افتتح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس (الجمعة) جلسات الحوار الوطني اللبناني في الدوحة. وقال في كلمة الافتتاح: «إن قطر بلد يعرف حدوده وهو لا يسعى لدور يفوق طاقته ولكن نطمح أن يكون ساحة لقاء للنوايا الحسنة تفتح الباب للحوار المفيد» ، معربا عن تمنياته بالحفاظ على وحدة لبنان وحماية مستقبله.
واختتمت الجلسة الافتتاحية المقتضبة بالإعلان عن الاتفاق على استئناف جلسات الحوار اليوم (السبت) برئاسة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
وأعرب زعيم المعارضة العماد ميشال عون عن أمله في أن تسفر المحادثات عن اتفاق، فيما أعرب منافسه سمير جعجع عن تفاؤله.
كما قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى: «لمسنا رغبة من المفاوضين في التوصل إلى اتفاق (...) الأجواء تبشّر بنجاح المحادثات».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جنبلاط يدعو إلى تقديم تنازلات... وسولانا يدعم الحوار
القادة اللبنانيون بدأوا في الدوحة حوارا لإنهاء الأزمة
الدوحة، بروكسل - رويترز، أ ف ب
افتتح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مساء أمس (الجمعة) مؤتمر الحوار الوطني اللبناني الهادف إلى إنهاء الأزمة السياسية التي تشل البلاد منذ أشهر وكادت تدخل لبنان في حرب أهلية الأسبوع الماضي.
وحضر الجلسة أركان الحوار اللبناني الـ14 عدا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي مثله رئيس كتلة حزبه النيابية محمد رعد.
وقال الشيخ حمد الذي ترأست بلاده الوساطة العربية التي أفضت إلى اتفاق فتح المجال أمام الحوار في الدوحة «إن قطر بلد يعرف حدوده وهو لا يسعى إلى دور يفوق طاقته لكن يطمح أن يكون ساحة لقاء للنوايا الحسنة تفتح الأبواب لحوار مفيد».
وفي ختام الكلمة المقتضبة للأمير، رفعت الجلسة على أن يلتئم الحوار الساعة 10:30 بالتوقيت المحلي (07:30 تغ) من صباح اليوم (السبت).
واستقل القادة اللبنانيون جميعهم طائرة تابعة للخطوط القطرية عدا زعيم الغالبية النيابية سعد الحريري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة وبعض الوزراء الذين وصلوا على متن طائرة خاصة.
ورافق وفد السياسيين على متن الطائرة القطرية عدد من وزراء الخارجية العرب وخصوصا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وكان موسى أدلى بتصريحات أثناء دخوله للقاعة التي شهدت عقد الجلسة الافتتاحية بأن الأجواء تبشر بنجاح المحادثات بين الفرقاء اللبنانيين، لكنه رفض تحديد موعد زمني للتوصل لاتفاق ينهي الأزمة السياسية اللبنانية.
وفي وقت سابق، أعرب موسى عن الأمل بأن يتم انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية «خلال أيام».
وردا على سؤال بشأن حكومة الوحدة الوطنية، قال موسى «نحن كجامعة عربية لن نتدخل في تفاصيل الحكومة واختيار الوزراء، الأمر منوط برئيس الجمهورية فقط». وأضاف انه في حال تمكن القادة اللبنانيون الـ 14 «من نزع فتيل انعدام الثقة سينجح كل شيء».
وكان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط دعا خلال جولة له في القرى الدرزية إلى تنازلات مشتركة لتجنب المزيد من الصراع. وقال «فلنعالج الأمور بهدوء وتروٍ على طاولة الحوار. كل منا ومنهم مطلوب أن يقدم تنازلات من أجل وأد الفتنة والاستمرار في مسيرة العيش المشترك».
وقال وزير خارجية سورية وليد المعلم لصحيفة «السفير» اللبنانية «قد تكون هذه الخطوة فرصة حقيقية لإنقاذ لبنان من المخاطر التي تتهدده. قطعا نحن مع المبادرة ونراها فرصة حقيقية». وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري للصحيفة ذاتها «الأجواء جيدة وسنسعى جهدنا للوصول إلى حلّ لمصلحة كل اللبنانيين».
وفي بروكسل، حثّ المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس الفرقاء اللبنانيين على استعادة المؤسسات الدستورية في البلاد وانتخاب رئيس يحظى بدعم واسع بعد اتفاق توسط فيه وسطاء الجامعة العربية. وقال سولانا في بيان «أحثّ جميع القوى السياسية في لبنان على المشاركة في تلك العملية للحوار الوطني وأتمنى أن يحققوا نجاحا في تحقيق أفضل النتائج للشعب اللبناني».
العدد 2080 - الجمعة 16 مايو 2008م الموافق 10 جمادى الأولى 1429هـ