مرة أخرى تكشف «مايكروسوفت» عن رغبتها الجدية في التقدم بعرض جديد لشركة محرك البحث «ياهو»، لكنها هذه المرة ليست بصدد شرائها بالكامل. وكانت «ياهو» قد رفضت عرضا من «مايكروسوفت» للاستحواذ عليها بسعر بلغ 33 دولارا للسهم الواحد، بما يصل إلى مليار دولار كسعر كلي. وقالت «مايكروسوفت» إنها أصدرت هذا التصريح «في ضوء التطورات التي استجدت» منذ سحبها لعرضها الأصلي منذ أسبوعين. ولكن «ياهو» أصرت على أن تدفع «مايكروسوفت» 53 مليار دولار على الأقل أي نحو 37 دولارا للسهم.

الرئيس التنفيذي لـ «مايكروسوفت» ستيف بالمر، كان قد أعلن، وقت العرض الأول، أن شركته تكن احتراما كبيرا لـ «ياهو»، لافتا إلى أن عمل الشركتين معا من شأنه تقديم مجموعة مذهلة للغاية من الحلول للمستهلكين والناشرين والمعلنين، الأمر الذي يمنحهما موقعا أفضل للمنافسة في سوق الخدمات على الإنترنت.

وكانت «ياهو» أشارت إلى أن مجلس إدارتها سيدرس العرض بعناية، مع الأخذ في الاعتبار خطط «ياهو» الإستراتيجية وتقديم أفضل عمل لزيادة قيمة الأسهم على المدى الطويل بالنسبة لحملة الأسهم.

صحيفة «نيويورك تايمز» وصفت الصفقة في حال توصل الشركتين إلى اتفاق، بأنه تعبير مشروع «شراكة أو مشروع مشترك لمنافسة شركة (غوغل) التي تسيطر على سوق البحث على الإنترنت بحصة منفردة تتجاوز حصتي (ياهو) و (مايكروسوفت) معا.

وكما تشير الأرقام، فإن هناك صراعا محموما بين الشركات الثلاث الرائدة والعملاقة في عالم الإنترنت. فكما تشير ارقام مجموعة «كومسكور» التي نقلها موقع (http://www.vip4soft.com/news/40.html ) تحتل «غوغل» المرتبة الاولى في قطاع البحث على الإنترنت وتبلغ حصتها في السوق 62,4 في المئة، تليها «ياهو» 12,8 في المئة ثم «لايف سيرش» لـ «مايكروسوفت» 2,9 في المئة.

ويورد الموقع أرقاما تبين حجم كل شركة على حدة، وتقارن بينها على صعيد صافي الأرباح، وعدد الموظفين. فبينما بلغ صافي أرباح «غوغل»، التي تأسست العام 1998، 4,2 مليارات دولار، بعدد موظفين حتى نهاية مارس/ آذار 2008 يربو على 19156 شخصا، وبقيمة سوقية في البورصة وصلت في أبريل/ نيسان 2008 إلى 171 مليار دولار، نجد «ياهو» التي تأسست العام 1994، قد حققت أرباحا صافية وصلت إلى 660 مليون دولار، وعدد موظفين وصل في نهاية 2007 إلى 14300 شخص.

أما «مايكروسوفت» التي تأسست العام 1975، فقد بلغت قيمتها في البورصة في أبريل 2008، حوالي 36,7 مليار دولار، وبأرباح صافية بلغت 16,96 مليار دولار، وعدد الموظفين في نهاية 2007، حوال 79 ألف شخص.

لكن العلاقة الثلاثية ليست سلبية أو حتى تنافسية بشكل مطلق، ففي العام 2006 وفي مبادرة مشتركة ومفتوحة لتطوير عملية البحث المسحية على الشبكة الدولية للمعلومات بالنسبة إلى محركات البحث، أعلنت كل من «غوغل» و«ياهو» و«مايكروسوفت» دعمها لبروتوكول ( Sitemaps 0.90 www.sitemaps.org ) وهي طريقة سهلة ومجانية تمكن صناع مواقع الشبكات من إخطار محركات البحث عن مواقعهم وأن يتم فهرستها بأكثر شمولية وكفاءة أفضل يكون من نتيجته عرض أفضل النتائج في فهرست البحث.

ولاتخلو قصة عرض «مايكروسوفت» لـ «ياهو» من بعض المفاجآت، فعلى مستوى «ياهو»، وجدنا أنه ما أن لوحت «مايكروسوفت» بعرضها الأول حتى بدأ المستثمر الملياردير كارل إيكان بشكل رسمي مساعي للإطاحة بأعضاء مجلس إدارة شركة ياهو لخدمات الإنترنت، في محاولة لإحياء العرض المرفوض الذي قدمته شركة «مايكروسوفت» العملاقة للبرمجيات للاستحواذ على موقع الإنترنت الكبير. وكتب إيكان خطابا إلى رئيس مجلس إدارة «ياهو» رو بوستوك قال فيه إنه «من الواضح تماما أن عرض (مايكروسوفت) البالغ 33 دولارا للسهم هو بديل أعلى من توقعات (ياهو) على أساس أنها تعمل بمفردها... وأعتقد أن الاندماج بين (مايكروسوفت) و(ياهو) هو أفضل طريق لكلا الشركتين». وكشف إيكان أنه اشترى أسهما في «ياهو» بقيمة 1,3 مليار دولار منذ أن هوت عقب سحب عرض «مايكروسوفت».

من جانبها حاولت شركة مايكروسوفت جاهدة إبرام صفقة جديدة تحفظ لها ماء الوجه بعد فشلها في الاستحواذ على «ياهو»، إذ وجدناها تدخل فى مفاوضات لشراء موقع «فيس بوك» أكبر شبكة إجتماعية على الإنترنت في العالم والذي يستخدمه نحو 70 مليون شخص.