لم تكن النهاية «المتفجرة» التي اختتم بها مجلس النواب دور انعقاده الثاني أمس الأول غريبة، لدور انعقاد مشحون تعطلت أعمال جلساته سبع مرات، وبودلت فيه الاتهامات بين أعضاء المجلس الواحد، وعقدت الاتفاقات بين الكتل وتم خرقها. فكان الصراخ والسجال في تبادل الاتهامات بين الأعضاء أمرا متوقعا، ليختتم به مجلس النواب دور انعقاده بدلا من ختام المسك.
بغض النظر عن أسباب الخلاف وتداعياته، فإن لشاهد العيان الذي رأى وسمع ما قيل من النواب كافة لبعضهم بعضا أن يشعر بالخوف، على مجتمع هذه هي قبة برلمانه، وهذا هو مستوى الحوار بين أفراده، وهذه هي الطريقة التي يتعامل بها مع مشكلاته. وفي الوقت الذي تتصارع البرلمانات فيه مع الحكومة ضمن ذلك الصراع «الأبدي» بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، نجد أن برلمان البحرين يتصارع أعضاؤه بين بعضهم بعضا، بغض النظر عن المتسبب في هذا الصراع، والمخطئ أو المصيب فيه.
وسط الصراخ والفوضى، والتجريح والاتهامات، واللعبة السياسية الغامضة، والأطراف القوية التي تحرك الخيوط من أعلى من دون أن تظهر في الصورة، ووسط إدراكك بأنك تتحدث عبر ذلك عن مصير البحرين، مصيرنا جميعا، لا تملك إطلاقا إلا أن تشعر بالخوف من المستقبل. فكيف يمكن أن تلتئم كل تلك الجروح ومتى؟ وكيف يمكن أن يتم إصلاح ما تم إفساده؟ وكيف يمكن للنفوس أن تصفى؟ نوابنا الأفاضل... سامحكم الله على ما زرعتموه فينا من خوف!
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 2078 - الأربعاء 14 مايو 2008م الموافق 08 جمادى الأولى 1429هـ