الـ «فوبيا» هو الخوف غير المبرر من شيء ما، وهو مرض يصيب بعض الناس لأسباب مختلفة، ولدينا في البحرين مرض اسمه «شيعة - فوبيا»، وهو خوف (وتخويف) من البحرينيين الشيعة الذين تمتد جذورهم إلى مئات وآلاف السنين على هذه الأرض الطيبة التي احتضنت الجميع وأسكنتهم في وئام مع بعضهم بعضا. وهذا المرض (شيعة - فوبيا) لا تنفع معه الأدوية أو العقاقير المهدئة لأنه مرض اجتماعي - نفسي سببه الانغلاق الفكري والسياسي، ولا حل له سوى بإفساح المجال لعقول المصابين به أن تنفتح على آفاق الخالق الرحبة، وأيضا إفساح المجال لمناقشة صريحة للأسباب التي أدت إلى الإصابة بهذا المرض.
أكثر المصابين بمرض «شيعة - فوبيا» ربما ضحايا إلى دعايات سمعوها كثيرا، أو أنهم رددوها أنفسهم، أو أنهم شاركوا في اختلاقها... وبسبب تكرارها صدقوها وارتعبوا منها. وهناك من اختلق هذا الارتعاب النفسي من أجل تحقيق مآرب سياسية أو مصالح شخصية أو تنفيسا لأحقاد وضغائن جاهلية.
مرض «شيعة - فوبيا» أصبح - مع الأسف - محركا لسياسات وتوجهات لدى بعض الجهات، ومع الأسف فإن هذا البعض لديه نفوذ، وبالتالي فإن ارتعابه يؤثر سلبيا على البيئة السياسية. ثم إن هذه المؤثرات السلبية لا تساعد على بناء الأوطان العزيزة بأهلها، ومع الأسف فإن هناك من امتهن نشر مرض «شيعة - فوبيا» بين الناس، وبالتالي فإننا بحاجة إلى المصارحة لمعالجة هذه الظاهرة غير الحسنة.
في أوروبا وأميركا (الغرب) هناك ظاهرة «الاسلامو - فوبيا»، أي الرعب من الإسلام والمسلمين، وازدادت الظاهرة بعد انتشار أعمال إرهابية في البلدان الغربية قامت بها فئات متطرفة ترفع شعارات الإسلام. إلا أن الغربيين تحركوا لدراسة الظاهرة وطرحوا حلولا لها، ووصلت توصياتهم إلى الاجتماعات الدولية.
أما في البحرين فإن العكس هو الصحيح، إذ إن التاريخ الحديث يشهد بأن الشيعة وقفوا جنبا إلى جنب مع السنّة في كلِّ المنعطفات المهمة، ولو لم يكن ذلك لما تحقق لنا الاستقلال في مطلع السبعينيات، إذ جاء موفد الأمم المتحدة وسأل البحرينيين عن رأيهم، وجميعهم صوّتوا لصالح الدولة المستقلة تحت حكم آل خليفة. وتجدد الموقف في 2001، ووقف المواطنون، سنّة وشيعة، مع بعضهم بعضا وأنجحوا المشروع الإصلاحي لجلالة الملك.
إلا أن المصيبة حاليا هي أن مرض «شيعة - فوبيا» يزداد، وهناك بعض الجهات الرسمية التي تدعم وتنمي هذه الظاهرة المرضية... وهناك صمت من كلِّ جانب على الرغم من أن نقاشات جنيف في أبريل/ نيسان الماضي حثّت الحكومة على معالجة ملف التمييز والسعي حثيثا لإدماج الشيعة في الحياة العامة بدلا من كَيْل التهم إليهم ونشر الإشاعات التي تضر بالبحرين وسمعتها ولا تنفع الناشرين لها في شيء، سوى أنها تظهرهم بمظهر غير حسن أمام العالم أجمع.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2083 - الإثنين 19 مايو 2008م الموافق 13 جمادى الأولى 1429هـ
الاسباب الحقيقية..
بصراحة دكتور.. الاسباب التي ذكرتها ليست حقيقية.. هناك سبب واحد انطلقت منه كل مظاهر التخوف والتي جعلتها أسبابا.. السبب الحقيقي هو تجلي تفوقنا في كل المجالات على الطائفة ا لسنية.. وقد اشار الى ذلك المحمود بقوله أن ابناءهم لا يصلحون حتى لتسفيط السمك.. لذلك وقفتهم ضد الشيعة تشكل خسارة فادحة لهم.. بربك لو حصل شيعة البحرين على المساواة المنشودة في الديموقراطية لطلع السنة من الباب الشرقي.. أليس ذلك يشكل فوبيا..