العدد 2076 - الإثنين 12 مايو 2008م الموافق 06 جمادى الأولى 1429هـ

ثورة في المدربين

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

ظاهرة النجم الألماني الشهير يورغن كلينسمان التدريبية بدأت تغزو العالم بعد ختام بطولة العالم الأخيرة في ألمانيا صيف العام 2006 من خلال إعلان مرحلة جديدة في عالم التدريب انتقلت عدواها سريعا إلى أشهر المنتخبات والفرق على مستوى العالم.

كلينسمان لم يكن معروفا أبدا في عالم التدريب حتى أنه لم يدرب أي فريق ربما قبل اختياره مدربا للمنتخب الألماني الذي كان يستعد لخوض منافسات بطولة العالم على أرضه، حينها اعترض الكثيرون ووصفوا ما قام به الاتحاد الألماني لكرة القدم بالمغامرة غير المحسوبة. في ذلك الوقت كان المنتخب الألماني يعيش فترة من ضمن الأسوأ في تاريخه إلا أن كلينسمان وبأسلوبه المثير والحماسي مكن المنتخب الألماني من إحداث تغيير شامل في طريقة لعبه وفي قدرته الهجومية وكان قريبا جدا من التأهل إلى نهائي كأس العالم قبل أن يخرج أمام المنتخب الإيطالي البطل في الدور نصف النهائي وسط تشجيع جماهيرهم وتقديرهم للأداء القوي الذي قدمه الفريق. الاتحاد الألماني سارع بطلب التجديد مع كلينسمان إلا أنه رفض وفضل خوض تجربة أخرى، غير أن الاتحاد الألماني لم يغير وجهته وأوكل مهمة المنتخب إلى مساعد كلينسمان الشاب لوف لمواصلة طريق سلفه.

كلينسمان سيدرب فريق بايرن ميونيخ في الموسم المقبل خلفا للمدرب العتيد أوتمار هيتسفيلد الذي حقق الثنائية مع بايرن هذا الموسم الدوري والكأس، إلا أن إدارة الفريق البافاري أدركت مبكرا أن العصر الحديث هو عصر المدربين الشباب لأجل إحداث ثورة شاملة في الفريق. عدوى كلينسمان انتقلت سريعا إلى أشهر منتخبات العالم المنتخب البرازيلي الذي سارع إلى التعاقد مع اللاعب السابق دونغا لتدريب المنتخب بدلا من كارلوس ألبيرتو في مفاجأة لم يتوقعها أحد، وهذا ما فعله أيضا بطل العالم المنتخب الإيطالي الذي تعاقد مع اللاعب السابق دونادوني خلفا للمدرب الخبير ليبي، وكلا المدربين لم يسبق لهما التدريب ربما قبل تسلم منتخبي بلديهما في مفارقة غريبة. قبل كل ذلك كان المنتخب الهولندي قد سار فعلا في هذا المنوال من خلال تعيين المدرب ريكارد لتدريب الفريق في البطولة الأوروبية العام 2000 التي استضافتها هولندا بالشراكة مع بلجيكا في أول انطلاقة حقيقية لهذا المدرب قبل توليه مسئولية برشلونة في عهد ذهبي، وهو ما عاد إليه الهولنديون مجددا مع وجود فان باستن في تدريب المنتخب بعد أن كان مدربا لفريق الشباب في فريق أياكس أمستردام!

الاتجاه نحو المدربين الشباب الذين لا يمتلكون خبرات كبيرة في عالم التدريب هو توجه عالمي بامتياز وهذا ما أكده حديثا فريق برشلونة الإسباني بالتعاقد مع لاعبه السابق غوارديولا لتدريب الفريق في مفاجأة للبعض ولكنها ليست كذلك للمتابع للتغيرات الكروية العالمية، ومن قبله كان انتر ميلان الإيطالي بطل الدوري بالتعاقد مع مانشيني بعد اخفاقه مع المدربين الكبار.

مدربون خبراء كثيرون انتهوا وابتعدوا عن عالم التدريب فأين هو الايطالي ساكي وكذلك الإيطالي تراباتوني وسانتانا في البرازيل وروبرتو كارلوس الذي ترك جنوب إفريقيا حديثا، وأين هم المدربون الألمان الخبراء من منتخب بلادهم وفرقهم وكذلك الكثير في مختلف أنحاء العالم باستثناء أمثلة بسيطة مازالت قادرة على ربط الأجيال مع بعضها بعضا وأشهرها بكل تأكيد مدرب مانشستر يونايتد الاسكتلندي فيرغسون ومدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر، وخلط الأوراق أمامهما المدرب الشاب البرتغالي مورينهو الذي شكل ابتعاده عن تشلسي مثارا لراحة الفريقين من هذا المدرب المغمور.

التغيرات في عالم التدريب على مستوى العالم متلاحقة وسريعة كما يبدو، وهي بلاشك ستحدث ثورة في عالم التدريب الحديث، في الوقت الذي مازلنا نحن بعيدين كل البعد عن هذه المتغيرات التي لن تصلنا إلا في وقت متأخر جدا!

محمد نصر

فجعنا قبل شهرين تقريبا بخبر وفاة الشاب محمد نصر في المملكة العربية السعودية في حادث سير على متن حافلة ركاب كان سائقها هذا الشاب.

محمد نصر الذي أعرفه شخصيا بأخلاقه العالية والدمثة وحسن سلوكه طول فترة عمله في نادي السنابس جنديا مجهولا ومحبا لهذا النادي ولاعبيه، ومن بعدها مع نادي الشباب إذ كان مساعدا لمدرب الناشئين فيه ومحبوبا من الجميع، شكل رحيله مأساة حقيقية وخسارة لعائلته وناديه وأصدقائه بعد أن كان يؤدي وظيفته وعمله فاختاره الله سبحانه وتعالى بمشيئته وقدرته.

محمد نصر هو أحد الجنود المجهولين في أنديتنا المحلية الذين يعملون في صمت وهدوء، فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2076 - الإثنين 12 مايو 2008م الموافق 06 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً