نود أن نتحدث اليوم إلى كل لاعب في المنتخب الوطني الأول للكرة، سواء كان أساسيا أو بديلا، قبل المباراة المهمة والتي تعتبر المنعطف الكبير للأحمر لرفع حظوظه من الاقتراب إلى الدور الأخير المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2010.

أيها اللاعبون أبناء هذا الوطن الحبيب:

أنتم من كنتم على أبواب التأهل في العام 2006 ولكن لم يكتب لكم النجاح فأعدتم الكرَّة بنفوس كبيرة تحمل الإصرار وعزائم الرجال وحماسة الشجعان وروحكم القتالية، ناشرين الرايات الحمراء مؤكدين أنكم رهن الوطن في حلكم وترحالكم غير مكترثين بظروف السفر والغربة التي دائما تؤلم، حاملين في قلوبكم الشوق والوله للعودة من جديد إلى ترابكم الغالي محملين بالنتائج الايجابية.

هؤلاء انتم ومن يكون كذلك فلا نعتقد تصعب عليه الأمور لاجتياز الصعاب والمحطات الشاقة.

ولذلك نناشدكم بالقلب الأبوي الكبير الذي يضم الأبناء في حناياه لتحقيق الهدف الأكبر.

اعلموا أيها الأبناء المخلصون لهذا الوطن الحبيب أنكم أمام مسئولية كبيرة ليس لتمثيل الوطن على المستطيل الأخضر فحسب، بل انتم سفراؤه في ذلك الموطن لتعكسوا لمن هناك أنكم جئتم لهم لكي تؤكدوا الجانب الأخلاقي بكل معانيه في كل وقت من وجودكم في تايلند بل في كل دقيقة، وألا يأخذكم غرور الدنيا وجمالياتها المزيفة لتبعدكم عما انتم عليه، وانتم تعلمون أن تلك الأمور من الأمراض المستعصية في علاجها والوقاية خير من كل علاج.

المنعطف الكبير لتحقيق الأمل الشعبي للتأهل الفريد إلى نهائيات كأس العالم المقبلة يحتاج الى الاستقرار النفسي والفني وهما متلازمان معا فاذا انهدّ احدهما فلن تقوم اساسيات الآخر والنتيجة حتما السقوط.

أنتم بدأتم الطريق بنجاح، وخطوة 2 يونيو/ حزيران المقبل تحتاج منكم إلى العوامل التي تقودكم إلى النجاح مرة أخرى، فابتعادكم عن كل ما يعرضكم للحرج الأخلاقي والتزامكم بما هو عقلاني يضاعف من المسئولية الوطنية للعودة من بانكوك للمنامة بالنقاط الثلاث.

نحن على يقين أنكم لستم ممن يؤثرون تلك الممارسات الخاطئة على المصلحة الوطنية التي تحتاج إلى الإخلاص والوفاء والروح القتالية وتنفيذ كل الادوار الفنية والتكتيكية من أجل ذلك الفوز المنتظر.

إخواننا الأعزاء يا نجوم الأحمر:

اعلموا أنكم ستمثلون الوطن في دار الغربة وقلوبنا معكم وأيدينا ترفع إلى بارئكم وبارئنا الرحمن الرحيم، ندعوه بمحمد وآل محمد الطيبين الطاهرين بأن يوفقكم في محطتكم هذه وينجح طلبتكم ويبلغكم مناكم آمين رب العالمين.

انتم أيها النجوم الكبار لديكم الخبرة الكافية في تجاوز هذه المباراة ولكن بشرط ألا تظنوا أن الفريق التايلندي من الفرق الضعيفة، لا وألف كلا فهو فريق قوي وصعب المراس خصوصا عندما يلعب على أرضه وبين جماهيره فلذلك عليكم الحذر الشديد من الاستهزاء به أو الاستهتار في مواجهته، فالعواقب حتما ستكون وخيمة ولا ينفع حينها الندم والحسرة أو عض الأيادي.

عليكم التسلح بالروح القتالية والتوكل على الله عز وجل عاقدين العزم على الفوز بعيدا كل البعد عن حسابات التعادل. فكما ان روحكم القتالية جلبت لكم النقاط الثلاث من البطل الآسيوي الكبير اليابان، فهذه المرة أيضا بالروح القتالية وبإذن الله تعالى وبعد التوكل عليه وببركة محمد وآل محمد ستعودون إن شاء الله بالنقاط الثلاث لتقتربوا إلى منصة التأهل إلى الدور الحاسم وانتم أهل لذلك.

قدموا كل ما لديكم، وتذكروا جيدا أن الفوز لا يأتي بالتقاعس أو التكاسل أو التواكل، وحتى ولو كانت طريقة اللعب من قبل المدرب غير سليمة أو التشكيلة بعيدة عن الواقع فلا ترفعوا رايات الاستسلام ولا تضعوا اللوم على المدرب فعليكم بنكران الذات وتحمل المسئولية مع بعضكم بعضا وتعويض كل السلبيات بالروح القتالية والنظر إلى الفوز فقط. ونحن نعلم أن مدرب الفريق لن يتوانى عن وضع لمساته الفنية التكتيكية لصالح الفريق.

قلوبنا معكم ونكرر القول يا نجوم الأحمر احذروا المارد التايلندي!