العدد 2094 - الجمعة 30 مايو 2008م الموافق 24 جمادى الأولى 1429هـ

القطان يحذر من ظلم العباد ويدعو للاستعداد لموت الفجأة

قال خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان إن موت الفجأة لا يخرج عن قضاء الله وتقديره، فحري بمن يخاف الفواجع والمفاجآت أن يحافظ على الأدعية التي تقي البلاء، محذرا من ظلم الناس والبغي عليهم، «فكم ظالم فجع في ماله وأبنائه، وبما أن الموت قد يفاجئ العبد في أية لحظة فعليه أن يستعد له بالتوبة والعمل الصالح وأن يكتب الوصية لما له وللناس عليه».

ولفت القطان «كم أنسى الإنسان طول الأمل، وأغراه حب الجاه وأرهقه التطلع للمنصب وشغله حب المنصب والأولاد، فيعثر حينا وينهض تارة أخرى لا يبالي بتعب ولا جهد فقط ليصل إلى ما وصل إليه غيره. وكم للدنيا من فتن مغرية تهد من جسد المرء، وفي لحظة من اللحظات وقد انغمس في عمله يدقق في حسابات الدنيا، وفي لحظة من اللحظات وهو في غاية السعادة بين أهله أو ذويه، في لحظة وهو يعيش نشوة الصحة والأولاد... لحظة رهيبة ومفاجأة غريبة، ما جرى للجسم الصحيح، ماذا حصل للعقل المدبر، ماذا وقع لصاحب الجاه والأموال، أين ذهبت نظرة هذا الجسم المترف، عينان كانتا جميلتين بالبصر ما لهما قد زاغتا، قم إلى جاهك وأموالك! لقد غاب اللسان السليط، حينها نادى الأصدقاء وأحضروا الطبيب واحضروا أهل الجاه علهم يجدون خلاصا لهذه المصيبة».

وقال: «لقد انتهى كل شيء وجاء الوعد الحق ومن أصدق من الله حديثا «وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد» (ق: 19). يا لها من مفاجأة يباغت فيها الإنسان فيأخذ على حين غرة، تعددت أسبباها وأشكالها وتنقلت أوقاتها لا تميز بين الطفل والشاب والشيخ، كل له أجله المكتوب وعمره المحسوب عند رب حليم لطيف».

ونوه القطان «عباد الله اعلموا أن من علامات الساعة أن يكثر موت الفجأة، وموت الفجأة عباد الله موجود منذ قديم الزمان ولكن انتشاره أكثر في الزمان المتقدم، وفي زماننا هذا يكثر موت الفجأة بالأزمة القلبية أو الحوادث المختلفة. ومع ذلك لايزال كثير منا في غفلة، وعجبا كيف نرتكب الذنوب وأنفسنا بيده، ولماذا لم يسأل أحدنا لماذا لا يعلم ساعته، وكل ذلك لكي يكون المؤمن مستعدا للرحيل (...) يا حسرتنا يا عباد الله، عن حسرة أهملناها في التفاهات والذنوب ونغفل وكأن بيننا وبين الموت أجل مسمى. فكم حبيب دفنا ونفضة التراب أنستنا كل ذلك، فأين العيون الباكية من خشية الله، أين العقول المترقبة للقاء الله، ألا نعزم على الأعمال الصالحة من صلاة وصيام وبر وصدقة، ألا نتوب من تقصيرنا تجاه الله، وقال تعالى «كل نفس ذائقة الموت» (الأنبياء: 35)، وقال الرسول (ص): «أكثروا ذكر هادم اللذات».

العدد 2094 - الجمعة 30 مايو 2008م الموافق 24 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً