مسكين رئيس وزراء «إسرائيل» إيهود أولمرت، فمنذ «فشيلته» في «حرب تموز»، أخذ يتلقى الضربات من كل جانب ومكان، وآخرها من باراك الذي طالب باستقالته!
الرجل تورط في فضائح مالية أدت إلى استجوابه عدة مرات على يد الشرطة، ولكن لأنه كان «يكسر الخاطر» بعد إدانته على يد فونوغراد، وتحميله مسئولية الهزيمة في حرب تموز، فإن أحدا لم يتحمس إلى المضي في محاكمته إلى آخر الشوط، حتى جاءت الضربة الأخيرة القاضية من صديقه موريس تالانسكي!
فهذا المليونير اليهودي الأميركي، اعترف بأنه قدم لأولمرت «مغلفات مملوءة بالأموال النقدية»! وتوقع أنه أنفقها لإرضاء «ولعه بالفنادق الفخمة وتذاكر الطيران من الدرجة الأولى والسيجار الفاخر»! وهي أمور و «هوايات» كنا نجهلها عن هذا البهلوان، الذي أراد أن يسترد هيبة جيشه ويأخذ بثأر الهزيمة في مايو/ أيار 2000 فغاص في مستنقعٍ أكثر وحلا.
تالانسكي، سيدخل التاريخ حتما من زاوية الاعتراف على أولمرت، كونه الشاهد الرئيسي في قضية الفساد التي ستنسف ما تبقى من مستقبل سياسي لهذا العجوز الصهيوني الأحمق. فقد اعترف بأن معظم الأموال سُلمت لأولمرت خلال اجتماعات بينهما في مدينتي نيويورك والقدس، للانفاق على أنشطته «السياسية» خلال خمسة عشر عاما. وربما يضعف من موقف تالانسكي في التحقيق، أنه لم يحتفظ بفواتير أو أرصدة بالمبالغ، فمثل هذه الأمور الجارية بين الأحباب لا تحتاج إلى فواتير!
المليونير الأميركي كشف أن أولمرت يحب «الأقلام والساعات»، فالرجل موهوب فنيا كما يبدو، وصاحب ذوق رفيع، فهو لا يقع إلا على التحف والهدايا الغالية الأثمان!
المثير أيضا، ما كشفه تالانسكي من أن سكرتيرة أولمرت، واسمها شولا زاكين، كانت غالبا ما تطلب منه مبالغ نقدية لتغطية «نفقات شخصية غير محددة»، ولا ندري هل كانت لصالح مكتب أولمرت المسكين، أم للانفاق على هواياتها الشخصية... مثل شراء الفساتين والمكياج و «الروج»!
وأعترف بأنه على رغم ولعي بالأخبار، فإنني كنت أجهل اسم شولا هذه، وحين بحثت عن معلومات عنها أمس، اكتشفت أنها كردية الأصل، وهي مرافقة دائمة لأولمرت، تحفظ أسراره وتحمل عنه هاتفه النقال، وهي أقرب ما تكون إلى «المستشارة»، إذ تعمل معه منذ ثلاثين عاما. وظلت تتنقل معه من البلدية إلى وزارة التجارة والصناعة، فوزارة المالية حتى رئاسة الوزراء، وإن شاء الله ترافقه إلى محطته الأخيرة في السجن، إذا ما صدق الاسرائيليون وقدَّموهما إلى المحاكمة! وخصوصا أن الشكوك تدور حول دورها في العديد من الصفقات والتعيينات لبعض أقاربها، واستدعيت للتحقيق، وفرض عليها الحبس المنزلي لعدة أيام، بداية هذا الشهر، بينما تمت تنحيتها من منصبها قبل عام.
المسكين أولمرت، حاول في البداية أن ينفي تلقيه أية رشوة، لكنه عاد واعترف بأنه تسلم مبلغا ماليا من تالانسكي، الذي أعطاه الفلوس مقابل ترويجه لبيع ثلاجات أنتجتها شركة صديقه، إضافة إلى توسطه لتسريع إنجاز مضخات في أحد شوارع القدس!
الاسرائيليون ما عندهم سالفة! فكل هذه الضجة، من أجل 300 ألف دولار! مبلغ تافه حتى ما يجيب قطعة أرض في هذا الزمان!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2093 - الخميس 29 مايو 2008م الموافق 23 جمادى الأولى 1429هـ
