عبر وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي عن وجود مساعٍ مشتركة لإنشاء منطقة للتجارة الحرة بين الصين والدول العربية لتسهيل التدفق الحر والمتبادل للبضائع ورؤوس الأموال والخدمات فضلا عن دعم الاستثمارات المتبادلة بينهما وتنسيق المواقف في جولة المفاوضات القادمة لمنظمة التجارة العالمية بالدوحة بما يعزز الحضور العالمي للجانبين ويحقق مصالحهما المشتركة.
جاء ذلك خلال افتتاح نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة صباح أمس (الأربعاء) أعمال الاجتماع الوزاري للدورة الثالثة لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي تستضيفه المملكة خلال الفترة 20 - 22 مايو/ أيار الجاري بحضور وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية الصيني والأمين العام المساعد للشئون السياسية أحمد بن حلي وعدد كبير من المسئولين والخبراء من الجانبين.
المنامة - بنا
أكد عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة اهمية دور الاقتصاد في تحقيق التنمية الشاملة، مثمنا للقطاع الخاص مساهماته في اقامة المشروعات الاستثمارية بين الدول العربية في ضوء ما تتمتع به البلدان العربية من بيئة جاذبة للاستثمار. وكان جلالته وبحضور رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة استقبلا أمس في قصر القضيبية وزراء خارجية الدول العربية والامين العام لجامعة الدول العربية وكبار المشاركين في منتدى التعاون العربي الصيني الذي تستضيفه مملكة البحرين على مدى يومين.
وقال جلالته إن إقامة المنتدى تكتسب اهمية خاصة في هذه المرحلة التي يشهد فيها العالم تحولات متسارعة نحو تعزيز التكتلات الاقتصادية الكبيرة مما يستدعي ترسيخ عرى
التعاون المشترك بين اقطارنا العربية، مشيدا بعمق العلاقات التي تربط مملكة البحرين بالدول العربية في المجالات كافة. وبين جلالته ان تطوير هذه العلاقات من شأنه ان يساهم في خدمة مصالح الامة العربية وقضاياها. كما اشاد جلالته بالجهود الكبيرة التي بذلها امير دولة قطر سمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني في التوصل الى اتفاق الدوحة
بين الاطراف اللبنانية الذي سيشكل خطوة تاريخية مهمة في تحقيق امن لبنان واستقراره ووحدته الوطنية، منوها بالدور القطري المهم والمساعي التي بذلها المجلس الوزاري واللجنة الوزارية العربية والامين العام لجامعة الدول العربية في سبيل انجاز هذا الاتفاق التاريخي الذي اثلج صدور اللبنانيين والعرب جميعا، ومؤكدا دور مملكة البحرين عبر مشاركتها بوزير
خارجيتها في هذا الانجاز التاريخي حفاظا على وحدة لبنان وامنه واستقراره وازدهاره.
واكد جلالته ان مملكة البحرين تفخر باستضافة هذا المنتدى الذي يهدف الى قيام مستوى جديد من علاقات الصداقة والتعاون، مشددا على اهمية دور الاقتصاد في تحقيق التنمية الشاملة ، ونوه جلالته بان اجتماعات المنتدى تكتسب اهمية خاصة في هذه المرحلة التي يشهد فيها العالم تحولات متسارعة نحو تعزيز التكتلات الاقتصادية الكبيرة مما يستدعي ترسيخ عرى التعاون المشترك بين اقطارنا العربية. وثمن جلالته للقطاع الخاص مساهماته في اقامة المشروعات استثمارية بين الدول العربية في ضوء ما تتمتع به البلدان العربية من بيئة جاذبة للاستثمار.
واستعرض جلالته مع المشاركين القضايا السياسية ومحاور التشاور المطروحة وخصوصا ما يتعلق منها بعملية السلام في الشرق الاوسط وجعل هذه المنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل اذ اكد جلالة الملك ان مملكة البحرين تدعم كل الجهود والتحركات الهادفة الى انهاء الصراع العربي الاسرائيلي واقامة السلام العادل والدائم في المنطقة وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.
إلى ذلك، اقام جلالة الملك مأدبة غداء تكريما للمشاركين في
المنتدى العربي الصيني حضرها عدد من المدعوين.
المنامة - بنا
دعا رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة إلى ضرورة تعزيز الحوار الآسيوي الشرق أوسطي نظرا إلى ما تمثله هذه البقعة من العالم من أهمية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وأشار سموه إلى أن من المسائل التي تحظى باتفاق عربي صيني وتأييد من المجتمع الدولي هي السلام في الشرق الأوسط ومن هذا المنطلق يجب أن تكون هناك مواقف موحدة بين الجانبين لحلحلة عملية السلام ودعم المبادرات العربية والدولية التي تفضي لاستتباب الأمن والاستقرار في المنطقة وتجنيبها أية صراعات جديدة قد تتسبب في وقف عجلة التنمية التي عثرتها الصراعات السابقة كثيرا.
وأكد سموه لدى استقباله المشاركين في منتدى التعاون العربي الصيني، أن عالم اليوم وتطوراته تفرض المزيد من التعاون بين الدول لتحقيق المصالح المشتركة، والحوار بين الدول بات ضرورة ملحة لتحقيق مثل هذه الغاية، وأن عقد المنتدى سيدعم هذا التوجه وسيعزز الثقة والتعاون العربي الصيني وخصوصا أن الصين دولة صديقة كبرى لها وجودها المؤثر على الساحة الدولية وفي المجتمع الدولي.
وشدد سموه على أن مملكة البحرين تدعم كل ما من شأنه توثيق الدبلوماسية الاقتصادية إلى جانب السياسية مع مختلف دول العالم ومنها جمهورية الصين ليقينها بأن الاقتصاد والسياسة يمثلان حجر الزاوية الذي ترتكز عليه العلاقات الدولية، ونوه سموه بدور الصين في نصرة القضايا العادلة بما فيها القضايا العربية والإسلامية، الأمر الذي يعتبر مبعث تقدير وثقة خاصة في ظل ثقل الصين السياسي وتطورها الاقتصادي وعضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي.
... ويؤكد تعزيز التعاون العمالي مع سريلانكا
نوه رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بالعلاقات التي تربط مملكة البحرين مع جمهورية سيريلانكا، مؤكدا سموه خلال استقباله وزير التوظيف وحماية المغتربين في سريلانكا كيهيليا رامبيكويلا صباح أمس، حرص مملكة البحرين على تعزيز التعاون بين البلدين وخصوصا في الشئون العمالية، منوها بالمشاركة الفاعلة للجالية السريلانكية في المشروعات التنموية في المملكة.
وتسلم سمو رئيس الوزراء رسالة خطية من رئيس وزراء جمهورية سريلانكا راتنا سيري ويكرا ماناياكا تضمنت دعوة سموه لزيارة سريلانكا، كما تناولت الآليات الكفيلة بدعم وتعزيز العلاقات ومجالات التعاون بين البلدين. وقام بتسليم الرسالة وزير التوظيف وحماية المغتربين خلال استقبال سمو رئيس الوزراء له بمناسبة زيارة الوزير السريلانكي للبلاد.
منتدى التعاون العربي الصيني يختتم أعماله والصين تفتح بوابتها للتبادل مع العرب
ضاحية السيف - ندى الوادي
عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن اعتزازه بالاتفاق الذي توصلت إليها الأطراف اللبنانية في اجتماع الدوحة أمس معتبرا إياه نتيجة لوساطة عربية خالصة، وأنه «لم يكن ليتم لو تدخلت أطراف خارجية».
وفي الوقت الذي بين فيه وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي أن حجم التبادل التجاري بين بلاده والمنطقة العربية سيصل إلى 100 مليار دولار أميركي مع نهاية العام، عبر عن مساعي مشتركة لإقامة سوق حرة خليجية صينية في أقرب وقت ممكن.
فيما كشف موسى عن زيارة قريبة يقوم بها للسودان لاستمرار التشاور في شأن السودان وفيما يتعلق بمنطقة أيبي السودانية.
جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد انتهاء أعمال الدورة الثالثة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي- الصيني الذي عقد في مملكة البحرين أمس بحضور حشد من وزراء الخارجية العرب والوفد الصيني. وفي المؤتمر الصحافي أوضح وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري اشتمل على إشادة بما تم تحقيقه من إنجازات خلال الدورتين السابقتين، كما بين تعاطف الدول العربية مع الصين الشعبية للخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات التي حصلت جراء الزلزال المدمر الذي ضرب إحدى محافظاتها أخيرا، فيما بين وزير الخارجية أن الدول العربية أكدت موقفها الذي يتبنى دعم الصين كحكومة شرعية تمثل الصين بأسرها وأن تايوان جزء من الصين، علاوة على رفض الدول العربية لمحاولات تايوان للانضمام للأمم المتحدة. واشتمل البيان كذلك بحسب تأكيد الوزير على تأييد الصين لكل مبادرات السلام في الشرق الأوسط، مبينا التضامن الصيني الكامل مع لبنان وتوفير الدعم الاقتصادي والسياسي، والتهنئة بما توصل إليه اجتماع بين الأطراف اللبنانية في الدوحة من اتفاق. وفيما أوضح وزير الخارجية أن البيان تطرق إلى الملف العراقي، أشار إلى أنه دعم أيضا تشجيع التعاون الاستثماري بما فيها نقل التكنولوجيا من الصين ودعم مشروعات ثقافية وتدريبية مشتركة.
وأوضح وزير الخارجية أيضا بأن المنتدى اتفق على تطوير آلياته عبر برنامج تنفيذي تم التوقيع عليه ليشمل كافة أمور التعاون السياسي والاقتصادي المشتركة بين الدول العربية والصين.
موسى: الأزمة اللبنانية لم تكن لتحل بوساطة خارجية
عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن اعتزازه بالاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف اللبنانية في مؤتمر الدوحة أمس، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق جاء بناء على وساطة عربية خالصة دون أي تدخل خارجي ، وقال «لو تدخلت أي أطراف خارجية لم حل الخلاف».
وفيما أكد موسى أن «العبء ثقيل وحمل المنطقة العربية صعب بسبب ظروفه المعقدة والمركبة»، أشار إلى أن المبادرة العربية وقرارات الجامعة العربية اشتملت على تكثيف العمل على معالجة موضوع العلاقات اللبنانية السورية، مؤكدا أهمية خلق أجواء مناسبة لإنهاء الخلافات العربية والعمل على الإحاطة بالموقف الذي تسبب في الكثير من الضعف للسياسة العربية ومحاولة استعادة الحقوق العربية. وأشار الى أن الظروف التي تزيد الوضع تعقيدا هي الخلافات داخل البلد الواحد مثل الخلافات الفلسطينية التي تؤثر سلبيا على القضية، وكذلك الانقسامات داخل الدول مثل السودان وغيره، غير أنه عبر عن أمله في معالجة الأوضاع بزيادة الثقة في النفس.
وفيما أشاد موسى باستضافة الصين لأولمبياد بكين معتبرا إياها مناسبة رياضية كبرى تضيف لدور الصين العالمي، أوضح أنه يجب عدم ربط السياسة بالرياضة إذ يجب أن تترك الفرصة لتنافس الشباب فيها في إشارة منه لقضية نزاع التبت.
وأشاد موسى بسياسة الإصلاح والانفتاح في الصين معتبرا إياها مضربا للمثل في الدول النامية في تحقيق القفزات الاقتصادية، وأضاف «من المهم التركيز على موضوع حوار الحضارات بين الحضارتين العربية والصينية فهو مجال كبير يمكن أن نحقق من خلاله الكثير بدلا من مفهوم صراع الحضارات».
100 مليار دولار حجم التبادل العربي الصيني بنهاية 2008
من جانبه، أكد وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي بأن مستقبل التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين والمنطقة العربية واعد، كاشفا أنه من المتوقع أن يبلغ نحو 100 مليار دولار قبل نهاية هذا العام، وبالتالي يكون قد تم تحقيق الهدف المرجو قبل الموعد بسنتين، مؤكدا أن لدى الصين سعي لتكون المنطقة العربية أهم شريك تجاري بالنسبة إليها.
وفيما يتعلق بالتعاملات التجارية بين الدول العربية والصين، قال جيتشي «نحن نؤكد على مبدأ المنفعة المتبادلة، وعلاقاتنا التجارية مع الدول العربية تتمتع بميزة التكاملية... وهناك عدم توازن بالطبع في التبادل التجاري لصالح الصين، ولذلك نقوم بالاهتمام بموضوع تسويق المنتجات العربية في الأسواق الصينية لترويجها لأصحاب الأعمال... إننا نسعى للتبادل التجاري وتحسين هيكل تجاري لتكون العلاقات متوازنة، ولا نسعى لقصر حجم التبادل التجاري في نطاق ضيق، إذ يجب أن نشجع الشركات الصينية الكبيرة لتفتح فروعا في الدول العربية وأن نشجع المؤسسات المالية والمصرفية الصينية على تعزيز التعاون مع الدول العربية علاوة على تشجيع السياحة الصينية للمنطقة العربية».
وأشار جيتشي إلى تعهد الصين بتدريب الكوادر العربية خلال الأعوام المقبلة وإقامة عدد من الفعاليات الثقافية والإنسانية المتبادلة.
وفي حديثه عن الاستعداد لإجراء تعاون نووي مع المنطقة العربية قال جيتشي «الصين على استعداد لإجراء تعاون نووي مع دول العالم على أساس الالتزامات الواردة في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، إننا على استعداد لمناقشة الموضوع مع جميع الدول بدون استثناء ولكن بشرط الالتزام ببنود هذه المعاهدة»، أما بخصوص تعديل سعر صرف العملة الصينية فقد أكد جيتشي أن الصين ستتخذ قرارها بحسب ظروفها الواقعية ومدى إصلاح المؤسسات المالية في الصين والوضع المالي والاقتصادي العالمي.
الصين مستعدة للسعي لحل الأزمات العربية
من جانب آخر بين جيتشي أن الصين تسعى لتحقيق استقرار وتنمية في المنطقة العربية ، مشيرا إلى أنها سعت من خلال موقعها كعضو دائم في مجلس الأمن لإيجاد حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي حل الملف النووي وملف إعادة إعمار العراق وحل قضية دارفور ودفع الحوار بين لبنان وسورية والمفاوضات السلمية بين «إسرائيل» وسورية. وأضاف «الصين بلد تتحمل مسئوليتها وتتمسك بمبادئها وتربط بينها وبين الدول العربية ثقة متبادلة، كما توجد بينها وبين (إسرائيل) قنوات حوار مفتوحة وتأمل أن تواصل دول المنطقة جهودها لحل النزاعات المعنية عبر المفاوضات السياسية ولن تدخر الصين جهدا في الوساطة والسعي للسلام». كما أكد جيتشي استعداد بلاده لبذل جهود مشتركة لمتابعة النتائج والتوصيات التي نتجت من المنتدى، مؤكدا أن التباحث الرسمي الذي تم مع جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء في البحرين أسفرا عن نتائج متميزة على صعيد التعاون بين البلدين، ومشيرا إلى أنه سيجري اليوم (الخميس) مباحثات رسمية مع وزير الخارجية البحريني تنتاول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين.
مساعٍ لفتح سوق حرة خليجية صينية
وفي الوقت الذي توجه فيه جيتشي بالشكر إلى الدول العربية على دعمها لاستضافة بكين للأولمبياد، عبر عن ترحيب بلاده بالمساعي التي قامت بها جامعة الدول العربية ودولة قطر للتوفيق بين الفرقاء اللبنانين والتي نجحت في إنهاء الأزمة اللبنانية.
وأشار إلى وجود علاقات طيبة لبلاده مع مجلس التعاون الخليجي ناهيك عن التبادل التجاري. وأضاف «في السنوات الماضية ارتفع حجم التبادل بصورة سريعة مع منطقة الخليج، ونعرف أن لديها ديناميكية اقتصادية قوية ومستقبل واعد في التنمية. ما زلنا نناقش إقامة منطقة حرة بين المنطقتين، وهناك إرادة مشتركة للإسراع في المفاوضات لإقامة هذه المنطقة الحرة على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة في أسرع وقت ممكن، ولكن الموضوع يحتاج إلى المزيد من الجهود».
المنامة - بنا
أكد وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي ضرورة دعم الجهود الهادفة إلى إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين الدول العربية والصين لتسهيل التدفق الحر والمتبادل للبضائع ورؤوس الأموال والخدمات فضلا عن دعم الاستثمارات المتبادلة بينهما وتنسيق المواقف في جولة المفاوضات القادمة لمنظمة التجارة العالمية بالدوحة بما يعزز الحضور العالمي للجانبين ويحقق مصالحهما المشتركة.
جاء ذلك خلال افتتاح نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة صباح أمس (الأربعاء) أعمال الاجتماع الوزاري للدورة الثالثة لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي تستضيفه المملكة خلال الفترة 20 - 22 مايو/ أيار الجاري بحضور وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية الصيني والأمين العام المساعد للشئون السياسية أحمد بن حلي وعدد كبير من المسئولين والخبراء من الجانبين.
ورحب نائب رئيس مجلس الوزراء في كلمته الافتتاحية أمام الاجتماع باستضافة مملكة البحرين الدورة الثالثة للمنتدى ونقل إلى المشاركين تحيات القيادة السياسية وتمنياتها لأعمال الدورة الثالثة لمنتدى التعاون العربي الصيني النجاح.
كما رحب بما تم التوصل إليه خلال الدورتين الماضيتين من انجازات وفعاليات وقال إن هذه الدورة تشكل إضافة جديدة للتعاون العربي الصيني وتمتد به إلى آفاق أرحب تشمل أوجه التعاون الاقتصادي والاجتماعي والإنساني والإعلامي والبيئي إلى جانب التنسيق والتشاور السياسي القائم بين الجانبين وخصوصا في ضوء الدور الذي يقوم به الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمانة العامة ومجلس السفراء العرب في بكين وبالتعاون الذي تبديه الحكومة الصينية.
وأكد أن «تحقيق شراكة عربية صينية جديدة ومتطورة من أجل الوصول إلى التنمية الشاملة المستدامة والسلام والاستقرار غاية لا سبيل إلى تحقيقها إلا بتنسيق الجهود والخطط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية المشتركة بين دولنا في إطار هذا المنتدى»، مضيفا أن المشروعات الاقتصادية والاستثمارية التي يدعو المنتدى إلى إقامتها بين الجانبين في الصين والدول العربية ستؤدي ولا ريب إلى تحقيق الغايات المرجوة والآمال والطموحات المنشودة.
وأضاف نائب رئيس مجلس الوزراء أن الاستفادة المتبادلة من الشراكة العربية الصينية في ضوء ممارسة تجربة الاستثمار المشترك على أسس متينة ومتكافئة تتيح لبلداننا كافة تحقيق المشروعات المشتركة بما في ذلك مسألة نقل التكنولوجيا وتبادل المنافع المعلوماتية والمصرفية والرقمية خاصة في ظل ما توصلت إليه جمهورية الصين الشعبية من تقدم في هذا المجال وما حققته من نسب عالية في النمو الاقتصادي، الأمر الذي لاشك سيسهم في تمكيننا في نهاية المطاف من الوصول بالتعاون العربي الصيني المشترك إلى آفاق أرحب لتبادل المنفعة وصيانة المصالح المشتركة للطرفين.
الصين والقضايا العربية
وتطرق نائب رئيس الوزراء في كلمته إلى عدد من القضايا السياسية على الساحة الإقليمية والدولية، مؤكدا «أن تسوية القضية الفلسطينية تعثرت لعدم وفاء (إسرائيل) بالتزاماتها الدولية تجاه عملية السلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية»، مشيرا إلى أن مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وخطة خريطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط تشكل جميعها المرجعيات الشرعية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالوضع في العراق، قال نائب رئيس الوزراء «إننا نتطلع من خلال اجتماعنا هذا إلى إعادة تأكيد موقفنا الثابت من استقلال العراق وسيادته الكاملة ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية والالتزام بالحفاظ على الحدود العراقية المعترف بها دوليا وبمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية واحترام مبدأ حسن الجوار ودعم جهود الحكومة العراقية لتحقيق ما يصبو إليه الشعب العراقي من أمن وحرية وديمقراطية واستقلال ووحدة».
وجدد نائب رئيس الوزراء على أهمية علاقات حسن الجوار بين الدول واستتباب الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، مشيرا إلى أن الأمر يستوجب التأكيد على ما صدر عن الدورة الثانية للمنتدى من دعوة إلى إحراز تقدم تجاه تسوية قضية الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى)، آملا من الدورة دعوة الجمهورية الاسلامية الايرانية مجددا إلى التجاوب مع المساعي والمبادرات التي مازالت دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى إليها جاهدة بالطرق السلمية ووفقا لقواعد القانون الدولي ومحكمة العدل الدولية.
وفى ملف مواجهة الإرهاب، قال «إن دولنا تبنت رؤية محددة لمواجهة الإرهاب الذي ترى فيه ظاهرة عالمية غير مرتبطة بدين أو ثقافة أو أمة بعينها ورحبت بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب باعتبار ذلك هو السبيل السليم للتصدي الجماعي لمخاطر ظاهرة الإرهاب وتداعياتها».
وأكد أن مسألة انتشار الأسلحة النووية أصبحت مدعاة للقلق العميق من جانب المجتمع الدولي، مضيفا «ففي الوقت الذي نؤكد فيه حق الدول كافة في الاستخدام السلمي والتنموي للطاقة النووية نؤكد ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج خالية من أسلحة الدمار الشامل كافة بما في ذلك الأسلحة النووية ونطالب الدول كافة بإخضاع جميع منشآتها النووية لنظام الضمانات للوكالة الدولية للطاقة الذرية».
مواساة البحرين بكارثة الزلزال بالصين
وأعرب نائب رئيس الوزراء لوزير خارجية جمهورية الصين الشعبية يانغ جيتشي عن مواساة البحرين الصادقة في الكارثة التي تعرضت لها حديثا مقاطعة سيتشوان نتيجة الزلزال المدمر الذي خلف وراءه آلاف الضحايا، مشيدا بجهود الإغاثة والإنقاذ التي تقوم بها السلطات الصينية وسرعة استجابتها للمتطلبات الإنسانية لضحايا الزلزال.
مشاركة عربية في الألعاب الاولمبية ببكين
وأكد «تطلع شعوبنا ودولنا إلى المشاركة الفعالة في دورة الألعاب الاولمبية المقبلة التي تنظمها الصين في أغسطس/ آب 2008، والتي تعد حدثا دوليا مهما لتعزيز التواصل والتفاهم والتعايش بين مختلف شعوب المعمورة وثقافاتها واثقين من أن ما تملكه الصين من إمكانات وطاقات سيسهم في نجاحها وتحقيق الأهداف الاولمبية السامية».
وفى ختام كلمته أعرب الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة عن تقديره للمشاركة الفاعلة في هذه الدورة، مؤكدا التزام مملكة البحرين بدعم الأهداف والغايات النبيلة التي نص عليها إعلان منتدى التعاون العربي الصيني، متمنيا للصداقة العربية الصينية التقدم.
من جانبه، أكد وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية يانغ جيتشي في كلمته أن العلاقات العربية الصينية تعد نموذجا يحتذى على صعيد العلاقات الدولية المعاصرة، مشيرا إلى ما يربط الصين والدول العربية من مسئولية مشتركة وهدف ومصير واحد، ما يسهم في دفع علاقات الجانبين إلى انطلاقة جديدة.
واستعرض جيتشي عددا من المجالات التي تستعد الصين والدول العربية لبذل الجهود المشتركة للارتقاء بمستويات التعاون فيها وفي مقدمتها تطوير الشراكة القائمة على المساواة والثقة المتبادلة من أجل تعزيز العلاقات السياسية وزيادة التنسيق لدعم الاستقرار في الشرق الأوسط بالإضافة إلى تطوير الشراكة القائمة على المنفعة المتبادلة لتحقيق التنمية المشتركة وتحقيق الاستفادة الكاملة من مزايا التكامل بين الجانبين في الموارد والأسواق ورؤوس الأموال والتكنولوجيا.
كما أكد الوزير ضرورة تعزيز الشراكة القائمة بين الجانبين في المجالات الثقافية ودعم الحوار الحضاري وتوسيع التعاون الثقافي والاعلامي والتعليمي بما ينمي التواصل بين الحضارتين العربية والصينية.
وأعرب وزير الخارجية الصيني عن ارتياحه لمسيرة منتدى التعاون العربي
الصيني وما حققه من انجازات على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية كافة، مؤكدا أهمية استثمار الاجتماع الحالي للمنتدى من أجل تنشيط فعالياته وإثراء محتوياته واستكمال آلياته حتى يصبح المنتدى آلية فعالة ومهمة لبناء الشراكة الصينية العربية.
زيادة أعداد المتدربين العرب لـ1000 سنويا
واقترح رئيس الجانب الصيني الكثير من السبل لتعزيز تعاون الجانبين العربي والصيني بداية بالتركيز على التعاون التنموي وأكد حرص الصين على تعزيز التواصل مع الجانب العربي لإنشاء آلية ندوة الاستثمار الصينية العربية فضلا عن التزام الصين بزيادة أعداد المتدربين من الجانب العربي في المجالات التقنية والإدارية إلى 1000 متدرب سنويا خلال السنوات الثلاث المقبلة كما أبدى استعداد الصين لبحث كيفية تغيير نمط نمو التجارة بين الجانبين وتحسين هيكلها والعمل على إصلاح الخلل التجاري الحالي. وفي كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد للشئون السياسية أحمد بن حلي، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن العلاقات العربية الصينية تستند إلى مرتكزات تاريخية مهمة وتقف على طموحات مشتركة في بناء شراكة مستقبلية واعدة بالنظر إلى ما يمتلكه الجانبان من مقومات، لافتا كذلك إلى أن التعاون العربي الصيني أصبح محورا استراتيجيا على أجندة الجامعة العربية.
تنشيط الدبلوماسية الصينية في دعم القضايا العربية
وأعرب موسى عن تطلعه إلى تنشيط الدور الفاعل للدبلوماسية الصينية من أجل دعم القضايا العربية وتقديم مبادرات تسهم في التسوية العادلة للنزاع العربي الاسرائيلى بمساراته الفلسطينية والسورية واللبنانية كافة وتطورات الوضع في العراق وتحقيق السلام والتنمية في السودان ومشكلة الصومال وقضية الجزر الإماراتية وموضوع إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية مع التأكيد على حق الدول في الاستفادة السلمية من الطاقة النووية
العدد 2085 - الأربعاء 21 مايو 2008م الموافق 15 جمادى الأولى 1429هـ