العدد 2093 - الخميس 29 مايو 2008م الموافق 23 جمادى الأولى 1429هـ

لقاء غريب للشباب في مجال الأديان

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

يكتب ثمانية عشر مراهقا على أوراق لاصقة صغيرة ملونة انطباعاتهم بكلمة واحدة بشأن الأديان الثمانية المدرجة على ملصقة أمامهم. لا يبدي بعضهم أية تحفظات وهم يقرأون القائمة ويكتبون ملاحظاتهم، بينما يتردد آخرون في كتابة أفكارهم خوفا من أن يظهروا بمظهر غير المتسامحين أو الجهلة. هل هذا صف في دراسة الإنجيل؟ كلا، إنه مجرد لقاء شهري آخر لحركة أريزونا للشباب عبر الأديان، وهو تجمع مأمون جامع يجري تشجيع الشباب من الأديان كافة على التجمع من خلاله للحوار والألعاب وبالطبع، الطعام.

«ماذا لو لم أسمع أبدا عن هذه الديانة؟» يتساءل أحد المراهقين. «لا مشكلة. فقط أكتب أول شيء يتطرق إلى مخيلتك»، أجيبه. كمديرة للشباب، أنا سعيدة لرؤية الجدية التي سيطرت على هذه المجموعة. إنهم يعطون هذا النشاط كامل اهتمامهم وبصدق، إذ إنه تحدٍ جزئي لمعلوماتهم العامة وكذلك فرصة للتشارك في «الحقيقة» بشأن معتقداتهم الدينية.

تضم الأديان الثمانية التي اخترتها بشكل عشوائي بعض الأديان المعروفة لديهم، ولكنني أضفت كذلك بعض المعتقدات الأقل شيوعا: الكاثوليكية والإسلام والإلحاد والسيخ والعلوم المسيحية والبوذية واليهودية وكنيسة علوم الدين (Scientology). يلصق المراهقون انطباعاتهم على لوح الملصقات، يتناولون زجاجة ماء أو كعكة ثم يعودون إلى مقاعدهم. أنظر إلى مدى الصفات التي كتبت عن كل ديانة وأطلب متطوعا ليقرأ جميع النتائج.

يتبرع ابني لقراءة التعليقات المكتوبة على اللوح بشأن الإسلام، وهي الديانة التي تبنتها مجموعته لأهداف الاجتماع. «عنيف، ثياب غريبة، غسيل ذهني»، ينخفض صوته وهو يقرأ قائمة الانطباعات ببطء «سواح؟ (Tourists) أنظري يا أمي. إنهم يعتقدون أن المسلمين سواح؟ هذا أمر جميل». أسير نحوه وأقرأ الانطباع بنفسي. بدا لي أنه أخطأ قراءة الكلمة. القراءة الصحيحة هي «إرهابيونTerrorists». نراجع باختصار الصفات الرئيسية لكل ديانة حتى نستطيع تصحيح الرؤى الخاطئة والحد من الصور النمطية.

حسب استطلاع منتدى بيو للعام 2008 بشأن المنظور الديني، يعرف 83 في المئة من الأميركيين أنفسهم على أنهم ينتمون إلى دين منظم. إلا أن «الذين لا ينتمون إلى أي دين محدد يبرزون لكونهم شبابا مقارنة بالتقاليد الدينية الأخرى». من بين غير المنتمين إلى دين، 31 في المئة لم يصلوا سن الثلاثين بعد و71 في المئة منهم أقل من سن الخمسين. أكثر من ربع الراشدين الأميركيين (28 في المئة) تركوا الدين الذي نشأوا فيه لصالح دين آخر أو لم ينتموا إلى أي دين. إذا أضفنا التغير في أتباع دين ما من البروتستنتية المسيحية إلى غيرها فإن 44 في المئة من الراشدين إما تحولوا عن دينهم، أو تحولوا من كونهم لا يتبعون دينا إلى تبعيتهم لدين معين، أو تركوا أي ارتباط بتقاليد دينية بشكل كامل.

ما تفسير هذا النزاع داخل هذه الأديان؟ من ناحية يعرّف هؤلاء أنفسهم بأنهم متدينون، حتى لو عنى ذلك أنهم تركوا وراءهم دين طفولتهم. من ناحية أخرى، بينما يكبر الأميركيون سنا يبدو أنهم يتركون الديانة المنظمة وراءهم.

هل يشكل هذا البحث عن الإنجاز الروحي اتجاها يبدأ في سن الشباب؟ كمعلمة في مدرسة الأحد في مسجد سكوتسديل للسنوات السبع الماضية لاحظت التنوع في العقيدة من طلاب الروضة إلى طلاب الثانوية. اعتمادا على بيئتهم المنزلية، يدخل هؤلاء الطلاب بسرعة وسعادة إلى مدرسة الأحد أو يسحبون أنفسهم بتلكؤ إلى مقاعدهم، يتحدون شروط اللباس المحتشم (الذي يؤكد على التواضع) بأن يسحبوا قمصانهم لتغطية وسطهم أو يحركوا الحجاب الإلزامي لتغطية رؤوسهن. كم سيتذكر هؤلاء المراهقون من دروسهم عندما يواجهون العلمانية الجامحة في بيئة مدارسهم العامة حيث تحكم تصرفاتهم ضغوطات الزملاء والعصابات والتجمعات؟

يبقى الدين قضية شخصية وهذا حق. ولكن هل توجد هناك مساحة مأمونة للمراهقين المهتمين باستكشاف معتقداتهم الدينية؟ تكشف نظرة سريعة على رفوف كتب مكتبات بيع الكتب العدد الكبير للكتب غير الدينية الموجهة نحو المراهقين. كتب عن المسيحية واليهودية والبوذية وديانات أخرى عجيبة. التنوع مذهل. لذا من المؤكد أن المراهقين يبحثون عن إجابات من خلال خصوصية الكتب وسلامتها وأمنها. ولكن هل يشجعهم هذا التعليم على ترك أديان والديهم عندما يكتشفون تقاليد جديدة؟

بينما يستمر اجتماعنا عبر الأديان، ألاحظ أن البوذية حصلت على أكبر قدر من الملاحظات الإيجابية بشكل كاسح، على رغم أن واحدا فقط من الأولاد عرف بوذيا بصورة شخصية. وما هي الديانة التي حصلت على أكبر قدر من الملاحظات السلبية؟ كلا لم تكن الإسلام. إنها الإلحاد.

النتيجة هي أنه حتى لو نقل الأطفال ولاءهم من دين إلى آخر فإن فكرة الحياة من دون دين معين تخيف معظمهم.

* مصرفية استثمارية متقاعدة ومدرّسة في مدرسة الأحد وناشطة عبر الديانات ومؤلفة مشاركة لدليل المراهق الأميركي للأديان مع ابنتها ياسمين وابنها عمران، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2093 - الخميس 29 مايو 2008م الموافق 23 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً