العدد 2081 - السبت 17 مايو 2008م الموافق 11 جمادى الأولى 1429هـ

«السبع»... والسبعة!

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

الفوز القياسي التاريخي الذي حققه المحرق على غريمه التقليدي الأهلي 7/1 حمل معه قراءات وعلامات استفهام تستحق التوقف عندها وخصوصا أنها تتعلق بقطبي الكرة البحرينية ومن المهم جدا أن يكونا دوما في الصورة المطلوبة التي تساهم في نجاح أية مسابقة كروية محلية.

في الجانب المحرقاوي الفوز بلقب الدوري أو أية بطولة محلية لا يعتبر حدثا جديدا أو استثنائيا لأن المحرق ولِدَ بطلا منذ تأسيسه وفقدانه أي لقب سيكون تحت بند «خارج النص» الكروي البحريني.

لكن ما نتوقف عنده في لقاء الغريمين هو ظهور «شخصية البطل» والتي تختلف في مكوناتها الفنية والمعنوية بين الفرق من نوعية الأبطال وغيرها وهو ما أظهره المحرقاوي الذي لم يكن مجرد «ذئبا» في هذه المباراة بل «سبعا» وتوج مستواه وروحه بالسباعية التاريخية.

أما في الجانب الأهلاوي فالحديث يطول ويتشعب ليس بسبب الخسارة بل بحجمها التاريخي غير المسبوق والحال التي ظهر عليها النسر الأصفر الذي كان ساقطا على الأرض دون جناحين!

ويبدو أن الكرة اختارت المواجهة الكبرى لتكشف حال الواقع الكروي الأهلاوي وما وصل إليه لتدق بذلك أجراس الخطر لمستقبل الكرة الأهلاوية الذي لم تكن مشكلته الخسارة بالسبعة أو البطولة بل هموم وشجون أكبر تحتاج إلى علاج جذري.

كيف يحقق نادِ كبير مثل الأهلي بتاريخه وإمكاناته وجماهيره بطولة الدوري المحلي أربع مرات فقط على مدى 50 عاما، على رغم أن الكرة الأهلاوية مرت عليها أجيال كروية بارزة محليا على فترات متعاقبة وهو ما يثبت وجود مشكلات أساسية وجذرية تحتاج إلى وقفة جادة وقوية.

قبل مباراة المحرق بيومين تحدثت مع أحد مسئولي الفريق الأهلاوي فقرأت بين سطور حديثه أن هناك من يحارب الفريق وهو يتستر بغطاء الأهلي، وهذا الأمر أثارني وجعلني أفكر فيما رمي إليه البعض بأن الخلافات تغلغلت في جسد الفريق الأهلاوي قبل وخلال لقاء المحرق فوقعت الطامة الكبرى.

واللافت أن الفريق الأهلاوي لم يكن مقنعا ومرضيا حتى لأنصاره على رغم احتفاظه بالمركز الثاني منذ بداية الدوري وذلك يرجع إلى العروض والنتائج المتذبذبة التي قدمها الفريق في غالبية مبارياته وحتى أكثر انتصاراته جاءت بصعوبة وفي أوقات قاتلة، كما أن الأهلاوية أنفسهم لم تكن لديهم القناعة والثقة في قدرة فريقهم على المنافسة الفعلية على اللقب.

والملاحظ أن الأهلي عندما احترف نخبة لاعبيه علاء ومحمد حبيل ومحمد حسين وأحمد الحجيري فإنه عجز عن تعويض ذلك الغياب بالتعاقد مع محترفين جيدين فالتعاقد مع محترف أو محترفين اثنين جيدين أفضل من التعاقد مع أربعة محترفين لا تشعر بوجودهم وتأثيرهم الفني على الفريق بقدر ما يشكل ذلك عبئا ماليا على النادي.

صحيح أن الأهلي ناد متشعب الأنشطة ويسعى للمنافسة على بطولات الألعاب المختلفة مثل اليد والسلة والطائرة، إلا أن على رجالات ومسئولي القلعة الصفراء الإدراك بأن بطولات كرة القدم لها مكانتها وثقلها ومذاقها المختلف وتمثل رقما صعبا في حسابات نجاح الأندية جماهيريا وإعلاميا حتى لدى الأندية العالمية لذلك يفترض أن يعاد التعاطي مع الأمور الكروية الأهلاوية وخصوصا المدرب ومشكلات واحتياجات اللاعبين واختيار المحترفين الجيدين بالصورة التي تضمن بناء قاعدة للفريق تؤهله للقدرة على المنافسة على الألقاب المحلية باستمرار، وخصوصا أن الفريق يضم في صفوفه مجموعة من اللاعبين الصاعدين البارزين ومختارين للمنتخبين الأول والأولمبي أمثال عباس عياد ومحمود عباس وعبدالله وحيد وحسين الشكر وجمال راشد.

وأخيرا فإن بقاء الأهلي في حلبة المنافسة الفعلية مع المحرق على البطولات المحلية أمر ايجابي للكرة البحرينية لذلك نكتب هذا السطور لنساهم ولو بكلمة في تقوية أركان فريق يمثل قلعة رياضية كبيرة وذلك تماشيا مع المقولة المشهورة «ارحموا عزيز قوم ذل»!

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 2081 - السبت 17 مايو 2008م الموافق 11 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً