تنضم مؤسسات المجتمع المدني في البحرين هذا الأسبوع إلى قائمة المنظمات في أكثر من 70 دولة في العالم لإحياء الأسبوع العالمي للتحرك ضد العنف المسلّح التي تدعو الحكومات والزعماء السياسيين لمساندة الجهود الدولية من أجل وضع ضوابط صارمة لتجارة السلاح في العالم ومناصرة المعاهدة الدولية لتجارة السلاح التي ستناقش في الأمم المتحدة نهاية هذا العام وفي تصريح صحافي بهذه المناسبة قال منسق منظمة العفو الدولية وممثل الحملة في المملكة ناصر بردستاني « إنّ العنف المسلح يتسبب في مقتل 350 ألف شخص كلّ عام وجرح أكثر من مليون فرد ، في حين أنّ التجارة العالمية للسلاح التي تشعل الصراعات المسلحة؛ لتستفيد منها لا تزال غير خاضعة لأيّ معاهدة دولية ملزمة « ، وأضاف « إنّ التحرك ضد العنف المسلّح في العالم لا يمكن أنْ تقوم به أيّ دولة في العالم على حدة ، وإنما يحتاج إلى تكاتف دولي وإقليمي للسيطرة عليه، ويمكن للبحرين أنْ تلعب دورا محوريا في هذا النضال الإنساني لما تتمتع به من مصداقية ودبلوماسية نشطة على مستوى المنطقة والعالم ، خصوصا بعد انتخابها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة». علما بأنّ المعاهدة الدولية لتجارة الأسلحة تنصّ على وقف نقل الأسلحة إلى الدول التي تعيش في أوضاع إنسانية مأساوية بسبب العنف المسلّح أو إلى الدول التي يمكن أنْ يستخدم السلاح فيها لانتهاك القانون الدولي الإنساني والحقوق المنصوصة في المعاهدات والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان مما يتسبب في حرمان هذه الدول من التنمية المستدامة .
وقال بردستاني: « لقد قرر المنظمون لهذه الحملة العالمية التي انطلقت في العام 2003م أنْ يركّزوا في هذه السنة على البرلمانيين في العالم الذين انتخبوا؛ ليمثلوا الناس ويدافعوا عن مصالحهم والذين يمتلكون إمكانية التأثير على السياسات العامّة للحكومات والدول « ، وأضاف « لقد آنَ الأوان للحكومات أنْ تنتقل من النظرة التقليدية القديمة لأمن الدولة إلى رؤية جديدة تؤمن وتدافع عن أمن الإنسان « .
وحول حوادث القتل الأخيرة قال بردستاني: « لقد شهدت البحرين حوادث قتل مؤسفة في السنوات الأخيرة لم تكن مشهودة في تاريخ سكّان هذه الجزيرة الآمنة، والأسلحة التي كانت تستخدم في تلك الحوادث كانت إمّا مسروقة أو غير قانونية مما يؤكّد على وجود خلل ما في مكان ما « . وأكّد قائلا: « هذه الحوادث يجب ألا نسمح لها أنْ تتكرر مرة أخرى ويجب أنْ يأخذ القانون مجراه الطبيعي في محاسبة أيّ شخص يثبت ارتكابه لتلك الجرائم « ، وأضاف « إنّ العنف المسلّح لا يرتكبه المجرمون المحترفون فقط ، وإنما قد يتسبب الشعور بالظلم وفقدان العدالة أو البطالة أو الحقد والحسد أو الخوف إلى نشوب الصراعات المسلحة وهذا ما شاهدناه في مناطق قريبة منا في العقد الأخير « .
العدد 2094 - الجمعة 30 مايو 2008م الموافق 24 جمادى الأولى 1429هـ