يصنّف الاقتصاد البحرينيّ - ككلّ الاقتصادات الخليجيّة والعربيّة - بأنه ريعيّ، أي يقوم في جزئه الأكبر على استخراج النفط وبيعه للخارج، فالفرد لا ينتج ولا يشعر بالإنتاج حتى لو كان موظفا. أخيرا تنبّه الجانب الرسميّ إلى ضرورة التحوّل بمنظومة القيم المنتشرة في المجتمع إلى الإنتاجيّة، وتمّ ذلك عبر طرح عدّة مشروعات.

ولعلّ آخر تلك المشروعات مشروع تمكين المرأة البحرينيّة اقتصاديّا بالتعاون مع صندوق العمل عبر تحويل البحرينيّة إلى سائقة حافلة أو صاحبة مشغل خياطة، مرورَا بمشروعات «المايكروستات» التي طرحتها وزارة التنمية الاجتماعية، وهنا يقفز نموذج «مغسلة بنت الفريج» بالنعيم الذي أسّس العام 2004 وحاول كسر المنافسة الآسيويّة إلا أنّه اقترب من الخسارة في أبريل/ نيسان الماضي.

ربما تكثر المشروعات الطموحة وتبذل لها الأموال، ولكن التحوّل من الريعيّة إلى الإنتاجيّة لن يكون عبر مطالبة الشعب فقط بذلك التحوّل، فيما هو لا يلمس أيّ تغيير إلا على مستوى الشعارات والمشروعات، فهل طرح مشروعات «المايكروستات» أو بنك الفقراء سيجد صدى طيّبا وإشكاليّة الشفافيّة على مستوى حلحلة التعقيد الاقتصادي قائمة، ولربما كانت الطفرة السكانيّة المفاجئة مثالا على عدم الصدق في المعلومات، فأن تبنى سياسات البلد على أرقام خاطئة ثمّ يتم اكتشاف الأمر ويمرّر بقبلات ومجاملات فتلك مصيبة أعان الله البلد عليها، ونسأل الله ألا يكون اقتصاد البلد «مغسلة بنت فريج» أخرى!