طالبت جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر في بيان لها بحل جذري لمعاناتهم مع المرض يُشارك فيه كلّ فرد في هذا المجتمع و كذلك إيجاد حل للتعامل القسري والفوقي من بعض الأطباء الذي لا يجد حسيبا ولا رقيبا عليه فيتمادى في التهاون بصحة المرضى.
وأكّد البيان إنْ لم يكن باب المناشدة هو الوسيلة لإيجاد الحل فهناك الكثير من الوسائل التي بإمكان الجمعية عن طريق منافذها إيجاد حل لاعضائها.
وأضاف البيان إنّ ما يؤسفنا حقا هو عدم وجود تحرك جدي من قبل وزارة الصحة لحل مشكلتنا، واليوم بعد التصريحات المتتالية لجمعيتنا وأعضائها نجد أنفسنا في مواجهة غير مباشرة من قِبل بعض الأطباء وخصوصا بعد ظهور الأمين العام وأحد أعضاء الجمعية في برنامج « هذا المساء « على شاشة تلفزيون البحرين كانت ردة فعل بعض الأطباء تنم عن تفكير محدود وعقلية بسيطة بإخبارهم للمرضى بأنه سيأتي يوم ويمرض فلان وفلان والمقصود بذلك « كلّ مَنْ شارك سواء بالظهور أو الاتصال في البرنامج « وسيكون لنا حساب وتعامل آخر معه؛ فأين هي أخلاق المهنة والإنسانية التي أصبحت فيه قضية مرضى السكلر هي قضية مجتمع وهي واقع لا مفرّ منه، يريدون تكميم أفواهنا بكل الطرق ولكننا نأبى ذلك.
أين هي أخلاق المهنة التي تجعل الطبيب يسخر من مريضه ويتحدّاه؟ ونقول: أعلم -يا طبيبي- بأن قدرة الله عز وجل فوق كلّ قدرة على وجه الأرض فإنْ كنْتُ أنا اليوم مريضا فستكون أنْتَ غدا طريح الفراش ولن تجدني أبدا في موقع السخرية منكَ؛ لأنك في يوم من الأيام كنتَ تعالجني من دون كلل أو ملل وحتى في يوم سخريتك منّي فإنني راضٍ بقضاء الله وأحمده على نعمة المرض التي أنتَ لن تستطيع أن تقدّرها. ونحن اليوم ليس في صدد خوض معركة أو فتح باب مواجهة ولكن نأمل منكم أنْ تشعروا بنا ولو قليلا وتسهموا في التخفيف من آلامنا وتسارعوا في علاجنا ولا تتهمونا بالإدمان وإن كان القليل منا يُعاني من مشكلة الإدمان فالرجاء حل مشكلته فهو في المرتبة الأولى لجأ للعلاج في مستشفياتنا الحكومية التي كفل فيها الدستور العلاج المجاني لكل مواطن فإنْ تأخر العلاج واشتدت نوبة الألم ربما تؤدّي إلى وفاته وكلنا عالم بأن الموت حق ولكن هناك أسباب ونتمنى منكم عدم التمسك بهذه الأسباب الواهية بأنّ مريض السكلر عمره قصير فالأعمار بيد الله عز وجل وحده فهو عالم الغيب والشهادة.
فنحن نعاني منذ دخولنا لبوابة مجمّع السلمانية الطبي في قسم الحوادث والطوارئ الذي به ممرضة مسئولة تتحكّم في الموافقة على صرف الأدوية المسكّنة للمريض بعد أن يقوم الطبيب بوصفها للمريض ولا من رادع لها وإنْ خرجت لاستراحة وجبة الغداء أو العشاء فإنك ترى طابورا من الممرضات بالقرب من غرفتها المقفلة وسيلا من المنادات عن طريق أجهزة النداء لها حتى تأتي وتترحّم بإعطاء كل ممرضة علبة أدوية مسكّنة لكل مريض الذي وصل لحد الموت وهو ينتظر مَنْ يرحمه.
وربما تكون هذه السنة «2008» من السنوات المشؤومة بالنسبة إلى مرضى السكلر ففي كل صباح نهيل التراب على أخ أو أخت أعزاء على قلوبنا، وما هي إلا لحظات حتى نسمع بوفاة شخص آخر ولا يسعنا إلا أن نرضى بقضاء الله عز وجل فالموت حق، فها نحن في الأيام القليلة الماضية للتو أهلنا التراب على حالتي وفاة وبهذه الفاجعة تتقدم الجمعية بأحر التعازي وصادق المواساة لعائلة الفقيدة الشابة السعيدة المرحومة « نورة عاشور هلال « وإلى عائلة الفقيد الشاب السعيد الشيخ « عبدالله المختار « سائلين المولى عز وجل أن يسكنهما فسيح جناته ويلهم أهلهما الصبر والسلوان.
العدد 2087 - الجمعة 23 مايو 2008م الموافق 17 جمادى الأولى 1429هـ
