هربا من أسعار المصانع والورش المتخصصة في إنتاج المعدات الحديد ذات الأغراض المتعددة، يهرع الكثير من المواطنين والمقيمين، وخصوصا أولئك الذين يعكفون على إنشاء منازل أو تنفيذ مشروع إنشائي إلى مكان لا يطرأ على بال الكثيرين... اللهم أولئك الذين تضيء الفكرة في رؤوسهم، ألا هي سوق الحدادة بمنطقة البرهامة، حيث يقوم الحدادون هناك بتقديم إنتاج (بحسب الطلب) وبأسعار لا يمكن أن تقارن بأسواق المصانع والورش الأخرى العاملة في السوق.

سوق الحدادة لايزال يحتفظ بشكله القديم الذي انتقل معه من سوق المنامة القديم أواخر عقد الثمانينات حيث كان، ولايزال، الحدادون العاملون منها وغالبيتهم اليوم من غير البحرينيين عدا نفر قليل من المواطنين الذين يديرون هذه المحلات، لايزال الحدادون يعرضون إنتاجهم التقليدي الذي هو عبارة عن أدوات الزراعة والفلاحة والهيب (عمود الحديد) بالإضافة إلى المناجل (آلة جز العشب وتقليم الأشجار) وبعض القطع التي يستخدمها البحارة للسفن، لكن الوضع تغير اليوم، فهناك من تمكن من تصنيع أدوات ميكانيكية لبعض السيارات ومنها زنبرك المنخفضات (الجامبنغ) وأعمدة تثبيت الروافع الخشبية في المباني، بل والأهم من ذلك، أن بعض الحدادين يعرض خدماته لإنتاج أية قطع أو أداة حديد يحتاجها الزبون.

ونظرا لارتفاع سعر الحديد، وخصوصا بالنسبة لسعر الطن من مقاس 8 مليمترات (يعرف محليا بمقاس نصف انتش)، فإن أسعار سوق الحدادة هي الأخرى ماضية في الارتفاع، حيث يقول البائع محمد إن سعر الطن ارتفع من نحو 180 دينارا إلى أكثر من 400 دينار وهذا يشكل عبئا على السوق، وبالنسبة للحدادين الذين يشترون كميات من الحديد لإنجاز الطلبيات، فإن هذا الارتفاع في سعر الطن، أدى إلى زيادة الأسعار على بعض المنتجات إلى ما يصل إلى 40 في المئة وخصوصا المنتجات الخاصة بالإنشاءات والبناء وبعض القطع المطلوبة للمصانع.

وفي زاوية حارة للغاية، يتطاير منها الشرر بكثافة، جلس العامل «كومار» يصنع مرساة لسفينة، وهو يقول: «سعر هذه المرساة قد يصل إلى 80 دينارا لكن لو علم الزبون أن (روحي تكاد تخرج) من شدة الحر ولهيب الموقد لدفع أكثر من ذلك. ارتفعت أسعار الحديد أم لم ترتفع.

وعلى أية حال، فإن العاملين في سوق الحدادة الذين يشكون من ضعف الأجور وقلة الإقبال، واثقون أن حركة السوق ستشهد انتعاشا كلما ارتفعت أسعار الحديد.