المؤتمر القومي العربي... هو عبارة عن تجمّع لأفراد عرب من المهتمين والطموحين لتحرير الوطن العربي وبصفتهم الشخصية وليس الوظيفية أو الحركية.
يعقد سنويا في إحدى البلاد العربية ولقد عُقد هذا العام في صنعاء باليمن وتحت ضيافة الكرم اليمني في الفترة ما بين 9 إلى 11 مايو/ أيار وهذه محاولة منّي بعد تعرفي على هذا المؤتمر عن قرب في شرح بعض من محاوره المهمة: عمر هذا التجمّع تسعة عشر عاما ومركز أمانته في لبنان.
يتناوب الأفراد الأمانة العامّة والرئاسة كل ثلاث سنوات عن طريق الانتخابات ومساهمة الأفراد باشتراكاتهم السنوية وتبرعاتهم للمؤتمر ولقد بقى هذا المؤتمر صامدا كلّ هذه السنوات على رغم الفوضى والتشتت والانقسام، والتراجع في وحدة الضعف العربي... ولعودة الاستعمار من جديد لاحتلال أراضينا! ونهب ثرواتنا!
أمّا الأهداف العامّة لهذا التجمّع... فهو جرد المشكلات وعرض الأحوال السياسية، والتداول في الرأي في محاولة لإيجاد بعض من الحلول المكتوبة على الورق... بحيث تعتبر تحليلاته مرجعا أساسيا يدوّن فيه جميع القضايا المهمّة لمن يودّ في عمل دراسات عن واقع العالم العربي... وتحدياته!
وقد يعتقد الكثيرون أو يتساءل عن دوره في حل المشكلات عمليا أو بالتوجيه... ولكن يرى القائمون على هذا المؤتمر بأنّ دورهم لا يتعدّى التحليل والسرد فقط أو التوصية...
والدور الآخر لهذا التجمّع هو محاولة جمْع جميع التيارات السائدة تحت سقف واحد ومحاولة تقريبهم في النقاشات الجارية لتوضيح وجهات النظر بما يقرّب الأمّة من بعضها بعضا، والسعي أن يكون ضمانها الوحدة والالتزام بمناقشة قضاياها بموضوعية ووطنية للمحافظة على القومية والكيان العربي لها وحمايتها من التشتت والانفصال والتقسيم!
وأمّا أهم المشكلات التي تم طرحها هذا العام... وتواصلا مع الأعوام الماضية لأن أغلبها مازال قائما بل إزداد قتامة وسوداوية ومنها التناقضات الكبيرة وكثرة المشاحنات بين الطوائف والأحزاب والتراجع الكبير في حل القضايا العالقة، واستمرارية الحروب والقتل والدمار وازداد عدد القتلى والشهداء والجرحى واستغلال السلطة لشعربها، وكذلك قضايا الفقر والتعليم والصحة والطفل وتأخر المرأة... بسبب عجز الرجل من الحصول على أبسط حقوقه في الحياة، وبالتالي تهضم حقوق الأضعف شأنا بدرجة أكبر!
إنّ كل تلك المشكلات العملاقة يُعاني منها عالمنا بشكل حاد جدا وهي التي تتسبب بالخلل المجتمعي والسياسي الذي نعاني منه!
كما تطرق المؤتمر في عدّة جلسات إلى ما يدور في الخليج العربي المتنعم بالثروات مقارنة بالفقر المدقع في البلدان العربية الأخرى... مثل: اليمن والسودان وموريتانيا...
وكيف أنّ هذه الثروة لم تسهم إلاّ في البنية التحتية وإصلاح الحجر في حين يزداد فيها التشتت المجتمعي، وفقدان الهوية، وهجمة الأجانب والتجنس بلا ضوابط... وعدم رؤيا واضحة لحكّامها مستقبلا في حماية شعوبها، وتوفير اللازم من الشعور بالانتماء وحب الوطن!، ولكثرة الأجانب وتحويل الأموال، وأنّ دولة خليجية بلغ عدد كانها 2 في المئة والغرباء المجنّسين 98 في المئة وغالبيتهم من غير المتحدثين بالعربية!
كما يقوم مركز الدراسات الوحدة العربية (في لبنان) من دعم المؤتمر بنشراته وإصداراته ويتعاون معهم أيضا المؤتمر القومي العربي الإسلامي وتجمع الأحزاب العربية... كل هؤلاء يسهمون في محاولة لضم الأمّة تحت جناح الوحدة والعودة إلى الانتماء العربي القومي...
أنّ الباب مفتوح لجميع العرب في المساهمة ماديا ومعنويا وانتسابا للرفع من الشأن العربي في العالم، ولمواجهة الأخطاء وحمايتنا منها ومن الطامعين من أراضينا وخيراتنا الوفيرة ومن الضياع والتشتت والانقسام! المخيف القادم!
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 2078 - الأربعاء 14 مايو 2008م الموافق 08 جمادى الأولى 1429هـ