الجريمة التي وقعت أمس الأول وراح ضحيتها مواطن بحريني تعتبر إحدى أبشع الجرائم في تاريخ البحرين، وهي بحق مثار استهجان واستنكار، فلا يمكن أن يكون الخلاف مهما تطور مبررا للإقدام على قتل نفس محترمة وبأبشع سبيل. ودعاؤنا هنا أن يربط الله على قلوب أهل الفقيد بالصبر والسلوان، وأن يعينهم على ما هم فيه، وأملنا أن تأخذ العدالة مجراها بعيدا عما يعرقل سير التحقيق.

هذه الجريمة تأتي في وقت برزت على الساحة البحرينية قضايا وجرائم راح ضحيتها بحرينيون ومقيمون، مضافا إلى انتهاكات تناقلتها وكالات الأنباء يمارسها بحرينيون بحق المخدومين والعمّال... كل ذلك يفتح الأذهان على سؤال كبير عن طبيعة تعامل المجتمع البحريني مع تلك الفئة، وما إذا كان ذلك متوائما مع التشريعات السماويّة والدولية. البحرين وإن كانت لا تقاس مع بعض نظيراتها الخليجيات في سوء التعامل مع تلك الفئة، إلا أنها لاتزال تعاملهم بشيء من الدونية التي تظهر جليّا في تعامل الصغار. وكما تعمل وزارة العمل وهيئة تنظيم سوق العمل على تصحيح أوضاع العمالة الأجنبية على أكثر من صعيد، فإن علينا أن نصحح تعاملنا التزاما منا بديننا، وحفاظا على أنفسنا ثانيا، وذلك يتطلب تحركا رسميا وشعبيا أكبر، ودراسة جدية وعملا لتصحيح الأوضاع، قبل أن تقع الفأس في الرأس.