الخسارة الثقيلة وغير الطبيعية التي تلقاها الأهلي من المحرق في دوري كأس خليفة بن سلمان وقوامها 7 أهداف مقابل هدف يجب ألا تمر مرور الكرام بالنسبة للإدارة الأهلاوية وهي تعيش أيامها الأخيرة قبل انعقاد الجمعية العمومية لانتخاب إدارة جديدة، ويجب أن تأخذ الاهتمام الكافي من الدراسة والمناقشة الجدية على طاولة الحوار في مجلس الإدارة بعيدا عن المجاملات والعواطف. ولا بد أن تكون هناك رؤية علمية لهذه الخسارة والوضع العام للفريق الأول للكرة والإخفاقات المتكررة لأكثر من 10 سنوات من دون أن يستطيع الفريق رفع بطولة الدوري والعودة بها إلى العرين في الماحوز.
هذا السنوات العجاف والتي بذلت فيها الأموال الطائلة من اختيار المدربين والمحترفين وجلب اللاعبين المحليين لتعزيز صفوف الفريق ولكن من دون فائدة.هناك أخطاء كثيرة في السنوات الأخيرة سواء كانت إدارية مباشرة مع الفريق أو غير مباشرة جعلت أبناء النادي في الفريق الأول يشدون رحالهم إلى فرق أخرى وسط ترحيب من الإدارة الأهلاوية، وهنا وجه الغرابة في الأمر، وهم اليوم متألقون مع أنديتهم الجديدة! اللاعب عندما يطلب عدم استمراريته مع الفريق فمن المؤكد أن هناك تحفظا لديه وأسبابا يعتقد أنها مهمة وأساسية مع أنه تربى وترعرع في النادي وأخذ الأساسيات الكروية وعشق اللون الأصفر من صغره حتى انتقل من فئة إلى أخرى إلى وصوله للفريق الأول، ولكن الكثير من هؤلاء يصطدمون مع واقع غير طبيعي يتم التعامل معه من قبل الإدارة بأسلوب سلبي وبشعار «الأهلي بمن حضر»، متناسين أن معظم اللاعبين الذين انتقلوا من الفريق هم صغار السن يحتاجون إلى الجلوس معهم بأبوية والاستماع إلى مطالبهم، وان يدار الحديث معهم بحرفنة الإدارة المحترفة التي تمتلك التخصص في مثل هذه الظروف والثقافة واللياقة والصدر الواسع لكي تحافظ على أبنائها وإقناعهم بالبقاء بكل الوسائل المتاحة.
نحن نسأل أين أحمد المشيمع وشقيقه عبدالله؟ وأين حسين عياد؟ وأين مرتضى عبدالوهاب؟ وأين موسى عبدالأمير؟ وأين علي أحمد حبيب؟ وأين وأين...؟ فهؤلاء بنوا أنفسهم في هذا النادي العتيد ولكن ما الذي جعلهم يفكرون في ترك الفريق مع أنهم مازالوا يحملون في أنفسهم الشيء الكثير من حب القلعة الصفراء... ولكن الظروف أجبرتهم على الرحيل!
قد يقول أحدهم نحن نبالغ في الأمر ونهوّل وان الأمور طبيعية، وكل فريق تعرض لمثل هذه الخسارة الثقيلة ولكن هناك تبعات وترسبات ومشكلات لم يتم حلها من البداية فظلت على ما هي عليه حتى وقع الفأس في الرأس. المعسكر الأهلاوي في الكويت وما حدث فيه من مشكلة جعلت مرتضى عبدالوهاب يؤثر الرحيل عن الفريق، نحن نرجع السبب إلى الوفد الإداري المرافق للفريق الذي لم يتعامل مع هذا الظرف بالشكل المطلوب ولم يرفع إلى الإدارة التقرير الواضح عن الملابسات الأساسية في سوء التفاهم الذي نجم بين مرتضى عبدالوهاب ومساعد المدرب جاسم محمد، فمرتضى رفض الحديث عن ذلك متعللا بعلاقته القوية بجاسم، ولكن الإدارة هناك تعلم بذلك ولم تحرك ساكنا لإعادة المياه إلى مجاريها، ومرة يقال إن مرتضى يعاني من القلب وهو الآن متوقف عن التدريبات، بينما يؤكد مرتضى من جانبه أن هناك مشكلة ما لم يتم التعامل معها ومع مرتضى كنجم وكقائد للفريق فحدث مثل هذا الإشكال ورحل مرتضى.ونحن نسأل أين الجماهير الأهلاوية العاشقة حتى النخاع لفريقها على رغم نكبات الفريق في الموسم السابق!
لماذا هي اليوم غير موجودة إلا من أعداد قليلة جدا لا تعكس القاعدة العريضة للأصفر! من بداية الموسم والأصفر يتعرض للهزات من دون أن نرى على أرض الواقع أي تحرك فعلي وعملي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وكان الأصفر هو فريق جاء جديدا من الدرجة الثانية والناس غافلون عنه من غير تاريخ ومنافسة شديدة مع المحرق صاحب البطولات. المحترفون وما أدراك ما المحترفون وما أدراك ما الأموال التي تصرف لجلبهم وثم إنهاء العقد معهم من دون مبرر وهم في الأساس لا يستحقون أن يتعاقد معهم لضعف المستوى الفني! وكأن الأهلي لا يمتلك من يستطيع أن يجلب لفريقه اللاعب السوبر الذي يستفاد منه! فهذا الموسم كم هي الأموال التي تم صرفها للمحترفين من دون فائدة؟ ومن هو المسئول عن هذه الصفقات الخاسرة؟ ومن هو المسئول عن الفريق ووصوله إلى هذا الحد من الانهيار؟ ومن هو المسئول عن رحيل أبناء الفريق الأول بكل سهولة ويسر؟ ومن هو المسئول عن كل المشكلات العالقة والتي لم تجد من يحلها؟ ونحن نسأل أيضا هل إعفاء الجهاز الفني (المدرب) من الاستمرار في عمله مع الفريق هو الحل؟ وهل المشكلات هو من أحدثها وهو المتسبب فيها؟ وكما نؤمن أن الدور الفني مهم في الفريق فأيضا إيماننا بأن الدور الإداري لا يقل أهمية عن سابقه بل هما متلازمان في المهمات العملية، وبالتالي يجب على إدارة النادي الأهلي دراسة الوضع في الفريق من كل النواحي من دون أن تغفل أو تتغافل عن أي جانب مهم وهو أساس المشكلات وعليها التعامل مع كل هذه الجوانب بعقلانية مدروسة بعيدا عن المجاملات والعواطف وإبعاد كل من له يد طولى في هذا المشكلات، ولابد أن يكون اختيار الإداري للفريق بطريقة احترافية، ونحن ننصح أن يكون من يتصدى لهذا المنصب (مدير الفريق) مثلا متخصصا في الإدارة ولديه القدرة على حل المشكلات والتعامل مع اللاعبين بالاحترام المتبادل وكسب ودهم لإعطائهم الشعور بالطمأنينة بدلا من التهديد والوعيد، ثم علينا إشراك نجوم الفريق السابقين في تشكيل لجنة فنية عملها وضع استراتيجية العمل للمرحلة المقبلة، ونعني بالنجوم السابقين من لهم باع كبير والخبرة في هذا المجال، والنادي الأهلي يعج بالرجال المخلصين ممن يملكون الرؤية الثاقبة في كل المجالات، فكفى وكفى أن نرى الأصفر بعيدا عن منصات التتويج لعشرات السنين، وآن الأوان إلى التخطيط السليم بالفكر المدروس لا العبثي والهامشي الذي لا يفيد.
أخيرا، نقترح أن تقوم الإدارة الأهلاوية بدعوة كل الكفاءات الإدارية والنجوم السابقين إلى عقد جلسة حوارية فيها من الشفافية لوضع النقاط على الحروف لأسباب غياب الأصفر من البطولات ووضع الحلول الجذرية، ونحن متأكدون من أن الأهلي بعدها سيصل إلى الدرب الذي يقوده الى البطولات المستقبلية.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2082 - الأحد 18 مايو 2008م الموافق 12 جمادى الأولى 1429هـ