الكثير منا يتحدث عن الأعمال في دبي. قائمة طويلة تبدأ بالإنشاءات والعقار، وتعرج على الترفيه وتقنيات المعلومات ولا تنتهي بصناعة الذهب والمصوغات. القليل من سمع عن، أو شاهد، مركز دبي للزهور الذي أعلن بدء عملياته وتشغيل وحداته في منتصف العام 2006.
وكما تناقلت وكالات الأنباء حينها فقد وصلت استثمارات المركز، يقدم أفضل التسهيلات لمختلف البضائع والمنتجات من المواد الغذائية والنباتات والزهور في المنطقة، إلى 70 مليون دولار. وتعامل المركز مع 3475 طنّا من شحنات المواد الغذائية خلال الأيام العشرة الأولى للتشغيل.
وأثناء زيارة خاصة قام بها مدير إدارة التسويق في مركز دبي للزهور إبراهيم أهلي للصين في نهاية العام 2006، تحدث فيها عن آفاق عمل المركز وقال:» يتمتع المركز بموقع جغرافي مهم ما يجعله المكان الأمثل ونقطة الوصل بين جميع الأسواق المحلية والدولية ويمكن للمزارعين والمصدرين الصينيين الاستفادة من بيئة العمل في المنطقة الحرة التي يوفرها المركز، التي لن يضطروا معها إلى دفع جمارك خاصة بالشحن والعبور، ولا تتجاوز الرسوم الجمركية 5 في المئة بالإضافة إلى إمكانية إرسال المنتجات والبضائع مباشرة إلى دول مجلس التعاون الخليجي عبر مركز دبي للزهور، والاستفادة من موقع المركز الاستراتيجي الذي يربط بين تلك الأسواق المتنامية».
وأعقبت دبي تدشين المركز، بإقامة فعاليات المعرض الدولي للزهور والنباتات «آي بي إم دبي 2008»، في مارس /آذار 2008 الذي شارك فيه ما يزيد على 230 عارضا من 28 بلدا، عرضوا تشكيلة واسعة من الزهور والنباتات الداخلية والخارجية.
حينها كشف نائب رئيس وحدة الشحن في مؤسسة مطارات دبي علي الجلاف، عن المزيد من خطط المركز، فيما يتعلق بالعلاقة مع هذه التجارة، قائلا إنه من المقرر أن «تصبح دبي مركزا عالميّا رئيسيّا في تجارة الزهور والنباتات، إذ ستعمل كبوابة ومنفذ للمنتجين والتجار والمشترين في هذا المجال»، مشيرا إلى «إننا نشهد حاليّا انتعاشا في تجارة النباتات الداخلية والخارجية. ومما لا شك فيه أن الكثير منها قام بدعمها مركز دبي للزهور، الذي أصبح مركزا مهمّا لتصدير ومرور وإعادة توزيع الزهور والنباتات في المنطقة».
ومنذ تدشينه، نجح مركز دبي للزهور في استقطاب عدد من المؤجرين والمستثمرين من جميع أنحاء العالم، واستطاع العمل على تطوير الخدمات والتسهيلات التي يقدمها واعتماد أحدث وسائل شحن البضائع القابلة للتلف والزهور في المنطقة والتي لفتت أنظار الشركات العالمية وأبرز الأسماء من المزارعين والمستثمرين، وفي حوار له تحدث المدير المسئول عن المشاريع الهندسية في دائرة الطيران المدني خليفة الزفين عن أنشطة وخدمات المركز والحلول التي يوفرها في المنطقة.
ومن المتوقع بحلول العام 2010 أن يزيد معدل الشحن في مطار دبي الدولي على 3 ملايين طن، بالإضافة إلى نمو طاقة الشحن بواقع 5 ملايين طن إضافية وذلك بعد الانتهاء من مطار الشحن الضخم كجزء من برنامج التطوير الحالي.
علاوة على ذلك تضمن شبكة خدمات النقل البري السريع عبر أراضي دول مجلس التعاون الخليجي التي تتطور بسرعة جدّا، واعتماد عمليات التوصيل من الباب إلى الباب وسهولة الدخول إلى مراحل الشحن المتقدمة سواء برّا أو بحرا أو جوّا. كل هذه المزايا تضمن الاحتفاظ بالجودة والضمان والحفاظ على المنتجات في حالتها الطازجة خلال عمليات النقل المختلفة.
ومن المنتظر أن يتناول مركز دبي للزهور ما يزيد على 150 ألف طن من المنتجات القابلة للتلف سنويّا. ومع ذلك يمتلك المركز المتقدم من الناحية التقنية القدرة على تناول 180 ألف طن سنويّا من المنتجات القابلة للتلف، الأمر الذي سيجعل من المركز واحدا من وسائل الربط المميزة في نظام النقل المبرد العالمي.
وكما يبدو، فإن إقامة المركز، هو جزء من مخطط متكامل تنوي بلدية دبي تنفيذه، يقوم على 109 مشاريع لتجميل وزيادة المساحة الخضراء المزروعة في إمارة دبي بقيمة 463 مليون درهم في العام 2008. وتشمل هذه المشاريع تطوير 6 حدائق عامة و21 حديقة للأحياء السكنية، و23 ساحة شعبية، و4 حدائق ترفيهية.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2078 - الأربعاء 14 مايو 2008م الموافق 08 جمادى الأولى 1429هـ