قبل أيام فقط كانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي لفني تنفي إمكانية الوصول إلى سلام مع سورية... وقبل شهر تقريبا كان هناك تصعيد أميركي تجاه دمشق إلى درجة ظن الجميع أن الغزو القادم سيكون للشام وليس لإيران.
بيد أن المفاجأة كانت الإعلان عن انتهاء مفاوضات بين دمشق وتل أبيب برعاية تركية. لكن الواقع يقول إن موضوع الجولان المحتل لا يقبل التفاوض سواء كان مباشرا أو غير مباشر فهو مثل الجنوب اللبناني، تم الانسحاب منه من دون مفاوضات، وعلى «إسرائيل» أن تجيب بـ «نعم» للانسحاب الكامل من المرتفعات مقابل التطبيع مع سورية وأمور أخرى أو ترد بـ «لا» التي أيضا لها تبعاتها.
إن التحولات الدراماتيكية في المسار السوري الإسرائيلي لم تأتِ من فراغ، فالفضل يرجع للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية. فهناك انتصار مدوٍ على أكبر قوة إقليمية العام 2006، وهناك صمود فلسطيني في غزة وأخيرا ما يمكن أن نطلق عليه «نجاحا» سياسيا وليس «انتصارا» للمعارضة اللبنانية على الصعيد الداخلي. كل ذلك يوحي بأن تل أبيب تبحث عن مخرج من «كماشة» حزب الله - حماس فلم تجد سوى المصالحة مع سورية التي لن تكون سهلة إذ يمكن أن تحدث هزة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ومع ذلك ترمي الدولة العبرية إلى تخلي سورية عن دعم المقاومة في المنطقة ولذلك يجب على سورية أن تكون حذرة ومتريثة حتى لا تجحد الجميل ولكي تحتفظ أيضا بخط الرجعة!.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 2086 - الخميس 22 مايو 2008م الموافق 16 جمادى الأولى 1429هـ