الزائر لغالبية وزاراتنا الخدمية في البحرين ينتابه إحساس رهيب جدا أقرب إلى اليقين بأنها تُدار بنظام «البدو»، أو هي عبارة عن خيام أكثر منها مبان وإدارات وأقسام.
ونظام «البدو» (أو نظام «العبيد» أحيانا) هو اللانظام أصلا في علم الإدارة، ويعتمد أساسا على مصطلحات كثيرة من جملتها أن «الشيخ ما وافق»، أو أن «الشيخ مو موجود»، أو «مسافر»، أو «مزاجه مو لهناك»، أو أنه «في زيارة إلى شيخ ثاني للسلام عليه»، أو «للتقهوي عنده ومشاركته في أكل البلاليط في مكتبه العامر»، ولا تسمع كلمة محترمة مثل نظام أو معيار ألبتة!
هو نظام في قمّة التخلف إذا أردت تقييمه، فما أن تتقدم بطلب... أي طلب كان إلا وتسمع أن الشيخ ما وافق... ليش ويش السبب... ما في جواب!
ونظام «البدو» يتميز أيضا بالاستثناء في العمل فهو السائد، وتطبيق النظام هو الاستثناء والغريب والمُستهجن أصلا، وما يميزه أكثر وأكثر هو أن تتقدم أنت بالطلب وما يمشي... ولين قدماه احدهم يمشي مثل الماي... اشلون ما تدري!
هذا النظام الموجود عمليا في بعض وزاراتنا الخدمية تحديدا، لا يسمح لك بالحديث عن حكومة الكترونية حتى لو كانت على قد حالها، وتقديم طلبات عبر الانترنت فيصبح هذا الموضوع عرضة للتندر والضحك وكلام كأنه مزحة أو قشمرة في غير محلها، فأي طلب هذا الذي ستقدمه وكأنك ترسل ايميل إلى شيخ قبيلة في خيمة!
في نظري، لن نستطيع أن نتخلص من التخلف في إدارة أمور وزاراتنا الخدمية إذا لم نتخلص من نظام «البدو»... نظام «طلبتك يا شيخ» ليجيبه الشيخ: «تم»!
وعليه أقترح لو يشيلون الإعلانات إللي في الشوارع إللي تدعو الناس إلى تقديم طلباتها عبر الانترنت لحين التخلص من نظام «البدو» المتفشي في هذه الوزارات، وإلا فهذي الإعلانات «فايدا نيهي»!
العدد 2087 - الجمعة 23 مايو 2008م الموافق 17 جمادى الأولى 1429هـ