زعيم التمرد في دارفور خليل إبراهيم، الذي هاجم العاصمة التاريخية في السودان أمدرمان، كان يوما ما مقربا من الرئيس عمر البشير، إذ قاتل مع الجيش السوداني فيما عرف آنذاك بالجهاد ضد تمرد جون قرنق في الجنوب بحيث وصل إلى مرتبة «أمير المجاهدين»!... ومن ثم عينه البشير وزيرا. فقد كانت الحركة الإسلامية في السودان آنذاك موحدة تحت راية الزعيم الروحي حسن الترابي، ولكن مع آخر التسعينيات اختلف الترابي مع تلاميذه ومن بينهم الرئيس السوداني فانشطرت الحركة الإسلامية إلى قسمين، قسم مع البشير وآخر مع الترابي إذ آثر إبراهيم الوفاء للزعيم الروحي، ولكنه انقلب على الوطن بأثره وربما بإيحاء من الترابي كوّن الحركة المسلحة «العدل والمساواة» التي تطالب الخرطوم اليوم بضمها إلى القائمة العالمية للإرهاب بعد الهجوم الدموي الذي زج فيه بأطفال أبرياء .
وبما أن قائمة الإرهاب ليست متاحة للجميع فهي تقوم على مبادئ غير نزيهة فإنه من المستبعد أن تستجيب الدول الغربية لطلب الخرطوم وتصنف «العدل والمساواة» تحت تلك القائمة. كيف لا والحركة استخدمت أسلحة حديثة جاءت بها فرنسا للتو إلى شرق تشاد المجاورة... كما شاركت عواصم وسفارات غربية كطابور خامس في إنجاح العملية الإرهابية.
لذلك سيظل العالم منقسما وباحثا على الدوام عن تعريف حقيقي وملزم للإرهاب... وعن هيئات دولية مستقلة تتولى الإشراف على قائمته.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 2079 - الخميس 15 مايو 2008م الموافق 09 جمادى الأولى 1429هـ