معقولة؟ فائض الموازنة 42 مليون دينار و9 من عشرة بس؟ ترى المسألة تحتاج إلى توضيح لأنها مو واضحة بالمرّة!
فما قرأناه في الجرايد أمس بصراحة يحتاج إلى توضيح، وليس هناك من يمكن أن يتحقّق من الرقم أفضل من أصحاب السعادة النواب، خصوصا إذا تركوا عنهم «الهواش» والتراشق بالتصريحات فيما بينهم.
الجرايد تقول إن مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة (أوّل أمس)، أحال إلى مجلس النواب الحساب الختامي الموحَّد للدولة للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر/كانون الأوّل 2007. وبحسب الأرقام المنشورة، بلغ مجمل الإيرادات الفعلية 2036.6 مليون دينار، ومجمل المصروفات 1818 مليونا، المتكرّرة منها 1331 مليونا. ويكشف الخبر أنه «بعد تدوير مبلغ 175.7 مليونا فإنّ صافي الوفر في الموازنة العامّة للسنة المالية 2007 يبلغ نحو 42.9 مليون دينار».
طبعا أنا وأنت - أيّها القارئ- لسنا خبراء اقتصاديين ولا «خبراء اكتواريين» ولا هم يحزنون! ولهذا السبب بالذات نريد أنْ نستوضح بعض الأمور، هذا إذا سمحتم لنا طبعا وبعد إذنكم! فما نسمعه في نشرات الأخبار كلّ ليلة، ونقرأه في الصحف كلّ يوم، يؤكّد استمرار ارتفاع أسعار النفط دون توقف، ومدخول النفط يقدّر بنسبة 75 بالمئة تقريبا من مجمل إيرادات الدولة، فكيف تضاعفت مداخيل كلّ دول الخليج العربية إلاّ البحرين؟ يعني البحرين غير؟
ثم أن بعض الاقتصاديين يقولون، والله أعلم، إنّ الحكومة ظلّت تحسب برميل النفط بسعر ما قبل سنتين، يعني أسعارها قديمة جدا جدا، مجرّد 40 دولارا، بينما ظلّ السعر يرتفع حتى بلغ الآنَ 135 دولارا قبل ثلاثة أيام في الأسواق العالمية. حتى نفط الأوبك وصل سعره 126 دولارا و37 سنتا بحسب أرقام أمس.
وأمس أيضا، قرأت تعليقا لأحد نوّاب الوفاق يستغرب من هذه الأرقام التي لا تدخل المخ، وقال: انه ينبغي ألا يقلّ الفائض عن ألف مليون دولار في أسوأ الاحتمالات، قياسا على ارتفاع سعر البرميل إلى 75 دولارا في النصف الثاني من العام الماضي. فليس من المعقول أنْ ترتفع أسعار نفط كلّ الدول الأخرى... إلاّ نفط البحرين غير! ومَنْ يصدّق أنه يُباع فقط بـ 40 دولارا! عاد حدّث العاقل بما لا يليق... فإذا صدّق فإنّه تنبل كبير!
ثم أن النائب جلال فيروز يقول إن كل الاقتصاديين تنبأوا أنْ يكون الفائض في حدود مليار دينار، خصوصا أن 80 بالمئة من موازنة المشاريع بالموازنة السابقة لم يتم إنجازها، وبالتالي تعتبر فائضا إضافيا»، يعني الحسبة المفروض تصير غير وغير!
خذونا على قد عقولنا، نحن لسنا خبراء ولا سياسيين، بس نريد نفهم اشوي! خلّنا نقول سعر النفط ينباع بستين دولارا، فوين يروح الفرق بين الستين والأربعين؟ عندما طرحت هذا اللغز أمس على أحد النواب أمس الظهر قال: «خلّنا ننتظر ما ستقدّمه الحكومة من معلومات، فهذا الرقم غير قابل للتصديق، فالفائض أكبر من ذلك بكثير، وسعر البرميل اللي نعرفه في حدود 85 دولارا». فاتركوا عنكم الهواش يا أصحاب السعادة، وشوفوا حل لها للغز رحم الله والديكم، وعساكم عالقوّة!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2090 - الإثنين 26 مايو 2008م الموافق 20 جمادى الأولى 1429هـ