العدد 2083 - الإثنين 19 مايو 2008م الموافق 13 جمادى الأولى 1429هـ

فرصة جديدة

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

الأجواء التي اختتم بها المجلس النيابي دور انعقاده الأخير كانت ساخنة وبما كان قد يصل في بعض الأحايين حد الاقتتال الطائفي بين النواب، والنواب في هذا السياق، لم يكونوا تحديدا من اختار الولوج في مثل هذه الانفعالات أو التصارعات، بقدر ما كانت هذه الصورة تمثيلا واقعيا للحال البحرينية اليوم إذ تعصف بها رحى الطائفية ودعاوى التمييز بين أبناء البحرين سنة وشيعة.

اليوم تبدو هذه الاستراحة الطويلة نسبيا، فرصة جديدة للمجتمع البحريني ممثلا بمؤسساته المدنية لكي يعيد مراجعة الأوراق من جديد أملا في أن يستثمر هذه الفرصة التي قد لا تتكرر.

وسواء أكانت «الوفاق» بوصفها الصوت المعارض الوحيد داخل المجلس النيابي، المعنية بمراجهة أوراقها أو باقي الكتل النيابية المصطفة ضدها، فإن خراب «البصرة» لن يكون على جمهور الوفاق أو المعارضة ككل، بل على البحرين ومواطنيها كافة.

إن هذه الفرصة الجديدة هي بمثابة خط العودة الوحيد لمجمل العملية السياسية في البحرين إلى ما يجب أن تكون عليه، وإن أي تضييع أو استخفاف أو إهمال سيتسبب بالتأكيد في تعقيد خيوط هذا التشابك السياسي أكثر وأكثر. وهو ما سيصعب حله حين تنتهي المعارضة إلى نتيجة قوامها أن لا طريق للحوار أو التفاهم وأن الدولة لا تريد بأي شكل من الأشكال أن تقدم لشركاءها السياسيين في الوطن أي تنازلات مقنعة تسد رمق الشارع المعارض الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الكفر بكل شيء.

هذه الفرصة الجديدة أيضا، لابد ألا تكون بقية الجمعيات السياسية في المعارضة بعيدة عن استثمارها، وهو ما يعني بالضرورة تنقية الأجواء بين الجمعيات السياسية في المعارضة والجلوس مع الوفاقيين لرسم خارطة طريق جديدة.

وعلى الوفاقيين أن يدركوا أهمية إشراك حلفاء الأمس في خيارات اليوم والمستقبل التي لن تستطيع - وليس من مصلحتها البتة - أن تديرها لوحدها.

إن الحديث عن أخطاء الوفاق أو الإضطفاف العددي ضدها في المجلس النيابي لا يمثل الطريق التي يمكن أن يخرج منها الجميع بحلول منطقية وواقعية، لكنها كانت دروس ولا بد من الاستفادة منها. واليوم إذ تصل بنا الساحة السياسية في البحرين لهذه الأزمة فإن إعادة لجدولة الأولويات والخيارات المطروحة بالنسبة للمعارضة تبدو ضرورية، خصوصا وأن الوفاق التي تكاد تختنق داخل المجلس النيابي لابد وأن تقبل بإحياء مبادرات الحوار والشراكة بين المؤسسات السياسية في المعارضة وإن كانت ضريبة هذه القبول بالحوار كبيرة، فخسارة الوفاق مع حلفائها هي بالتأكيد أهون عليها وعلى شارعها من خسارات جديدة في المجلس النيابي في ظل ذلك الاصطفاف العددي الذي لا يفهم ولا يدري إلى أي النتائج الكارثية هو يسير.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 2083 - الإثنين 19 مايو 2008م الموافق 13 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً