العدد 2076 - الإثنين 12 مايو 2008م الموافق 06 جمادى الأولى 1429هـ

العراق العظيم

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

ما من عراقي أو عربي يعتقد بأن حال أي قطر من الأقطار العربية سيكون بأسوأ من حال العراق والعراقيين اليوم. إذ جاء اليوم الذي تطلب فيه إيران من أميركا أن توقف هجماتها على العراقيين قبل بدء المفاوضات معها.

بالله عليكم في أي زمن نعيش نحن؟!

لم يأت زمن على العرب أن يكونوا بهذا الذل والعار الذي يلطخ سمعتهم.

أين العرب الذين دانت لهم الأرض قاطبة، وأرهبوا الفرس والروم سنين طويلة؟

أين أجدادنا الفاتحين وتاريخنا الحافل المجيد؟

رحم الله محمود غنيم وأنزل في قبره الضياء والنور، وأنزله منازل النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، حين قال:

كان العراق عبر التاريخ يحمي ظهر عرب الخليج. وعلى رغم من الكارثة الإنسانية التي خلفها احتلال الكويت، إلا أنه ما من شك في أن العراق قدم دماء غالية في حماية العرب، وتحديدا عرب الخليج، ليس قبل الاحتلال الأميركي بل مذ مئات السنين.

الارتباط الوثيق بين عرب العراق والخليج العربي هو رابطة دم. ورابطة الدم لا يمكن أن تزول مهما جرى على الإنسان من تحولات عقدية أو مذهبية. ولرابطة الدم، وأعني بها العروبة، فعل السحر في الإنسان. فهذا النبي محمد (ص) حينما انتصر الشيباني على الفرس قال: هذا يوم انتصر فيه العرب على الفرس. مع إن الشيباني مسيحي!

ليس من مصلحة عرب الخليج أن يكون بينهم وبين إيران عداوة، إلا أنه من الغفلة والاستغفال والاستحمار - بحسب تعبير الشهيد علي شريعتي - أن يكون عرب الخليج كالدجاج ينتظرون المقصلة كي تقطع أعناقهم.

إيران اليوم تدفع أموالا كثيرة في العراق ليس من أجل سواد عيون العراقيين، بل من أجل تأمين أن لا يزحف الأميركان على إيران، فيظلوا منشغلين بالعراق!

التاريخ والواقع الميداني يقول: إن كل العهود الماضية، انعتوها بما شئتم، أفضل من هذا العهد البالغ السوء، على الأقل من ناحية لم نكن نسمع ذاك شيعي وهذا سني، وبشهادة العراقيين.

إني تذكرت والذكرى مؤرقة

ويح العروبة كان الكون مسرحها

أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد

كم صرفتنا يد كنا نصرفها

بالله سل خلف بحر الروم من عرب

فإن تراءت لك الحمراء عن كثب

وأنزل دمشق وسائل صخر مسجدها

وطف بغداد وابحث في مقابرها

أين الرشيد وقد طاف الغمام به

هذي معالم خرس كل واحدة

الله يشهد ما قلبت سيرتهم يوما

مجدا تليدا بأيدينا أضعناه

فأصبحت تتوارى في زواياه

تجده كالطير مقصوصا جناحاه

وبات يملكنا شعبا ملكناه

بالأمس كانوا هنا ما بلهم تاهوا

فسائل الصرح أين المجد والجاه

عمن بناه لعل الصخر يمعاه

عل امرأ من بني العباس تلقاه

فلما تجاوز بغداد تحداه

منهن قامت خاطب فاغرا فاه

وأخطأ دمع العين مجراه

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 2076 - الإثنين 12 مايو 2008م الموافق 06 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً