«المدينة الشمالية» هو المشروع الإسكاني الكبير الذي يعول عليه الأهالي لحل جانب من المشكلة الإسكانية التي أصبحت من أكبر مشكلات الوطن. والمدينة تحت إشراف لجنة الإعمار والإسكان التي يرأسها سمو ولي العهد، وهذه اللجنة اجتمعت في مارس/ آذار من العام الماضي، وكان المفترض أن تجتمع بحضور رؤساء المجالس البلدية وذلك كل شهرين لمتابعة مجريات الأمور. وبسبب انقطاع الاجتماعات كثرت التصريحات الصادرة عن المجالس البلدية المعنية بشأن الغموض الذي يلفّ مشروع المدينة الشمالية.
كان من المفترض، بحسب ما ذكر في آخر اجتماع، أن تبدأ الأعمال السكنية من خلال إنشاء نحو 3000 وحدة سكنية في سبتمبر/ أيلول 2007، ولكن لم يحدث ذلك، وترددت أنباء أن هناك بدائل مطروحة، لربما عمارات وشقق سكنية، وربما أن مستثمرين من القطاع الخاص سيدخلون على الخط، وربما وربما. ولأنه لا توجد تصريحات رسمية واضحة، فقد ازداد اللغط، حتى ان رئيس مجلس بلدي العاصمة قال إنه لا يأمل في أي شيء من هذه المدينة الموعودة، وإنه لا يعتقد بأن مجلس بلدي الشمالية سيحصل على أي شيء منها أيضا.
مشروع المدينة الشمالية أريد له أن يكون مختلفا عن المدن الإسكانية السابقة، فمدينة حمد مثلا لم تستطع تكوين مجتمع متماسك، وكثير من العوائل التي انتقلت للعيش هناك تستخدم المنازل للنوم فقط، ومازالت تعتبر نفسها جزءا من مكان آخر. ولذا فقد كانت الفكرة أن المدينة الشمالية ستحرص على تماسك المجتمع الذي سيعيش فيها من خلال اعتبارها امتدادا سكنيا لأصحاب الطلبات القريبين من موقع المدينة والذين انتظروا طويلا.
على أن هذه الآمال بدت تتبدد لدى البعض مع ازدياد تصريحات المجالس البلدية بأنها تشكّ في تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه، وأنه ربما يتمّ تحويل المدينة إلى مستثمرين خاصين، أو ربما يتم إلغاء فكرة المجتمع المنسجم في تشكيلات من الوحدات السكنية اللائقة تحت عذر ازدياد سعر البناء. ولكننا نعلم أن الحكومات أقوى من الشركات، وإذا كانت الشركات الاستثمارية تبني حاليا نحو خمس مدن ومناطق للأثرياء فقط، فإن الحكومة أغنى من الشركات، وتستطيع أن تبني مدينة للمواطنين المستحقين.
ربما أن ما ذكر أعلاه ليس دقيقا لأنه اعتمد على تصريحات رئيسي المجلسين البلديين في المحافظة الشمالية ومحافظة العاصمة، ولكن ذكره هنا يستهدف الحصول على المعلومات الصحيحة من وزارة الإسكان ولجنة الإعمار والإسكان، اللتين نأمل منهما توضيح الموقف لكثير من المتسائلين عما يجري في المساحة التي يؤمل أن تتحقق يوما ما باسم «المدينة الشمالية»، تماما كما كانت الخطة الأولية.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2080 - الجمعة 16 مايو 2008م الموافق 10 جمادى الأولى 1429هـ