إن الاعتذار مهارة من مهارات الاتصال الاجتماعية، مكوّن من ثلاث نقاط أساسية، أوّلا: أنْ تشعر بالندم عما صدر منك، ثانيا: أن تتحمل المسئولية، ثالثا: أنْ تكون لديك الرغبة في إصلاح الوضع.
نحن العرب تجدنا أبرع من يقدّم الأعذار لا الاعتذار، فنحن لا نعاني فقط من الجهل بأساليب الاعتذار ولكننا نكابر ونتعالى ونعتبر الاعتذار هزيمة أو ضعفا أو انتقاصا للشخصية والمقام وكأننا نعيش في حرب دائمة مع الغير!.
مساء الخميس الماضي، وبعد نشر إعلان استضافت الإعلامية مرام العبدالله للفنان السوري سامر المصري «العقيد أبوشهاب من مسلسل باب الحارة» في برنامجها «زووم إن» على شاشة تلفزيون البحرين، ونتيجة للهوس والصدى الذي حققه المسلسل وحققته هذا الشخصية، تسمر الناس (كبارا وصغارا) أما شاشة تلفزيون العائلة العربية في ليلة إجازتهم الأسبوعية للاستمتاع بالمقابلة، لدرجة أنّ بعضهم ظل متابعا البرنامج عن الخروج للاستمتاع، ولكنهم فوجئوا بعدم عرض الحلقة، بل عرض في نفس التوقيت حلقة استثنائية من برنامج «حوار خاص» بمناسبة فوز البحرين بمقعد في عضوية حقوق الإنسان، متناسيا (التلفزيون) أنْ يعتذروا للجمهور عن عرض «زووم إن» وتأجيلها للأسبوع المقبل. المشاهدون غضبوا على تلفزيون البحرين، إذ وردنا اتصال يقول: إذ كان التلفزيون يدّعي بأنه تلفزيون العائلة العربية، فقد جمعنا فعلا... فبعد عرض خبر استضافة «زووم إن» للعقيد تجمعت العائلة أمّا التلفزيون في الوقت المحدد إلا، إلا أنها لم تمتعنا بل عادت وفرقتنا، إذ فوجئنا بعرض برنامج سياسي في ليلة إجازة أسبوعية... بعد انتظار لم يعرض البرنامج حتى بعد انتهاء البرنامج السياسي، علما بأنّ التلفزيون لم يضع شريطا أسفل الشاشة يقول فيه: نعتذر عن عرض حلقة برنامج «زووم إن» اليوم، ترى لماذا فعلوا بنا ذلك؟!، لماذا لم يعتذروا؟!». «اللهم بلغت اللهم فأشهد»... أرجو أن تكون رسالة أولئك المشاهدين قد وصلت للتلفزيون... فلماذا لم تعتذروا؟!، إذ أنّ احترام المشاهدين واجب علينا، كما أنك إذ أردت أن تجذب الناس إليك فبادر بالاعتذار، فذلك أصفى للنفوس.
العدد 2092 - الأربعاء 28 مايو 2008م الموافق 22 جمادى الأولى 1429هـ