أحد الإحباطات لدى الصحافة هو ما تواجهه من أشخاص في مهنة العلاقات العامة لدى بعض مكاتب الشخصيات المهمة في الدولة، ذلك لأن بعض الماسكين بالمهمة أناس غير صالحين وغير موفقين، وهم يسيئون إلى الشخصيات التي يتحدثون باسمها. ومناسبة الحديث هي ما يكرره أحد هؤلاء الأشخاص غير الموفقين في عملهم عندما يتصل بهم موظفو صحيفة «الوسط»، إذ يبادر للتحدث باسم الشخصية التي من المفترض أنه يعمل لديها من أجل الصالح العام، ولكن بأسلوب غير صالح ويسيء إلى المهنة وقد يعطي انطباعا بأن مثل هؤلاء الأشخاص يشوهون العلاقة بين الشخصية التي يعملون في مكتبها وعموم الناس الآخرين.
والمصيبة أن مثل هؤلاء الأشخاص قد يكون لديهم سبب تافه لتصرفاتهم، مثلا يحدث أن تقدم إلى وظيفة لدى مؤسسة ما ولم يحصل عليها، ومن ثم يتسلم في يوم من الأيام وظيفة مسئول علاقات عامة يقوم من خلالها بتوزيع بيانات صحافية ويقرر بشأن نشر إعلانات في هذه الصحيفة أو تلك... وبدلا من قيامه بواجبه على أسس حيادية تراه يختلق القصص ويبرر تعامله غير الموفق مع هذه الجهة أو تلك.
إن مهنة العلاقات العامة لا تعني شراء الآخرين، كما لا تعني تشويه سمعة الجهة التي يعمل لديها، وخصوصا إذا كان قد اؤتمن عليها. إن مثل هذه المهنة، وخصوصا في مكاتب شخصيات مهمة في الدولة، تحتاج إلى أناس صالحين يعتمدون السلوك الموفق والقيم الأخلاقية، من دون اختلاق قصص مكررة وممجوجة، لأنهم بذلك يسيئون إلى جوهر المهنة التي يمارسونها، ولا يوفقون في أداء ما يتوجب عليهم أداؤه، وهو تحسين العلاقات العامة بين المكتب الذي يمثلونه والجهات الأخرى في المجتمع والدولة والقطاع الخاص.
مع الأسف فإن بعض المستفيدين من مهنة العلاقات العامة هم أصحاب الممارسات والتصورات الخاطئة، وهو ما يجعل ما يقولونه مثارا للسخرية والتندر، وهم من دون شك يخلقون فجوة بين المكتب الذي يتحدثون باسمه وجهات مختلفة. ومع الأسف أيضا أن بعض هؤلاء الأفراد يشغلون ركنا من أركان مكاتب مهمة في الدولة، وهم يسيئون بذلك إلى صناعة العلاقات العامة لأنهم يسحقون المهنية معتقدين ان وجودهم في مكاتب نافذة يفسح لهم المجال للتلاعب كما يشاءون.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2076 - الإثنين 12 مايو 2008م الموافق 06 جمادى الأولى 1429هـ