ينطبق المثل أعلاه على حال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وممول حملاته الانتخابية السابق رجل الأعمال الأميركي موريس تالانسكي الذي أدلى بشهادته في قضية فساد تسلم فيها أولمرت رشا وهي أزمة ستطيح بمستقبله السياسي.
لقد اعترف تالانسكي اليميني بأنه قدم لأولمرت 150 ألف دولار نقدا في مظاريف منها قروض شخصية لم ترد قط وذلك على مدى 15 عاما قبل أن يتولى أولمرت رئاسة الوزراء. السؤال الذي يتبادر إلى الذهن لماذا كشف تالانسكي النقاب عن هذه التعاملات الآن، وما المقابل منها؟.
غالبا ما تجد حملات المرشحين في الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة الدعم السري من المليارديرات اليهود حول العالم وذلك حتى يصل المرشحون إلى سدة الحكم ويحتفظوا بفلسطين وطنا للصهاينة وأرضا للمعاد. هذا بالطبع ما رمى إليه تالانسكي من دعمه لأولمرت وهو يعلم آنذاك أنه نائب ويد يمنى للمجرم آرييل شارون.
الآن حينما جنح أولمرت للسلم تحت ضغط الإدارة الأميركية وحاول التوصل إلى تفاهمات قد تفضي إلى دولة فلسطينية لم يروق الأمر لتالانسكي فكشف المستور وأدخل صديقه في ورطة سياسية ستنهي عهده على الأرجح.
ما يهمنا هو تأثير هذه الأزمة على عملية السلام مع الفلسطينيين والسوريين الذين تعشموا بتحقيق الدولة الفلسطينية وعودة الجولان، ناهيك عن تبخر آمال جورج بوش في تلميع عهده المشؤوم.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 2093 - الخميس 29 مايو 2008م الموافق 23 جمادى الأولى 1429هـ