رفضت السعودية أمس (الجمعة) طلبا تقدم به الرئيس الأميركي جورج بوش حثها خلاله على زيادة إنتاجها من النفط لخفض الضغط على الكميات المعروضة ووقف الارتفاع القياسي للأسعار التي تجاوزت 126 دولارا للبرميل. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي إن الرياض ردت على طلب الرئيس الأميركي الذي يعتبر الثاني له هذا العام، بالرفض، قائلة إنها لم تلمس وجود زيادة في الطلب تبرر رفع الإنتاج.
ووصل الرئيس الأميركي إلى السعودية أمس، في إطار جولته الشرق أوسطية الثانية هذا العام، والتي قد تكون الأخيرة له مع اقتراب نهاية ولايته، والتقى بوش العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واشنطن: اتفاقات مع الرياض بشأن الطاقة النووية وحماية النفط
الرياض - أ ف ب
أعلن البيت الأبيض عن إبرام اتفاقات تعاون كبرى جديدة مع المملكة السعودية أمس في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الأميركي جورج بوش بثاني زيارة له العام الجاري إلى أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، إذ أجرى مباحثات مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وتتعلق الاتفاقات بالتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية وحماية البنى التحتية النفطية في المملكة السعودية. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن «السعوديين يتحملون مسئولية خاصة لحماية منشآت الطاقة الرئيسية المهمة عالميا، والعالم يستفيد من مواردهم الوفيرة من الطاقة».
وأضاف البيان أن «اقتصادنا العالمي يعتمد بشكل كبير على الطاقة السعودية. والولايات المتحدة مهتمة بشكل خاص بمساعدة السعوديين على حماية البنى التحتية الخاصة بالطاقة في بلادهم من الإرهاب كما توضح جليا من الهجوم الإرهابي الفاشل على منشآت بقيق في فبراير/ شباط 2006».
وتابع البيان «ولهذه الغاية، فقد اتفقت الولايات المتحدة والسعودية على التعاون في حماية مصادر الطاقة في المملكة عن طريق حماية البنى التحتية الرئيسية وتعزيز أمن الحدود السعودية وتلبية احتياجات الطاقة المتزايدة للسعودية بطريقة مسئولة من الناحية البيئية». وأعلن البيت الأبيض كذلك عن أن الرياض وواشنطن ستوقعان اتفاقا للتعاون النووي يمهد الطريق لتسلم السعودية يورانيوم مخصبا لمفاعلاتها من دون الحاجة إلى القيام بعملية التخصيب بأنفسهم كما يفعل الإيرانيون.
وأضاف البيان أن «هذا الاتفاق سيمهد الطريق لحصول السعودية على مصادر آمنة وموثوقة للوقود لمفاعلات الطاقة، وإظهار ريادة السعودية كنموذج ايجابي في المنطقة لعدم نشر الأسلحة النووية».
إلى ذلك وصل بوش أمس إلى الرياض قادما من «إسرائيل» في زيارة تستغرق أقل من 24 ساعة. ونزل الرئيس الأميركي من طائرته «ار فورس 1» برفقة زوجته لورا وكان في استقبالهما عند أسفل درج الطائرة العاهل السعودي. وبعد أن صافح مستقبليه السعوديين، استعرض بوش والملك عبدالله حرس الشرف بعد عزف النشيدين الأميركي والسعودي.
وهي ثاني محطة لبوش في الشرق الأوسط بعد «إسرائيل»، على أن تكون محطته الثالثة والأخيرة في مصر.
وتوجه بوش مع زوجته مباشرة إلى مزرعة الملك عبدالله في الجنادرية (40 كلم شمال شرق الرياض) حيث قدمت وليمة على شرفهما.
وتناولت محادثات بوش والملك عبدالله الوضع في العراق ولبنان وعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتنامي نفوذ إيران في المنطقة، وهي ظاهرة تثير مخاوف متزايدة لدى واشنطن والرياض.
وكما من المعلوم أن يطلب بوش من العاهل السعودي اتخاذ خطوات من أجل الحد من ارتفاع أسعار الخام.
وكان بوش طلب ذلك من العاهل السعودي خلال زيارته السابقة إلى المملكة في يناير/ كانون الثاني الماضي إلا أن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، تعتبر أن ارتفاع أسعار الخام مرتبط بشكل أساسي بالمضاربات وليس بمستوى الإنتاج.
العدد 2080 - الجمعة 16 مايو 2008م الموافق 10 جمادى الأولى 1429هـ