اطلعت على اللقاء المطول الذي أجراه الملحق الرياضي في صحيفة «الوطن» مع الأمين المالي في الاتحاد الآسيوي لكرة اليد جاسم ذياب، وانطباعي العام أن الرجل يراوغ في حديثه ولا يتكلم بالواقع وهذه إشارة واضحة إلى أن الموجودين في الاتحاد الآسيوي لا يريدون الخروج من الأزمة الحالية أو بالأحرى قيادات هذا الاتحاد لا يريدون ذلك، وأعتقد أن أصدق ما قاله ذياب في تصريحه ما قالته والدته الأصيلة له «ما لقيتوا إلا البحرين»، هذه الكلمات من هذه الأم الأصيلة تنم عن تقديرها للشعب البحريني وتأكيدها أن الشعب البحريني شعب طيب لا يستحق أن يظلم، هذه الكلمات لا تفسر بغير ذلك، فهل يعي رجال هذا الاتحاد ذلك؟! أعتقد أنهم يعرفون ذلك جيدا ولكنهم لا يريدون المصالحة الرياضية معنا لأنهم يعرفون جيدا أن ذلك ليس من صالحهم لأنهم سيخسرون بهرجة الإنجازات المزيفة لمعرفتهم التامة بقيمة كرة اليد البحرينية، لن نقول لهم أننا الأفضل على صفحات الصحف بل أتمنى أن نتقابل في جو شريف لنؤكد ذلك، ولنؤكد أن محاولات هدم كرة اليد البحرينية في السر والعلن ليست ناجحة ولن تنجح لأنها لا ترضي الله ورسوله.
أنا مع المصالحة، وأنا مع الخروج من هذه المشكلة التاريخية التي امتدت إلى نفوس الشعبين، وكم يغيضني من يخرج ليتحدث عن هذه المشكلة بالقول «إنها سحابة صيف»، هذه مقولة للتسويق الإعلامي لا غير في حين أن الواقع غير ذلك، فالحساسية انتقلت من الصالة الرياضية إلى الشارع العام في البحرين والكويت، وقلت في وقت سابق انه على اللذين يتلذذون بالإساءة إلى البحرين تحمل المسئولية التاريخية، لأن هذا الظلم في يوم من الأيام سينقشع، وكل الأسماء التي شاركت في الإساءة ستكشف علنا، كيف لا والكل يعرفها اليوم! ولا أدري كيف يهنأ هؤلاء على حساب تعاسة الآخرين، وإلى متى ستكون المادة والسفرات الطويلة أهم من أسمائهم التي صارت سوداء سواد قلوبهم على البحرين، البحرين بلد طيب وشعبه طيب ومتسامح وإذا أراد رجال الاتحاد الآسيوي إنهاء الأزمة الحالية فإن رجال البحرين سعيدون بذلك شريطة ألا تعود الأيام السوداء، أقول لهم بأن علاقتنا الأخوية أهم من الذهب وأهم من الوصول إلى نهائيات كأس العالم وفوق خلاف المسئول الفلاني مع المسئول العلاني. لم أكن أحب العودة للكتابة في الوقت الحالي عن مشكلاتنا مع الاتحاد الآسيوي للإحباط الذي أصابني من موقف بعض المسئولين من القضية الذين راحوا «يطبطبون» ويخطئون قيادة كرة اليد من أجل علاقات شخصية تاريخية لا تسمح بفتح هذا الملف للنقاش، عموما جاء هذا الحوار ليفتح قلبي وقلب الجميع المجروح من رجال الاتحاد الآسيوي، عسى أن تكون رسالة وتصل للآذان والأعين والقلوب لتحركها إلى حب البحرين لا الإساءة لها.
اقتراحي لاتحاد اليد
إذا كانت أندية الشباب وباربار بالإضافة إلى النجمة قد تكبدت غرامات مالية تحت بند (يحق للاتحاد أن يتخذ ما يراه مناسبا) جزاء لما قامت به الجماهير وتراوحت الغرامات من الـ 500 إلى الـ 2000 دينار بحريني، فإن الغرامة التي ستفرض على الاتفاق لن تقل عن الثلاثة آلاف دينار على ما قامت به جماهيره. اتحادنا الموقر، هذه آخر أيام أعضاء مجلس الإدارة وهذا آخر موسم تديرون به الاتحاد في دورته الحالية، هي ليست مكرمة، بل عودة إلى اللوائح والالتزام الحرفي بالعقوبات الواردة فيها بعيدا عن البند المشؤوم الذي تحدثت عنه في البداية، أعجبتني رسالة الاتحاد للنادي الأهلي على خلفية حوادث مباراة النجمة في القسم الأول، لقد قرأتها صدفة، أعجبت بالترتيب... (لقد قامت الجماهير بفعل كذا... سب المادة كذا... غرم النادي بمبلغ كذا)، وفي النهاية هذه الأندية أندية فقيرة ماديا وتنحت الصخر ويفتح مسئولوها الوجه على الشركات والمؤسسات لدعم النادي ولو بـ 500 دينار، فيأتي الاتحاد ويغرمها هذه الغرامات على حساب أناس عقولهم في أحذيتهم، في الوقت الذي نعتقد فيه أن مبالغ الرعاية من حق تطوير لعبة كرة اليد في الأندية أي أنها من حق اللاعبين، ولن أجزم بل أنا متأكد أنه لولا أموال الرعاية لكانت العقوبات لم تتجاوز الـ 200 دينار، أنا لا أقر بالخطأ الذي يرتكب من قبل الجماهير ولكن مراعاة الأندية واجب فالاتحاد هو المظلة التي تستظل بها الأندية ويجب أن يكون الداعم المادي والعنوي الأول لكل الأندية، والسلام ختام.
على التضامنيين أن يعلموا...
المستوى الفني الذي وصل إليه التضامن خلال الموسم الجاري يجب أن يجبر الإدارة التضامنية على الحرص على تجديد التعاقد مع المدرب الجزائري إلياس طاهر، فالمركز السادس الذي حققه الفريق ليس مستحقا قياسا بالمستوى الذي قدمه، وشخصيا أعتقد أن بعض الظروف التي صاحبت الفريق في بعض المباريات أدت إلى ذلك، وبالتالي فإن طاهر بحاجة إلى مزيد من الوقت لإظهار كامل بصماته على الفريق الذي آمل أن يكون حصانا أسود حقيقيا في الموسم المقبل، كتبت هذه الكلمات بعد أن قرأت التلميحات بعدم التجديد ولكوني متابعا للعبة كرة اليد البحرينية، إذ إنني أعتبر أن قوة التضامن معناه تطور اللعبة وخصوصا في الدرجة الأولى بزيادة رقعة المنافسة.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2079 - الخميس 15 مايو 2008م الموافق 09 جمادى الأولى 1429هـ