صالح المتبرعين، لأن الكثير من المتبرعين يخشون العواقب ويخافون من الإصابة بأمراض أخرى في المستقبل، وبينت من خلال الدراسة أن نسبة إصابة المتبرعين بالكلى بأمراض مثل السكري والضغط أقل من الإصابة بين غير المتبرعين، وطرحت خلال الدراسة سؤالا للمتبرعين لقياس الجانب النفسي لهم وهو: هل يمكن أن تتردد إذا طلب منك التبرع بالكلى لشخص ما؟ وجاءت إجاباتهم أنهم لن يترددوا في التبرع لإنقاذ حياة مريض، ولم يبد أي منهم ندمه على تبرعه، بل قالوا إنهم لو يملكون فرصة التبرع ثانية لفعلوا وكل هذه رسائل إيجابية للذين يرغبون في التبرع بكلاهم».

مركز الكلى في السلمانية متقدم

وواصل الباز «يعتبر مركز الكلى في مجمع السلمانية الطبي من المراكز المتقدمة في مجالها، إذ يوجد طاقم جراحي مؤهل وكادر تمريضي يؤدي دوره بكفاءة وأجهزة على مستوى عال ووفرة في الأدوية، وبهذه الإمكانات يمكن أن تجرى فيه من 3 إلى 5 عمليات زراعة كلى في الأسبوع، لكن المشكلة الكبرى في البحرين وكل العالم هو عدم وجود متبرعين بأعضائهم وهو ما يتطلب بناء الثقة لدى المتبرع بأنه لن يصاب بأذى إن شاء الله إذا تبرع بكليته وهو ما تؤكده التجارب والدراسات، فنحن كأطباء نمنح اهتماما كبيرا بالمتبرع لأنه يمثل بالنسبة للطبيب الفرد السليم ويهمنا أن لا يصاب بأذى فليس من الحكمة أن أحل مشكلة فرد على حساب آخر.

ويتم إجراء جميع الفحوص اللازمة للمتبرع للتأكد من سلامته ثم نمنحه شهادة طبية تثبت إمكانية تبرعه وأنه صالح لإجراء العملية من دون أية مشكلات، ولكن من الممكن أن تحدث مضاعفات مستقبلية بنسب عالمية معروفة ومحددة وتختلف من المتبرع الحي إلى المتوفى دماغيا، وقد ثبت أن نسبة حياة الكلية بعد مرور خمس سنوات تصل إلى 95 في المئة للمتبرعين الأحياء و85 في المئة للمتوفين دماغيا، وبالنسبة للمتوفين دماغيا يجب أخذ موافقة ذويهم وأن تكون الحالة الصحية قبل الوفاة تسمح بأخذ كليته وتتوافق أنسجته مع المريض، أما المتبرعين من الأحياء فهما نوعان إما أن يكون المتبرع من خارج إطار الأسرة بشرط أن لا يتم بيع وشراء الكلية، أو أن يكون من الأسرة».

العدد 2094 - الجمعة 30 مايو 2008م الموافق 24 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً