هاجم خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) العلمانيين لتشكيكهم في بعض المسائل والحقائق الدينية والشرعية التي يحاولون التشكيك في مدى دلالة القرآن والأحاديث الشريفة عليها، مستنكرا تفسيرهم لمنهج القرآن والسنة النبوية الشريفة بحسب ميولاتهم ورغباتهم المؤسسة على ضوابط غربية لا أساس لها.
وقال العصفور إن «بعض الناس يتنكرون لأغلب الحقائق ويسعون إلى مواجهتها والوقوف بعنف وقوة أمام هذه الحقائق، وخصوصا فيما يرتبط بالحقائق الدينية. وليس إلا الجهل وعدم المعرفة هو السبب أو ربما التعصب في ذلك»، مصيفا أن «هذه الحقيقة نجدها تصدق في كل المجالات والمحاور العلمية والعملية، فمثلا في مجال المعرفة الدينية ومعرفة الشريعة نسمع الآن من خلال الكتابات وغيرها من التنكر لبعض الحائق الدينية وحقائق الشريعة والأحكام الشرعية القطعية، أو محاولة التشكيك فيها».
وأكد العصفور أن «بعض الكتابات من أصحاب الاتجاهات العلمانية حينما يتناولون الأمور الدينية أو الشرعية نراهم يتصرفون بحسب رغباتهم وميولهم، تارة باسم التجديد ومواكبة العصر وباسم التحولات. فنجد أن بعض المسائل والحقائق وصل الأمر إلى محاولة التشكيك فيها ومدى دلالة القرآن والأحاديث الشريفة عليها. وأبرز الأمثلة عليها هو موضوع الحجاب الذي هو محل إجماع كل المسلمين. وكذلك محاولة إثبات جواز الربا لأسباب واهية».
وأشار العصفور إلى أن «المعاصرة ومواكبة العصر والتحولات وإن كان أمرا مطلوبا ومهما، إلا أن ذلك لابد وأن يكون طبق ضوابط وآليات ومناهج وحدود سار عليها الفقهاء والعلماء منذ القديم، فهي حكمت هذا المنهج. وأن يكون هناك تطوير من داخل المنهج وليس من خارجه». منوها إلى أن «العلمانيين يطرحون منهجا أو آليات مغايرة ومختلفة مبنية على ثقافة غربية وعلى منهج وضعي، وهو يريد أن يفهم القرآن والسنة طبق الضوابط والمنهج الغربي. وأن في هذه الحالة يعتبر محاولة للمجيء بمنهج ودين جديد».
وأردف العصفور أن «هناك بعض أنصاف المتعلمين الذين يمارسون هذه الأعمال أو التصرفات، فهي استخفاف بأحكام الدين وشريعة النبي (ص)؛ إذ إن هناك أحاديث كثيرة نقلت عن النبي وأمة أهل البيت (ع) رادعة لذلك».
ولفت العصفور إلى أن حالة العداء بين الناس هي وليدة الجهل وعلى الكل التصدي لذلك؛ لأنه بوجود مشكلة أو أزمة معينة تسهم في خلق مشكلات حتى لو كانت صغيرة على الأزمات الأولية، وحينها تدخل كل الأطراف في مشكلات كان بالإمكان تفاديها. وقال إنه لولا الجهل لما عادا أحد الآخر.
وبين العصفور في نهاية خطبته أن ليس هناك أخطر على الإنسان من الجهل وأقبح من جهل الإنسان بالأمور التي ينبغي عليه أن يفقهها، وهي متمثلة في أمور دينه وواقعه. فالإنسان إذا كان جاهلا بقيمة الشيء فإنه من الطبيعي أن يتعامل معه بالطريقة السلبية.
العدد 2087 - الجمعة 23 مايو 2008م الموافق 17 جمادى الأولى 1429هـ