العدد 2084 - الثلثاء 20 مايو 2008م الموافق 14 جمادى الأولى 1429هـ

منتدى عالم «Babel Med Music» الموسيقي

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

يسمع من يسير في شوارع مرسيلية لغات وموسيقى من كل زاوية وبقعة من العالم. على بعد خطوات قليلة من «La Canebière»، الشارع الرئيسي الجميل في المدينة الذي تمت إعادة إحيائه من جديد، قد تعتقد أنك في شمال إفريقيا. في الشوارع الجانبية الضيقة المعتمة، تصطف المتاجر العربية واحدة تلو الأخرى، وتنبعث الموسيقى من مكبرات الصوت.

يعتبر سامي ساداك، المتخصص في الموسيقى العرقية والمدير الفني لفرقة (Babel Med Music)، يعتبر مرسيليه المنبر المثالي لمهرجان موسيقي عالمي.

«منذ عدة قرون كانت مرسيليه مقصد المهاجرين من كل مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط. لا يعيش أحد بانعزال هنا. لا يفكر الناس بأنفسهم كفرنسيين أو جزائريين أو مغاربة وإنما كمواطنين لمدينة مرسيليه بالدرجة الأولى».

تطورت فرقة «Babel Med Music» في السنين الأربع منذ تأسيسها لتصبح أهم منبر أوروبي للموسيقى العالمية بعد «WOMEX World Music Expo» في مدينة أشبيلية الإسبانية.

لمدة ثلاثة أيام بكاملها في نهاية مارس/ آذار قدم المنبر أكثر من مئة منتج وعنوان وحفل موسيقي ومنظم رحلات الموسيقيى من أنحاء العالم كافة إلى جمهور عالمي. في كل مساء جرى فتح الأبواب للجمهور بشكل عام. شكل البرنامج ماراثونا موسيقيا بمشاركة ثلاثين فرقة لم تكن معروفة من قبل في أوروبا.

كما جرى تمثيل تنوع هائل من الثقافات الموسيقية تتراوح بين المجموعات التقليدية من مصر واليونان إلى الـ DJs. يقدم الـ DJ الماليّ على سبيل المثال مجموعات جديدة من الموسيقى العربية والإفريقية، فيخلق نقطة مجابهة إفريقية ذكية لـ (MTV).

إلا أن تركيز المهرجان هو على منطقة البحر الأبيض المتوسط. «ستستمر دول مثل تركيا، بتنوعها الموسيقي الذي لا يُصدَّق بزيادة أهميتها بشكل هائل»، كما يقول هيلموت بورغل. «خلال سنوات قليلة ستكون المواجهة مع الثقافتين العربية والتركية أمرا طبيعيا بشكل كامل بالنسبة لنا».

ويشرح عازف البوق اللبناني إبراهيم معلوف كيف يمكن للقاء الثقافات هذا أن يعمل. يبرز الموسيقي المدرب تدريبا كلاسيكيا بتعابيره العربية غير المعتادة، وقد اجتذب مع فرقته الجاز المتداخل أتباعا ذوي حماس شديد.

موقع المهرجان الموسيقي الذي يستمر ثلاثة أيام هو منطقة الميناء القديم «Docks de Sud». يجري بناء مبانٍ جديدة وبنايات مكتبية ضخمة في الأنحاء المحيطة كافة. تجد مرسيليه نفسها في وسط العملية الأوروبية التوسطية، وهو برنامج يرعاه الاتحاد الأوروبي يهدف إلى تشديد التعاون بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط.

في الوقت نفسه تبدو المدينة وكأنها موقع عمل ضخم لا نهاية له. وتم توفير ثلاثة مليارات يورو لمشروعات ضخمة جديدة من قبل فرنسا والاتحاد الأوروبي ومستثمرين بصورة شخصية. ويرى اليوروميد مرسيليه على أنها «بوابة الجنوب» ومركز اقتصادي مستقبلي. هذه فرصة عظيمة لمرسيليه، وتقدمت مرسيليه للحصول على عنوان «عاصمة أوروبا الثقافية» للعام 2013.

ويرى سامي ساداك في بابل ميد «عاملا محفزا لإعادة تنشيط المدينة. يقوم زوارها العديدون بدعم الاقتصاد. يستطيع سكان المدينة اكتشاف مجموعات موسيقية جديدة غير معروفة مسبقا تعزف أحيانا للمرة الأولى في فرنسا». من النقاط المهمة في المهرجان ظهور عازف الناي معمار كاسي. في جولة من الحوارات عن ظروف عمل الموسيقيين، يشرح العازف تجاربه في بلده الأصلي النيجر. كان يحصل ولسنوات طويلة على 2،5 يورو شهريا كعضو في فرقة راقصة.

الجو العام للمشاركين في المهرجان متفائل، بغض النظر عما إذا كانوا مشاركي مهرجان الهيب هوب الشباب من داكار أو عنوان موسيقي عالمي يتخصص في موسيقى الطوارق أو شبكة نادي الموسيقى على مستوى الجذور من إيطاليا ذاتي الإدارة (ARCI).

وكما ذكرت صحيفة «اللوموند» أخيرا يتمتع المسرح الموسيقي العالمي، مقارنة بصناعة الموسيقى العالمية الأخرى بقاعات كاملة للحفلات الموسيقية. لا تزيد أعداد الأقراص الموسيقية المدمجة المنتجة عادة على 20،000 نسخة، إلا أن المبيعات تبقى ثابتة.

ويعود سبب ذلك إلى قنوات توزيع بديلة مستخدمة. وتلعب المتاجر المتخصصة والمبادرات المستقلة والمجتمعات العرقية دورا مهما جدا في نشر شعبية الموسيقى.

كما يشارك المشهد الموسيقي المحلي، مثل فرقة غناء من النساء تغني باللغة الأوكستانية في منتدى (BabelMed Music) الموسيقي.

«من الأهمية بمكان أن يحافظ منتدى دولي على الجذور في المنطقة» كما يقول هيلموت بورغل. «هناك عدد مماثل من سكان مدينة مرسيليه الذين يحضرون الحفلات الموسيقية كعدد الزوار المحترفين من صناعة الموسيقى».

بغض النظر عما إذا استمرت مدينة مرسيليه في كونها الموقع المثالي لمهرجان (Babel Med Music) أم لا، يتوجب علينا الانتظار لرؤية ذلك. إعادة تطوير وسط المدينة يعمل بسرعة على تغيير وجه المدينة. يُجبر الكثير من سكانها الفقراء من أصول شمال إفريقية على الانتقال، وتظهر مكانهم مكاتب وشقق فاخرة وبشكل متزايد. مرسيليه معرضة لخطر فقدان سمعتها كمدينة ذات هوية متعددة الثقافات.

*صحافي مستقل، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2084 - الثلثاء 20 مايو 2008م الموافق 14 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً