بعد توافد الردود عبر البريد الإلكتروني أو من خلال موقع صحيفة «الوسط»، يؤسفنا أن نقول إن مأساة الثمانية كانت متكررة من قبل خمس سنوات لمواطن بحريني كان يعمل مؤذنا في أحد المساجد، وقد رحل من البحرين متوجها مع أسرته إلى المملكة العربية السعودية؛ ليتاجر في العسل؛ ويستقر في مدينة الرسول (ص)، بحسب رواية ذويه.
تبدأ المأساة عندما حبسته السلطات الأمنية في السعودية ثلاثة أشهر للتحقيق معه، ولكن الزمن الذي قضاه كان أكثر من الزمن القانوني للتحقيق!
لقد قضى هذا المواطن خمس سنوات متواصلة بين سجون انفرادية أو جماعية، ووسط ظروف سيئة جدا كما نوّه أهله، متبتلا لله في قرب الفرج وكشف الغمة عن مصيبته.
وبصراحه ناشد أهله وذووه كبار الشخصيات والوزراء سواء داخل البحرين أو المملكة العربية السعودية، وقدّموا الخطاب تلو الخطاب لتعجيل النظر في مسألته ولكن من دون جدوى. وكتبت الكثير من الصحف عن هذا الموضوع، ولكن في النهاية جفّت أقلام الكتّاب والصحافيين؛ بسبب الاحباطات التي تعرضوا لها من تجاهل المسئولين لهذه القضية، وإعراضهم عن حل المسألة.
حتى أهله عجزوا من طرق الأبواب وإرسال الخطابات والبرقيات، وتوجهوا الى الله العلي العظيم ليفك مصيبة ابنهم ويفرّج همهم، في ظل ظروف مأساوية وصعوبات حقيقية لزيارته التي تكون في كل شهر مرة، ولمدة لا تزيد على ساعة واحدة فقط، يضيع نصفها في مجادلة الحراس على تأخيرهم في رؤيته أو إخراجهم قبل الوقت المتفق عليه.
وهنا نتطرق الى مصيبة اخواننا الثمانية، الذين أخذتهم السلطات الأمنية السعودية كذلك للتحقيق معهم منذ فبراير/ شباط الماضي، والذين حتى هذه الساعة لم نعرف ما قصتهم أو ما مصيرهم أو متى محاكمتهم! وإلى الآن لم نجد من يكشف الغطاء عن مصير البحرينيين الثمانية + واحد. وكما قيل عن البحريني الأول إنه مخرّب، فلا نستغرب إن كانت تهم الإخوان الثمانية أنهم عملاء لجمهورية إيران! فتغييب الحقيقة بات جزءا من حياة المواطن العربي، ورخصه أصبح صديقا ملازما لمملكة البحرين الحبيبة، التي يعز علينا ما يتعرض له أبناؤها داخل كيان وحكومة شقيقة تجمعها معنا روابط أكثر من الأخوة.
هذه الكلمات ليست للحكومة البحرينية الآن، ولكنها للبحرينيين الذين تعبوا من كونهم هدفا للتهم. لنكتفي من الكتابة ولنكتفي من الفرجة، ولنعمل معا على الإفراج عن التسعة الذين ينتظروننا بفارغ الصبر، ولتبدأ الجمعيات السياسية العمل مع بعضها بعضا والتحرك لإعادة شبابنا من خلال القنوات الرسمية البحرينية أو مناشدة السلطات السعودية لايجاد حل سريع يعيد البسمة لأهاليهم ولكل البحرينيين، فإما هؤلاء البائسون التسعة متهمون وإما فلا!
وليتذكر كل بحريني قصة الثور الأحمر، الذي قال حكمة تداولها الناس منذ قرون: «قتلت يوم قتل الثور الأبيض».
فسكوتنا عن مصيبة البحريني الأول أدى الى مصيبة أكبر، ألا وهي مصيبة احتجاز الاخوان الثمانية، والله أعلم الى متى سيبقى هؤلاء التسعة في السجون من دون أن يتحرك أحد، ومن هو الأخ العاشر الذي سيقضي سجنه في دولة اخرى ربما غير السعودية بعد هؤلاء!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2081 - السبت 17 مايو 2008م الموافق 11 جمادى الأولى 1429هـ