شهدت السنوات العشر الماضية اقتحام البحرينيات مهنا كانت قاصرة على بعض الجنسيات العربية والأجنبية، التي يحول الخجل أو الظروف الاجتماعية من دون دخولهن فيها، إلا أنه وخلال الفترة الماضية كسر طموح عدد من الفتيات البحرينيات كل الحواجز وبدأن تعلم وممارسة فنون كانت حكرا على أيدي عرب وأجانب، حتى أنهن أصبحن يملكن «جوازات مهنية» تمكنهن من ممارسة تلك المهن في أية دولة نزلن فيها.
البحرينية أصبحت اليوم تملك مفاتيح اللعب على مساحة وجه المرأة بالألوان، خصوصا بعد أن كانت هذه المهنة مقتصرة ولفترة طويلة على بعض الجنسيات العربية... صحيح أن «فن التجميل» ليس بالسهل، الا أن طموح البحرينية وثقتها بما تملكه من موهبة في استنباط مكامن الجمال مكنها من الفوز في لعبة الألوان والجمال.
هناك عدد من السيدات البحرينيات اللاتي خضن غمار العمل في مجال التجميل متحديات قيودا مجتمعية وأخرى مهنية... أحسسن بالموهبة فصقلنها بالعمل والتدريب والابتكار ليأتي وقت أمسين فيه نموذجا للمرأة البحرينية القادرة على الخطو قدما نحو الهدف التي تصبو إليه.
خبيرة التجميل صاحبة صالون ومعهد حنان للتجميل حنان حسين القيم كانت إحدى البحرينيات اللاتي تذوقن الجمال فأبدعت وتفننت في رسمه... حنان حلت ضيفة علينا في «ألوان الوسط» لتحكي لنا سر «جوازها المهني» البلجيكي، وتعرفنا أكثر على شهاداتها التايلندية والفرنسية، كما ستحكي لنا تفاصيل فوزها بالمركز الثالث في تسريحة العروس في مهرجان الأردن الدولي للتزيين، فكان لنا معها هذا اللقاء:
جرت العادة أن يستهل أي لقاء بالسؤال عن بدايات الضيف، فكيف هي بدايتك؟
- أنا اسمي حنان حسين القيم... بدأت في مجال التجميل اعتمادا على هوايتي، إلا أنني وبعد فترة استطعت أن أنميها بالوظيفة، إذ عملت في صالون منذ العام 1994 ولمدة سبع سنوات... ثم بعدها قمت بعمل دورات تدريبية للتجميل بالتعاون مع المراكز الاجتماعية. وعليه بدأت بتعليم فن التجميل في دورات صيفية، ثم بعد ذلك ونتيجة للإقبال عليه تطور المشروع من صيفي إلى دائم وشمل عددا من المراكز الاجتماعية منها: مركز المنامة، الرفاع وابن خلدون.
بعد هذه الخطوة فتحت لنفسي صالونا أطلقت عليه اسمي «حنان»، ومن ثم حاولت التطوير من حرفيتي في المهنة ففتحت في العام 2002 معهد «حنان للتجميل»، وفيه أقوم بتدريس حصص في فن المكياج وفن تصفيف الشعر.
ماذا عن الشهادات التي حصلتي عليها؟
- في العام 2005 حصلت على شهادة من تايلند في «فن المساج»... في مساج القدم ومساج الجسم، إذ تدربت هناك في أحد المعابد التايلندية وكنت هناك أول سيدة بحرينية علما بأنهم كانوا يعتمدون في التعليم على اللغتين الفرنسية والإنجليزية. وأود أن أنوه إلى أنه هذه الشهادة هي شهادة مهنية فنية.
أنا طبعا لم أمارس «فن المساج» حتى الآن في البحرين، فأنا بانتظار أخذ الإذن من الوزارة لممارسة هذا الفن.
وفي العام 2006 حصلت على الدبلوما من مدرسة الإنفا البلجيكية، إذ سافرت إلى سورية ودرست في معهد المأمون للحصول على هذه الشهادة. كما حصلت في هذه الدورة على «جواز مهني» (أي رخصة مهنية في فن التجميل والمكياج)، كما حصلت على الغولدن ماستر أيضا... «الانفا» هي اتحاد عالمي يعنى بشئون التجميل له سمعة دولية كبيرة ومقره في بروكسل - بلجيكا ، تتم الامتحانات في مؤسسة المأمون الدولية في سورية، يجري الامتحان كل 6 أشهر لطالبات أكاديمية التجميل اللواتي يرغبن الحصول على شهادة الانفا العالمية. وتحصل من تتجاوز الامتحان على شهادة الانفا وعلى جواز عمل تؤهل حاملتها العمل في أية دولة في العالم كما تحصل المتميزات الأوائل على شهادة دولية (GOLD MASTER) تدعم شهادتها.
في العام 2007 التحقت بأكاديمية محمد نور في الأردن لتعليم فن التجميل والحلاقة، فمكثت هناك 9 شهور، وحصلت أخيرا على الشهادة بتقدير امتياز.
في تاريخ 10 مايو/ أيار 2008 حصلت على شهادة «الاستيك الفرنسية»، وهي إحدى أهم مدارس التعليم العالي لتقنيات الحلاقة والتجميل في فرنسا والتي يتم تطبيق مناهجها ضمن أكاديمية ESTEC في مركز المأمون الدولي في سورية أيضا وبما يتناسب مع شرقيتنا.
بعد حصولي على هذه الشهادة، سمعت عن مهرجان الأردن الدولي للتزيين فشاركت فيه وحصلت في نهاية التنافس على المركز الثالث في تسريحة العروس.
صفي لنا أجواء المنافسة في مهرجان الأردن الدولي باعتبار أنك شاهدتِ هناك خبراء أجانب، لكنك استطعتِ منافستهم ونيل الجائزة؟
- فعلا كان هناك خبراء في التجميل من دول أوروبا وهم بكل صراحة متعودون على مثل هذه المهرجانات، إلا أنني توكلت على الله ووثقت في قدراتي... العارضة التي كنت سأقوم بعمل التسريحة لها كان شعرها قصيرا جدا، ولكنني لم أجد صعوبة في عمل التسريحة لها، بل انني بعد أن أنهيت عمل التسريحة، فاجأت الجمهور، إذ وجدت على وجوههم علامات انبهار، وعلى رغم ذلك لم أعط نفسي أملا في الفوز، إلا أنني كنت سعيدة بنظرات الإعجاب التي أبدوها.
ربما ما أدهش الجمهور أو أثار إعجابهم، أنني أنجزت التسريحة في وقت قياسي، إذ كان يفترض أن ينجز المتسابقون التسريحة في 30 دقيقة بينما أنا أنجزتها في 20 دقيقة أي قبل الوقت المحدد، وقد كانت عبارة عن تسريحتين في واحدة.
عندما أعلنوا أسماء الفائزين وكان بينهم اسمي «حنان القيم من البحرين» بالمركز الثالث شعرت بأن هذه الفرحة، لم تكن لي بل كانت لبلدي، لذلك فأنا أقدم تهاني بالفوز والشكر للأب الحنون عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وإلى رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وإلى ولي العهد سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة وإلى شعب بلدي الحبيب. كما أنني أهدي فوزي لكل البحرينيات واعتبره مشجعا لهن، وأقول لهن نحن البحرينيات قادرات على تحقيق النجاح.
من المواقف التي واجهتني خلال مهرجان الأردن وربما كانت سببا في عدم فوزي بالمركز الأول أو الثاني... نسياني لطرحة العروس على رغم أن المنافسة كانت على تسريحة العروس.
كيف تقيّمي مستوى قطاع التجميل في البحرين؟
- مستواه ممتاز، وخصوصا أن البحرينيات هن صاحبات ذوق رفيع وهن ملمات بكل ما هو جديد في هذا المجال... أنا أتمنى أن يكون للعاملات في مجال التجميل في البحرين نقابة خاصة تعنى بمشاكلهن وهمومهن، بحيث تحمي العاملات في هذه المهن وتراقب أعمالهن. واعتقد بأن البحرين قادرة على أن تحتضن مهرجانات خاصة بالتجميل، بل هي قادرة على منافسة كثير من الدول في ذلك.
ماذا عن منافسة الأجانب للبحرينيات في قطاع التجميل؟
- سأجيب عن هذا السؤال بكل صراح... نحن كبحرينيات وكوننا نبحث عن مصدر لرزقنا كما أننا نبحث عن الرقي تعلمنا هذا الفن من الأجانب، ولكننا استطعنا بطموحنا وقدرتنا على التعلم والتطوير أن نوجد لأنفسنا لمساتنا الخاصة في هذا المجال، فأصبح لنا عملنا الفني المميز.
هل تخشين المنافسة، وخصوصا أننا بتنا نرى خمسة صالونات أو أكثر في منطقة واحدة؟
- لا أنا لا أخشى المنافسة، بل ان العمل في هذا المجال يعتمد على الإنسانة نفسها، إذ ان اسم صالونها وسمعته يعتمد على قدرتها وفنها، لذلك فكل صالون أو عاملة في مجال التجميل لديها شيء يميزها عن الأخريات. كما أن على الجميع أن يبحثن دائما عن الجديد، بحيث أنه يجب عليهن أن يراقبن الجديد في الأسواق والجديد في عالم الموضة.
خلال عملك في مجال التجميل هل واجهت صعوبات؟
- بالتأكيد، ولكنني إنسانة مكافحة أحب التحدي.
من هي قدوتك في مجال التجميل سواء بحرينية أو عربية أو أجنبية؟
- أنا اعتز بالبحرينيات في هذا المجال واعتبرهن في المقدمة، إذ انهن ممتازات... في مجال المكياج أجدني أعجب بعمل فاطمة شويطر وصفية شويطر، بالإضافة إلى سميرة الشكر (ونحن زميلات في مجال التلفزيون). أما في مجال تسريحات الشعر فتعجبني أعمال وحيدة خليل صاحبة صالون رونق للتجميل.
ما هي طموحاتك أو أهدافك في مجال التجميل؟
- أتمنى أن نقيم مهرجانا للتجميل في البحرين نستضيف فيه العمالقة في هذا المجال. كما أتمنى أن أكون عملاقة في مجال التجميل كزميلاتي من الدول الأوروبية الذين تعرفت عليهم في مهرجان الأردن فهن يقمون بأعمال التجميل في ثوان معدودة.
العدد 2087 - الجمعة 23 مايو 2008م الموافق 17 جمادى الأولى 1429هـ