دعا إمام مسجد سعودي كبير في مدينة حائل السعودية إلى مقاطعة النادي الأدبي بالمدينة، واعتبار كل من يذهب إليه من الرجال والنساء «ساقط عدالة» و «ساقطة عدالة»؛ احتجاجا على عرض الفيلم السينمائي الهندي «الظلام» الذي يلعب بطولته أميتاب باتشان في النادي.
وكان النادي قد أرسل رسائلَ هاتفية قصيرة للدعوة لمشاهدة الفيلم ومناقشته، الذي يعالج مأساة إنسانية.
وتعقيبا على تلك الرسائل، قال الإمام - بحسب صحيفة «الوطن» السعودية الصادرة يوم الأحد الماضي - إن «من ذهب يعتبر ساقط عدالة، وظالما لنفسه، ومرتكبا لأكبر المنكر؛ لأنه محاد لله، ولي للشيطان، عدو لله».
ودعا الإمام - الذي كان يتحدث في درسه اليومي - إلى مقاطعة أعضاء النادي وبتر فكرهم، باعتبارهم «غرغرينا في الجسد، وذوي أفكار مغلفة بالشهوة المحرمة».
من جانبه، أوضح عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي، رئيس لجنة الإصدارات عبدالله الحربي أن النادي مؤسسة ثقافية رسمية تعمل ضمن الخطة الاستراتيجية المعلنة من وزارة الثقافة والإعلام، وليس هناك نشاط يحدث في أدبي حائل لا يقام مثله في باقي مناطق المملكة.
فيلم إنساني
فيلم «الظلام» - الذي دارت حوله المشكلة - يتناول معاناة طفلة فاقدة السمع والبصر استطاعت بمساعدة معلمها أن تقهر الإعاقة، وتحقق حلمها بالحصول على الدرجة الجامعية في الآداب.
ويعد الفيلم من روائع السينما الهندية، وتدور أحداثه حول فتاة هندية تدعى «ميشيل ماكينلي» تؤدي دورها النجمة «راني»، وتكبر تلك الفتاة الصغيرة لتصبح شابة جميلة وذكية، ولكنها محرومة من نعمة السمع والبصر؛ مما يجعلها تشعر بإحباط وخيبة أمل مستمرة؛ لعدم قدرتها على الاستمتاع بالأمور الجميلة التي تحيط بها.
وتبدأ الفتاة كره حياتها، وتتمنى لو أن لم يكن لها وجود في هذا العالم المتشح بالسواد، فعالمها أسود، وهي لا تستطيع إضافة الألوان الجميلة إليه، ولكنها في الوقت نفسه ترغب في تغييره مهما كلفها الأمر، وبغض النظر عن الثمن الذي عليها تقديمه مقابل تحقيق هذا الحلم المستحيل.
ثم تظهر في الصورة شخصية الرجل العجوز «ديبراج ساهاي»، الذي يجسد شخصيته النجم المميز أميتاب باتشان، فهو رجل مثقف ومتخصص في تعليم الصم والبكم، كما أنه يتصف بالحنان والعطف على تلاميذه، ولكن تلك الشخصية «الملائكية» تشوبها شائبة واحدة متمثلة في إدمانه الكحول. ويقرر «ساهاي» العمل بنصيحة مدير المدرسة التي يعمل فيها الذي يرسله إلى حيث تعيش الفتاة العمياء «ميشيل»، حيث يقرر الرجل العجوز تعليم الفتاة، ويحاول جاهدا تغيير مسار حياتها البائسة إلى الأفضل.
العدد 2087 - الجمعة 23 مايو 2008م الموافق 17 جمادى الأولى 1429هـ