أنْ يقول رئيس أكبر كتلة نيابية في البحرين: «نحن نُعاني منذ دخولنا البرلمان، ونهدف إلى أن نعطي فرصة للتجربة للنجاح بالحد الأقصى الممكن، إذ إنّ التجربة وحتى الآنَ لا تبشر بالخير»، فإن ذلك يعني أنّ هناك خللا كبيرا في التجربة البرلمانية.

بغض النظر عن مدى توافقنا أو اختلافنا مع مواقف الوفاق، فإنّ مثل هذا التصريح من الشيخ علي سلمان، إنما ينسف كلّ ما قيل بشأن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، والذي يبدو أنّ البعض يحاول بقوّة أنْ يجعله ينحرف عن مساره الطبيعي، لصالح فئة لا يهمها إلا تحقيق مصلحتها على حساب وطن.

والواقع أنّ مضمون تصريحات سلمان ليس خافيا على أحد، فالحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وبأنّ اللف والدوران على اللائحة الداخلية للمجلس، نجحا في تحقيق الكثير من الأمور على صعيد استجوابي بن رجب وعطية الله، اللذين مازلنا لا نعلم ما إذا تم أخذ القرار بشأنهما وفق آلية دستورية أم لا، بالإضافة إلى ملفات التمييز وسرقة المال العام التي يبدو أنّ بعض النواب قد جاءوا فقط من أجل التغطية عليها وإلهاء الناس بأمور أخرى عنها لا من أجل كشف حقيقتها ومعالجتها.

أي قرار سلبي قد تتخذه الوفاق بشأن استمرارها بالمجلس، سيؤثر على وطن بأكمله، وسيعيدنا إلى المربع الأوّل، وهي المرحلة التي لا أعتقد أنّ أيّا منّا يودّ العودة إليه.