مرة أخرى نقف أمام فكرة أن «المرأة هي عدو المرأة»، فكلما ترشحت المرأة في مجتمعاتنا الخليجية، وفشلت في الوصول إلى مقعد في المجلس التشريعي في مواجهة منافسين أشداء، تعود الفكرة للظهور. وهو ما حصل أخيرا بعد عدم تمكن أي مترشحة كويتية من المترشحات السبع والعشرين من اختراق حواجز منيعة من القبلية والقوائم والتيارات والمال السياسي. لم تكن النتيجة مفاجأة، ففي مجتمعاتنا غالبا ما يمكن التنبؤ بنتائج الانتخابات مسبقا، وكان من الواضح أن المرأة لن تنجح هذه المرة أيضا. الفكرة السابقة تنطلق من فرضية مفادها أن على جميع النساء أن يمنحن أصواتهن للنساء، وإلا سيكن عدوات للمرأة. وفي المقابل أن يمنح الذكور أصواتهم للذكور؟ ولكن هل سيوصم الرجل مثلا بأنه عدو للرجل فيما لو لم يصوت لرجل آخر؟ ولماذا تعامل المرأة دوما على أنها كل لا يتجزأ، فيجب أن تصوت لها المرأة بغض النظر عن كفاءتها أو مدى تمثيلها للناخبة، وهل يجب أن تستحق الصوت فقط لأنها امرأة؟
لم تصل مجتمعاتنا حتى الآن إلى اختيار مترشحين بناء على كفاءتهم، فهناك على الدوام معايير أخرى تتدخل في الاختيار، قبلية أو سياسية أو طائفية أو عرقية أو للمنفعة. فإن أردنا أن نعبر عن فكرة تدعم ترشح المرأة فلا يجب أن نقف عند تصويت النساء للنساء، بل يجب أن يكون توجهنا هو تصويت النساء بحسب قناعاتن التامة، سواء لرجال أو لنساء
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 2085 - الأربعاء 21 مايو 2008م الموافق 15 جمادى الأولى 1429هـ