العدد 2083 - الإثنين 19 مايو 2008م الموافق 13 جمادى الأولى 1429هـ

«هاليبرتون» من بغداد إلى كوالالمبور

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

انتقد رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، خطوة الحكومة الماليزية بالسماح لشركة الخدمات النفطية «هاليبرتون» ببدء العمل في البلاد، وقال: «إن ماليزيا ليست بحاجة «إلى أموال مضرجة بالدماء».

وقال وزير الحكومة السابق في بيان ملمحا فيه إلى عقود الشركة العملاقة مع الحكومة الأميركية في العراق: «من المروع أننا سمحنا لهذه الشركة التي استغلت الحرب بالاستثمار في ماليزيا». واتهم مهاتير، أحد أبرز الأصوات المنتقدة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة في ربيع 2003 على العراق، «هاليبرتون» بجمع مليارات الدولارات بشكل أرباح من حرب العراق. وأضاف السياسي المخضرم أن قيمة سهم «هاليبرتون» قفزت من 10 دولارات قبل تلك الحرب إلى قرابة 46 دولارا حاليّا، وبعد أن ضمنت الشركة عدة عقود في العراق ناهزت قيمتها 20 مليار دولار.

يُذكر أن الشركة العملاقة التي ترأسها في فترة من الفترات نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني أطلقت مشروعا استثماريّا هو عبارة عن مركز تصنيع بكلفة 62,5 مليون دولار بمنطقة «إسكندر» الاقتصادية في ولاية «جوهور» جنوب ماليزيا المعروفة بأنها مركز استقطاب مهم للاستثمارات المحلية والأجنبية.

ليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها مهاتير محمد مثل هذه التصريحات التي تكشف العلاقة بين الشركات الاحتكارية، وبين بعض الحروب التي تديرها واشنطن في العراق أو أفغانستان. ففي العام 2003، وأثناء انعقاد القمة الإسلامية في كوالالمبور، شنّ مهاتير محمد، الذي تستضيف بلاده قمة منظمة المؤتمر، هجوما حادّا على ما وصفه بـ «هيمنة يهودية على العالم»، مقابل «عجز إسلامي» عن تحييد تلك الهيمنة. واتهم مهاتير الأوروبيين بقتل 6 ملايين من أصل 12 مليون يهودي، مشيرا إلى أن حفنة من ملايين اليهود لن يستطيعوا هزيمة 1,3 مليار مسلم، وأن ثمة مخرجا من تلك الأزمة.

وقبل ذلك كان مهاتير شن هجوما عنيفا في قمة عدم الانحياز الثالثة عشرة في كوالالمبور على الغرب و»إسرائيل»، وذلك بأن اتهم «إسرائيل» والدول الغربية، بممارسة «التطرف الديني (الأمر الذي من شأنه أن يثير) رد فعل لازدواجية السياسات فيما يتعلق بفلسطين والعراق».

وحذر مهاتير الولايات المتحدة من تحول الحرب التي تقودها ضد الإرهاب إلى «حرب صليبية للسيطرة على الأمم غير البيضاء».

ويُعرف عن مهاتير، 77 عاما، مناصرته لقضايا دول العالم الثالث، وانتهاز المحافل الدولية - على مدى عقدين - لشن انتقادات لاذعة للغرب.

أما «هاليبرتون» لخدمات الطاقة، فهي شركة عالمية في مجال الطاقة وتعمل في 120 دولة حول العالم، تعمل في شريحتين كبيرتين، هما: مجموعة خدمات الطاقة التي تقدم المنتجات والخدمات التقنية لصناعة استكشاف وإنتاج النفط والغاز والثانية هي «كيه بي آر» (KBR) وهي شركة إنشاءات عملاقة لمصافي البترول وحقول البترول وخطوط الأنابيب ومصانع الكيماويات.

وقد تعرضت هذه الشركة، كما يقول عنها موقع تقرير واشنطن(http://www.taqrir.org/showarticle.cfm?id=330 )، التي كان كان يرأسها نائب الرئيس الحالي ديك تشيني (في العام 1995 أصبح ديك تشيني رئيسا لمجلس إدارة الشركة والمدير التنفيذي لها، وتقاعد عن هذا العمل العام 2000 ليحل محله دافيد ليسر، لفضائح واتهامات مستمرة. ومن بين «تلك التهم الاستفادة من معاملة تفضيلية في تلقي عقود في العراق من قبل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ومبالغة الشركة في قيمة ما تقدمه من خدمات هناك في فواتيرها للحكومة الأميركية. وتتعلق آخر الاتهامات التي وجهت إلى الشركة بإمدادها الجنود الأميركيين في العراق (ما يقرب من 140 ألف جندي) بمياه ملوثة مصدرها مخلفات محطة لتنقية المياه، ويقول تقرير واشنطن إن الشركة نفت صحة مثل هذا الاتهامات مثلما نفت سابقا كل التهم التي وجهت إليها».

ولم تتوقف هذه الشركة عن الانخراط في العمليات المشبوهة، ففي الأسبوع الثاني من هذا الشهر، بث موقع الجزيرة(http://www.aljazeera.net/NR/exeres/557DAC60-6C00-4C0B-9B52-A806933F5CAB.htm) نقلا عن «الفايننشال تايم» تقريرا عن تحقيق السلطات الأميركية في قضية رشى موجهة إلى وحدة سابقة لشركة «هاليبرتون» الأميركية أثناء عملها في مشروع لشركة «داتش شل» الهولندية البريطانية بنيجيريا.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2083 - الإثنين 19 مايو 2008م الموافق 13 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً