فجّرت سباعية المحرق التاريخية في مرمى الأهلي ضمن منافسات الدوري الكثير من ردود الفعل التي اختلف طرحها لكنها اتفقت على عدم رضاها عن الحال التي وصل إليها فريق كرة القدم وخصوصا في الموسمين الأخيرين، وكانت هزيمة المحرق القاسية هي القشة التي هزت أركان هذا الصرح العريق، والتي ربما تكون صدمة الاستفاقة من أجل العودة لمنصات التتويج مستقبلا.
وخلال الأسبوعين الماضيين قرأنا على صفحات ملاحق الصحف المحلية تراشق الاتهامات بين الجماهير وإدارة النادي ومدرب الفريق الأول وحتى اللاعبين، إذ حملت بعض الجماهير مدرب الفريق المسئولية وبعضها حمل الإدارة المسئولية، ومن جانبها رمت الإدارة مسئولية تراجع نتائج الفريق في ملعب المدرب وأقالته من منصبه، ورد المدرب بتصريحات ساخنة في إحدى الصحف يتهم فيها إدارة النادي بأنها السبب وراء تراجع الفريق.
نحن هنا لسنا بصدد التحقيق في هذه القضية وإثبات إدانة جهة معينة، ولكن ما نريد أن نوصله من خلال هذه السطور هو أن على جميع الأهلاوية أن يقفوا صفا واحدا، وأن يعيدوا إلى هذا الصرح الكبير الاستقرار الذي هو ضرورة ملحة لاستقرار الرياضة البحرينية لما يمثله هذا النادي من أهمية في الرياضة البحرينية عموما وكرة القدم خصوصا.
محبو الأهلي أمامهم الفرصة لإعادة ترتيب أوراق الفريق، وذلك من خلال التفاف الأسرة الأهلاوية بجميع فئاتها من أجل إعادة البريق للقلعة الصفراء، ومن المعروف أن المصائب دائما ما تكون سببا في توحيد القلوب، والتكاتف من أجل التغلب على المصيبة، ومن هذا المنطلق يجب أن ينطلق الأهلاوية في مسيرتهم المقبلة، وبالتحديد بدءا من مجلس الإدارة الجديد الذي سيقود القلعة الصفراء بعد الانتخابات المقبلة، إذ من المهم جدا أن يكون النادي مركزا لالتقاء جميع محبي النادي بلا استثناء؛ لأن الأهلي دائما هو نادي جميع البحرينيين وليس نادي فئة معينة.
والأمر الآخر الذي يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار، هو التعيين الدقيق للمسئولين عن الفرق الرياضية، فمن المعروف أن النادي الأهلي يعج بالأسماء الرنانة على المستويين الفني والإداري، ومن المهم جدا أن يعتمد الأهلاوية على أبناء الجيل الذهبي الذين مازالوا محل احترام وتقدير جميع اللاعبين الحاليين، وبالتأكيد أن وجود تلك الأسماء ضمن الأجهزة الإدارية يمنح الفرق القوة الإدارية التي يحتاجونها من أجل الاستقرار.
خسارة الدوري في هذا الموسم أو الخروج من الموسم بلا حمص كما يقولون هو أمر اعتادت عليه الجماهير الأهلاوية في السنوات الأخيرة، لكن إدارة النادي يجب عليها أن تعيد النظر بجدية تامة في جميع النواحي، وأن تضيف بعض التعديلات على سياستها وأن تقدم بعض التنازلات من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، ولكي يعود النسر إلى التحليق بكل ثقة مجددا.
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 2092 - الأربعاء 28 مايو 2008م الموافق 22 جمادى الأولى 1429هـ