للوهلة الأولى عندما ترى الأخبار الصادرة هذا اليوم من حصول دولة الإمارات العربية المتحدة شرف تنظيم بطولة كأس العالم للأندية للعامين المقبلين 2010 و2011، وقبله طلب دولتي قطر والسعودية تنظيم بطولة كأس العالم للرجال لكرة السلة، يتبادر لذهن الجميع على هذه الأرض السؤال الآتي: لماذا يا ترى لا يمكننا نحن في البحرين عمل مثل هذه الأحداث الرياضية العالمية، هل الدول الأخرى المجاورة أفضل منّا حتى يجنحوا لعمل هذه الأشياء؟.
سيرد المسئولون بالقول إنّ البحرين قامت من قبل بتنظيم بطولات عالمية وآخرها كأس العالم للناشئين لكرة اليد في أغسطس /آب الماضي، ومنها كأس العالم للشباب للكرة الطائرة قبل أعوام طويلة، وهنا يمكن للجميع أنْ يشاهد الفارق الزمني لتنظيم هذه البطولات.
الدراسة التي خلصت لها المؤسسة العامّة للشباب والرياضة عبر لجنة دراسة البنية التحتية للأندية الوطنية والتقرير الذي رصده خبراء «الفيفا» بشأن تطوير كرة القدم البحرينية، توضح مدى الصعوبات التي تعاني منها الرياضة البحرينية وخصوصا من جانب المنشآت الرياضية وحتى أسلوب تنظيم المسابقات المنظمة التي لا تُطبَّق على أساس واحد من أساسيات الرياضة الصحيحة.
وسط ذلك يرى الكثير من المتابعين أننا لسنا بحاجة إلى تقارير ودراسات مثل هذه الدراسات المفيدة في الأساس من أجل إصلاح وضعنا وهو الذي يُعَدُّ مكشوفا على الهواء مباشرة، ولا ننكر هنا الدور الكبير الذي قامت به لجنة دراسة البنية التحتية للأندية الوطنية برئاسة النائب عادل العسومي والجهود التي بذلوها والزيارات الميدانية العديدة للأندية للوقوف على احتياجاتها وعلى وضعهم ملاحظات الأندية ومنتسبيها في تقرير شامل رُفع إلى مؤسسة الشباب والرياضة، وإنما نحن بحاجة إلى من يعمل على تنفيذ كل التصورات التي وصلت إليها هذه الدراسات وتقرير «الفيفا» أيضا، إذ من شأنها رفع الرياضة البحرينية إذا ما رأينا أن العمل على تنفيذ هذه التوصيات يكون أبطأ من الإعادة البطيئة.
نعلم ويعلم الجميع أنّ رياضتنا تحتاج إلى زيادة في الموازنة المرصودة من قبل الحكومة لتمسي مسابقاتنا صحيحة وسليمة، نعرف أننا بحاجة إلى قرارات حاسمة من أصحاب الشأن سواء في الحكومة البحرينية أو حتى المؤسسة العامّة للشباب والرياضة أو حتى الاتحادات الوطنية التي تحتاج إلى القرارات الصائبة والحكيمة وعدم التمييز بين الأندية، لا بين كبير وصغير.
المبالغ الكبيرة التي أمست رياضاتنا بحاجة إليها وخلصت إليها الدراسة تظهر لنا أنّ المعاناة ليست بسيطة يمكن علاجها بسهولة ويسر، وإنما بحاجة إلى تكاتف المعنيين بتطوير الرياضة الشعبية الأولى في العالم وأوّلها الحكومة من أجل وضعها في الطريق الصحيح والسير إلى جانب الدول الأخرى، وعلى الأقل الدول الخليجية القريبة منّا، من أجل ألا ننساق إلى مصاف الدول المتخلفة التي لا تمتلك في الأساس الإمكانات والقدرة على التطوير، عكس بلدنا التي تمتلك كل الإمكانات القادرة على تطوير الرياضة البحرينية، لكنها مغيّبة.
كل ذلك يحتاج إلى قرار سياسي بحت من شأنه أنْ يرفع الرياضة البحرينية وليس كرة القدم فحسب، من الوحل الذي هي فيه وهمومها التي شاب لها الرأس.
في الوقت ذاته تحتاج المنتخبات الوطنية غير كرة القدم أنْ تحظى برعاية مشابهة من قبل الحكومة، حتى إن بعض لاعبي منتخبات كرة اليد والسلة والطائرة عندما شاهدوا تكريم منتخب كرة القدم على فوزه على اليابان في تصفيات كأس العالم وقبل مباراتهم المقبلة مع تايلند، قالوا: «نحن نأتي ببطولات وبمراكز متقدّمة لا نحظى بالتكريم إلا بعد سنوات وليس بعد أقل من أشهر».
لاعبو سترة
لاعبو سترة الثلاثة صادق عيسى وأحمد مرهون ومحمد جعفر يحتاجون بالفعل إلى من ينقذهم من آلامهم التي صبت عليهم بعد خطأ لم يقترفوه، ومن يشاهد صورة اللاعب عيسى وهو معصب الرأس، سيحز في نفسه أن ينظر شكل اللاعب بعد العمليات المتكررة التي عملت له، ومن باب الإنسانية - على أقل التقادير- كان على المسئولين في أي مكان وحتى المؤسسة العامة للشباب والرياضة أن يعملوا لإنقاذ هؤلاء اللاعبين.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2091 - الثلثاء 27 مايو 2008م الموافق 21 جمادى الأولى 1429هـ