نعم ما الذي لم الشامي على المغربي؟ وما الذي جمع الليبراليين الجدد مع غلاة التطرف الديني ووعاظ السلاطين وجموع الطبالين في الهجمة الشرسة التي شنوها ومازالوا يشنونها على مواقف المعارضة اللبنانية في دفاعها المشروع عن كينونتها وأمنها ومشروعها المقاوم؟ ومن الذي بدأ استخدام السلاح ليس منذ السابع من مايو/ أيار، وإنما منذ بدايات الصراع بين المشروع المقاوم وحماة المشروع الأمروصهيوني في لبنان والمنطقة العربية؟ ألم يوجهوه للمعتصمين، ألم يستخدموه ولأكثر من مرة في محاولاتهم لجر الحركة الوطنية والمقاومة إلى فتنة داخلية وحرب أهلية يسعى من خلالها «السادة» جعجع وجنبلاط لتمرير مشروع الكنفدرالية الطائفية والمذهبية؟ ثم هاهي أبواق القتنة والتسطيح وخلط الأوراق تعمل بكل طاقتها مستغلة في ذلك منابر مساجد الله ومختلف الأجهزة الإعلامية مقروءة كانت أم مسموعة.
أيها السادة أنتم تعلمون علم اليقين بأن الصراع هو بين مشروعين لا مناطق رمادية ولا وسط بينهما, فإما مع المشروع الوطني المقاوم للأجندة والمشروع الأمروصهيوني أو مع ذلك المشروع بكل ما يمثله من هيمنة على القرار والثروات والسيادة والحرية.
ولا أعجب هنا من مواقف وعاظ السلاطين ولا أبواق القتنة في دعمهم للمشروع الأمروصهيوني ولا من الذين ينعمون بالقدر نفسه من المال السياسي الذي تم توظيفه في لبنان وأنحاء متفرقة وكثيرة من الوطن العربي بدعم واضح وصريح من أنظمة ما يسمى بالاعتدال العربي. لكني أعجب ممن يدعون دعمهم للتعددية والديمقراطية والسيادة والتحرر ويبيحون لأنفسهم شتى المرجعيات الآيديولوجية بما فيها تحريفهم لمفهوم ومواقع اليسار العربي ليسيروا في المشروع الأمروصهيوني, بينما يستنكرون ويحرمون أن يكون لحماس وحزب الله وأمل والجهاد الإسلامي مرجعيتهم الآيديولوجية الإسلامية. فليفهمونا الفرق بين مشروع حزب الله وحركات المقاومة الإسلامية الشمولي وبين ممارساتهم ومشروعهم الذي هو بالأساس يحرم على الآخرين ما يحللونه لأنفسهم ويقودهم لمشروع شمولي اّخر! عجبي.
الغريب أن أحدهم يبدأ مقاله بالاعتراف بالانتصارات التي حققتها المقاومة الإسلامية والوطنية في لبنان على العدو الصهيوني ثم يعود ليوجه سهامه المسمومة لرأس الحربة في المشروع المقاوم ألا وهو حزب الله وقائده الذي هو قائد المقاومة العربية لهذا المشروع. وكأن حزب الله قد انتصر في مباراة لكرة القدم وليس معارك ونضال دؤوب وطويل أمام الجيش الذي عجزت جيوش أنظمتهم المترهلة عن المساس بهيبته ودع عنك هزيمته. بينما يتوعدنا الاّخر وبطرف خفي بهجمة شرسة على غرار هجمة ما بعد 11 سبتمبر/ أيلول... المقاومة الإسلامية والوطنية أيها السادة قدمت الغالي والنفيس وعمدت انتصاراتها بالدم من أبنائها وإخوتها وأذاقت العدو الذي بالأساس يجب أن يكون عدوكم الهزيمة تلو الهزيمة.
ثم ألم يسألوا أنفسهم ممن تتشكل المعارضة اللبنانية بالمقارنة بتحالف الموالاة. هل نسوا أم تناسوا تاريخ سمير جعجع وجرائمه والذي حسب شهادة الإسرائيليين أنفسهم كان ومازال يتعامل معهم وأنهم أشرفوا على تدريب ميليشياته. أليس هو قاتل الشهيد الرئيس كرامي؟ أليس هو المدان بالكثير من الجرائم والمحكوم بأكثر من حكم بالإعدام والمؤبد. وهل نسى أهل بيروت وجبل لبنان جرائم وليد جنبلاط أليس هو من اغتصب بيروت والجبل وأهاليهما وبناتهما وفرض الأتاوى على أهلهما؟ ثم من هو مروان حماده؟ ألم يتحداه الصحافي الإسرائيلي «ألونى» بأنه مستعد لمواجهته قانونيا في حقيقة اتصاله بـ «إسرائيل» وإبلاغه عن وجود قائد المقاومة في مجمع سيد الشهداء ما أدى الى قصفه وقتل الكثير من المدنيين؟
أليس الأرشيف والذاكرة تحتفظ بالكثير من جرائم هؤلاء بالصوت والصورة وتؤكد عمالتهم للصهاينة؟ ثم يخرج علينا الشيخ سعد الحريري بخطاب ديماغوجي يخلط الأوراق وينكر ما تم توثيقه بالصوت والصورة؟
هل هم طلاب العلم من بدأ مهاجمة العمال المعتصمين بالرصاص والقنابل الصوتية في السابع من مايو/ أيار؟ وهل طلاب العلم هم من قام بمهاجمة بيت السيد نبيه بري بالرشاشات والأر بي جي مباشرة بعد المؤتمر الصحافي لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله؟ أم هم طلاب العلم من أنجز مذبحة عكار ومثل بجثث الضحايا من أعضاء الحزب القومي؟, أم هي ميليشيات المستقبل مدعومة بميليشيات القوات والحزب التقدمي؟ فالمال السياسي وشراء الذمم وتوجيهات غرفة العمليات المخابراتية التي أنشأت في إحدى الدول العربية وتحت إشرافها، هي من أشعل نار الفتنة إن كانت هناك فتنة كما تدعون. فقيادات المعارضة أيها السادة لا يمكن مقارنة وطنيتهم وشفافيتهم وأخلاقهم ونقائهم بقادة تحالف الموالاة, ودع عنك أخلاق وصدقية وشفافية سماحة السيد حسن نصر الله.
وكأن لا الدعم الأميركي والصهيوني ولا الميليشيات التي سلحت ودربت تكفي لتنفيذ المشروع الأمروصهيوني فخرج علينا النظام العربي الرسمي بتحريض من قوى ما يسمى بالاعتدال العربي الذي تجاهل صرخات الاستغاثة من غزة الصمود وهي تحت الحصار والتقتيل, والجوع, وانقطاع الكهرباء, وهدم البيوت وتجريف الأرض ولم يحرك ساكنا, ثم خرج علينا نافخا أوداجه وشاهرا خنجره ساعيا لإسكات صرخة المقاومة وغالبية الشعب اللبناني داعيا لإرسال قوات عربية إلى لبنان. فأنتم تحرمون سفك الدم العربي والمسلم على الاّخرين بينما تحللون سفكه بأيديكم! عجبي.
أيها السادة لا داعي لخلط الأوراق ولا للتسطيح فالمعركة بين قوى التحرر والمقاومة وقوى المشروع الأمروصهيوني والخيانة... نعم الخيانة لا دين ولا مذهب ولا وطن أو انتماء لها, فبئس ما تدعون وما تكتبون وما تنشرون.
إقرأ أيضا لـ "عبدالمنعـم الشـيراوي"العدد 2081 - السبت 17 مايو 2008م الموافق 11 جمادى الأولى 1429هـ