أعادت لنا صور المشاهد المخجلة والأليمة التي شاهدنها جميعا بعد مباراة الاتفاق وباربار في نهائي دوري الفئات السنية لكرة اليد الأسبوع الماضي، تلك المشاهد الفظيعة التي نشاهدها في الملاعب الأوروبية من ضرب ودماء، وربما لا ننسى كيف تزينت صور مباراة روما ومانشستر يونايتد في ذهاب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بالدماء، نجد الآنَ ملاعبنا الصغيرة كانت قريبة جدا من ذلك، فهل هي مفارقة أم هي الحقيقة؟
وعلى ما يبدو أن موضوع «الشغب الرياضي» لن ينتهي ما دامت الفئة البسيطة من الجماهير صاحبة العقول الصغيرة لن تراوح مكانها، لتؤثر بالتالي على المجموع الكلي للجماهير الساعية نحو مشاهدة جميلة فقط لمباريات قمة.
ما حدث في هذه المباراة أو حتى مباراة الاتفاق والأهلي في كأس الناشئين، أمر لا يمكن القبول به مهما كانت المسببات التي يسوقها البعض وخصوصا أنها جاءت في مسابقات يحتسب أن تكون للفرجة على اللاعبين الصغار لا ساحة للضرب والشغب، سواء من أن الطاقم التحكيمي لم يكن في مستوى اللقاء، أو أن جماهير النادي الاتفاق هي التي بدأت بالاستفزاز الذي جعل جمهور باربار يرد، أو غيرها من الأسباب، فإن المنظر غير الحضاري الذي شاهدناه داخل الصالة وخارجها يؤكّد أنّ الأمر قد وصل إلى ذروته وخصوصا أنها لم تكن الأولى في ملاعب كرة اليد، الأمر الذي يحتاج إلى وقفة طويلة من الاتحاد البحريني لكرة اليد غير تلك الوقفة التي أتخذت بها الغرامات، سواء من الاتحاد ذاته الذي ربما تساهل في مرات سابقة، وقد طفح الكيل به هذه المرة، أو من الأندية المعنية وخصوصا تلك التي تمتلك حضورا جماهيريا كبيرا، ولاسيما أن الاتحاد أكد من خلال هذه العقوبات أنه سيوقع أشد العقوبات على مَنْ يرتكب الفعل ذاته أو حتى النزول فقط للاحتفال مع الفريق الفائز.
نحن هنا لا نبرئ اتحاد كرة اليد مما حدث أو حتى الأندية المعنية التي تلقت جملة من الغرامات المادية نتيجة غضب جمهورها، ولكن المشكلة تبدو أنها مشكلة الجميع، وهنا فإنّ الجميع معنيّ بحل هذه المسألة التي على ما يبدو أنها لن تنتهي وستتواصل، كما أننا لا نلوم اتحاد اللعبة بفرضه هذه العقوبات، أو حتى رئيس نادي الشباب الذي ينتقد هذه العقوبات، وبالتالي فإنّ هذه المشكلة تحتاج إلى تعاون كبير ووثيق بين طرفي المشكلة، من أجل الوصول إلى حل يرضي الجميع ويمنع هذه الأمور غير الصحيحة من الوقوع مرة أخرى أو على الأقل عدم تكرارها.
في هذا الموضوع لفتني طريقة الحل التي تسعى من خلالها المؤسسة الرياضية في المملكة العربية السعودية إلى حل حالات الانفلات التي تشهدها الساحة السعودية أيضا، ومنها العقوبات التي فرضت على لاعبين أمثال لاعب المنتخب الليبي المحترف في الهلال السعودي طارق التايب ونقل بعض المباريات إلى ملاعب أخرى، ومنها الورقة التي قدمها رئيس نادي القادسية السعودي الياقوت في الموسم الماضي لحل هذه المشكلة، وبالتالي لماذا لا يكون لمسئولينا وجهات نظر يمكن من خلالها استخلاص الحل لهذا السرطان الذي يتفشى في جسد رياضتنا، ولا يمضي عام حتى نشاهد اعتداء أو حالات شغب.
المنشآت النموذجية
تحتاج جميع الأندية أنْ تحظى بزيارة المسئول الأوّل عن الرياضة في البحرين رئيس المؤسسة العامّة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد لمعرفة النواقص التي تعاني منها ولرؤية سير العمل البطيء في الأندية النموذجية، كما حدث في الأيام الماضية في زيارته لمشروع النجمة النموذجي.
لكن في الوقت ذاته تحتاج المؤسسة العامّة إلى إعطاء بقية الأندية الرؤية نفسها، ولاسيما تلك التي تحصلت على الوعود لتحقيق حلم النموذجي، والتي قامت بتنفيذ شروط المسئولين حينها وعملوا على دمج أندية المنطقة، لكنها وبعد التوقيع لم تحصل سواء على الوعود، فإلى أين تسير بهم هذه الوعود؟
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2077 - الثلثاء 13 مايو 2008م الموافق 07 جمادى الأولى 1429هـ